عرض أميركي: مظلة أمنية لإسرائيل مقابل "لوزان"

28 ابريل 2015
أوباما يسعى لوقف حملة نتنياهو على الاتفاق(برندان سميالوزكي/فرانس برس)
+ الخط -

في محاولة لإقناعها بوقف حملتها الهادفة إلى إحباط اتفاق "لوزان"، عرضت الولايات المتحدة على إسرائيل صفقة، تقوم على منحها مظلة أمنية تضمن احتفاظها بتفوقها النوعي على كل دول المنطقة، مقابل توقف رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عن توظيف البيئة الأميركية الداخلية لإفشال الاتفاق. 

وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى النقاب عن أنّ إعلان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس الماضي، باستعداد واشنطن تزويد تل أبيب بدفعة جديدة من طائرات "إف 135" المتطورة العام المقبل جاء لإقناع نتنياهو بقبول العرض الأميركي.

وفي تقرير بثته مساء أمس، نوهت القناة إلى أنّ الأميركيين يخططون لتقديم عرض مماثل للدول الخليجية لطمأنتها بأن الاتفاق مع إيران لن يفضي إلى تهديد أمنها. وذكر كبير المعلقين في القناة، عوديد غرانوت، أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما سيقدم العرض بشكل رسمي لقادة الدول الخليجية عند لقائه بهم قريباً في منتجع "كامب ديفيد"، في حين تم تقديم العرض لإسرائيل عبر اتصالات بين مستويات في الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية. 

اقرأ أيضاً خبير غربي: أوباما قد يعرض اتفاقا دفاعيا مع الخليج

وكشف موقع صحيفة "هآرتس" أول من أمس أنّ أوباما أبلغ قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة أنّه لا يوافق على عقد لقاء ثنائي مع نتنياهو خشية أن يستغله الأخير في الترويج لمواقفه المعارضة لاتفاق "لوزان"، مشيراً إلى أنه لا ينوي منح نتنياهو منصة للترويج لأفكاره، خصوصاً بعد توصل الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس لاتفاق وسط بشأن الموقف من لوزان.

وقال المعلق العسكري أمير بارشلوم، إن إسرائيل لن توافق على العرض الأميركي بشأن المظلة الأمنية إلا بعد التوقيع على الاتفاق النهائي بين إيران والدول العظمى. وخلال مشاركته في البرنامج الإخباري الذي بثته قناة التلفزة الأولى أول من أمس، نقل بارشالوم عن هيئات قيادية في جيش الاحتلال قولها إن إسرائيل لن تلتزم بأي موقف قبل أن تطلع على بنود الاتفاق النهائي مع إيران، لكي تتأكد أن هذا الاتفاق لا يمكّن إيران في المستقبل من بناء قدرات نووية عسكرية. 

وأشار بارشالوم إلى أنّ إسرائيل لا يمكنها الموافقة على عرض المظلة الأمنية قبل أن تطلع على ما تعهد به الأميركيون للدول الخليجية، خشية أن أن يكون أوباما قد التزم بتقديم إمكانيات عسكرية لهذه الدول تمس بتفوق إسرائيل النوعي. 

وحسب هذه الهيئات، فأنّه في حال سحبت إسرائيل اعتراضها على الاتفاق مع إيران في النهاية، فأن ذلك سيكون مقابل استجابة الولايات المتحدة لقائمة طويلة من المطالب لضمان تفوقها النوعي، ولن تكتفي بطائرات "إف 135"، التي لم يحدث أن حصلت عليها دولة أخرى، حتى دول حلف شمال الأطلسي. 

لكن على الرغم من التشدّد الذي تظهره إسرائيل، فإنّ هناك شبه إجماع داخل تل أبيب على أن الحملة التي يشنها نتنياهو ضدّ اتفاق "لوزان"، لن تفلح في إحباطه من خلال التنسيق مع الغالبية الجمهورية في الكونغرس. 

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية أن دوائر صنع القرار في تل أبيب تدرك أن الرهان على دور الأكثرية الجمهورية في الكونغرس في إحباط "لوزان" غير منطقي، إذ إن الجمهوريين عاجزين عن ضمان تأييد ثلثي الأصوات في الكونغرس لتحييد الفيتو الذي يمكن أن يستخدمه الرئيس ضد قرارات الكونغرس المحتملة بشأن الاتفاق. 

لكن نخباً يمينية إسرائيلية حذرت من عواقب "اليأس" من إمكانية إحباط اتفاق "لوزان". وقال المفكر اليميني إيزي ليبلر، إن الأمر يتطلب توحيد جهود المنظمات والقيادات اليهودية الأميركية وتعزيز التنسيق فيما بينها لإقناع الكونغرس بعدم قبول الاتفاق بشكله الحالي، لافتاً إلى أن تحقيق هذا الهدف ممكن. 

وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" المقرّبة من نتنياهو الجمعة الماضي، دعا ليبلر القيادات اليهودية إلى ممارسة أكبر ضغط على الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب لإقناع أكبر عدد منهم بالتصويت ضد "لوزان"، مشدّداً على ضرورة الضغط بشكل خاص على السيناتور تشاك شومر، الذي من المتوقع أن يصبح زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ عام 2016، ليواصل احترام تعهده بالعمل لإفشال الاتفاق. ووجه ليبلر انتقادات حادة لموقف القيادات اليهودية، المرتبطة بالحزب الديمقراطي، لعدم اتخاذها موقفا صارما مما وصفته "تهجمات" أوباما على نتنياهو. وقال إن القيادات اليهودية المرتبطة بالحزب الديمقراطي بدلاً من الضغط على أوباما لوقف هجماته على نتنياهو اختارت أن تحمّل الأخير المسؤولية عن تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.

دلالات
المساهمون