عبلة قرمان تنقش على الزجاج

حيفا

ناهد درباس

ناهد درباس
28 يوليو 2019
1E78F842-3211-4F52-9B44-BEA72FD9F861
+ الخط -
في بيت من طرازٍ التصميم المعماري العربي القديم في بلدة إبْطن في شمال حيفا، تقطن الفنانة الفلسطينية عبلة طوبي قرمان (مواليد 1963). 

لما تدخل إلى بيتها، تشعرُ بأنّك في معرضٍ فني. ترى المجسّمات الزجاجية المزخرفة والمُنقَّشة من جميع الألوان من صنع يديها. إضافة الى لوحات فنية من الصنارة تملأ الفراغ. تعيش عائلة قرمان في قرية إبطن، وهي من المناطق النادرة التي بقيت لعائلات فلسطينية. تختصُّ عبلة بالزّخرفة على الزجاج. لم تدرس عبلة هذا الاختصاص أبدًا، بل كانت موهوبة، وصقلَتْها بالممارسة. فجاءت هذه المبادرة منها، كونها تعشق الفن منذ الصغر، فهي تعرف الحياكة بالصوف، وترسم على الخشب. لم تعرف في طفولتها ساعات الفراغ، إذْ كانت تقوم والدتها بملء وقت فراغها، إما بأعمال يدوية فنية، أو بالقراءة.

تعلمت عبلة جميع الأشغال اليدوية من والدتها، إذْ لديها "يدان من ذهب"، كما يُطْلَق على أمثالها بلغة الأمثال الشعبية. تحوَّل بيتها إلى معرضٍ تملؤُه تحفها الزجاجيّة الفنيّة التي صنعتها بأناملها. وتقيم في بيتها ورشات فنية لمجموعات صغيرة، بهدف تعليم المشاركين مبادئ الزخرفة على الزجاج. بدأت عبلة بالزخرفة والنقش على الزجاج عن طريق الصدفة، قبل أكثر من عقدين، عندما أرادت أنْ تهدي كؤوس الزجاج إلى أصدقائها بفترة رأس السنة، ومن وقتها قامت بتنمية هذه الموهبة. وفي حديث مع قرمان لـ"العربي الجديد"، قالت: "أنا أعملُ بشكل يومي على زخرفة الزجاج. عندي إدمان. بنفس الوقت أجد وقتاً أيضاً للتطريز والرسم على الخشب". وتشير عبلة إلى أنّ شغفها يعود بالدرجة الأولى إلى والدتها. وتضيف قائلة: "الإنتاج الفني لدي ليس مسألة تجارية بالدرجة الأولى، بل هو أمرٌ يساعدني على تحسين نفسيتي، ويصنع لي حياتي التي أحبها. كما أنّي أحب هذا النوع من العمل".

وتشير قرمان إلى أنّه من أجل حماية النقوش على الزجاج من العوامل البيئيَّة، فهي تقوم برسمها وتسخينها في درجة حرارة معينة، وذلك لتتثبت على الأواني الزجاجية، وبهذه الطريقة يتم الحفاظ على النقوش على الزجاج، حتى لو تم غسلها في جلاية الصحون. أقامت قرمان أربعة معارض لها في مدينة الناصرة وحيفا. وتعمل في هذه الفترة على الورشات الخاصة لمجموعات صغيرة لتمرير ونشر هذا الفن.
دلالات

ذات صلة

الصورة
فنانون من غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

منوعات

تجمّع نحو 70 فناناً وفنانة فلسطينية داخل مزرعة حمدونة السياحية في مدينة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، ضمن الفعالية الفنية التي نفذتها مؤسسة رواسي فلسطين للثقافة والفنون والإعلام، اليوم الخميس، بمناسبة أسبوع الشباب العالمي.
الصورة
تدوير الأوراق البالية لاستخدامها في الرسم في غزة

منوعات

استلهمت الفلسطينية هدى ثابت فكرة صناعة ألواح خاصة بالرسم من الأوراق معادة التدوير من عملها في مجال كتابة قصص الأطفال، وتدربيهم على طرق الكتابة الإبداعية، إذ كانت تجمع أطناناً من المسودات الخاصة بالأطفال خلال تدريبهم على الكتابة.
الصورة

منوعات

يشبّه رسام الجداريات عمر الهمزي الرسم في الفضاء العمومي "برياضة تعلم الإنصات للناس"، وهو واحد من الفنانين الذين اختاروا جدران المباني للتعبير عن أنفسهم، ما غير وجه مدن مغربية عدة، كالرباط والدار البيضاء، في السنوات الأخيرة.
الصورة
	 صادق: هواياتي وحبي كله في المجال الفني (معتصم الناصر)

منوعات

عُرف الفنان القطري عبد العزيز صادق من خلال كاريكاتير يرسمه يومياً عبر إحدى الصحف القطرية، يتناول قضايا اجتماعية محلية، كما عُرف عازفاً موسيقياً.
المساهمون