عبد الوهاب الأفندي: دكتوراه في معهد الدوحة للدراسات العليا بدءاً من العام الأكاديمي 2021- 2022
كشف رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة، عبد الوهاب الأفندي، أنّ المعهد سيطرح برنامج الدكتوراه في العام الأكاديمي المقبل، 2021 - 2022، بينما يطرح برنامجاً جديداً في الماجستير هذا العام، يتناول حقوق الإنسان. وقال الأفندي لـ"العربي الجديد"، إنّ المعهد خرّج أربع دفعات، وتجاوز عدد الخريجين 561 طالباً وطالبة
- احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا، في مايو/ أيار الماضي، بتخريج الفوج الرابع من طلاب الماجستير، فما هي أعداد خريجي الدفعات الأربع، وما هي الاختصاصات؟
تأسس معهد الدوحة للدراسات العليا في عام 2014، بوصفه مؤسسة أكاديمية مستقلة للتعليم والأبحاث انطلاقاً من إدراك المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أهمية المساهمة الفاعلة في تنمية القدرات البشرية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامة واقتصاديات التنمية، المهمشة أكاديمياً، وتنمية التعليم العالي في المنطقة العربية ضمن رؤية وهوية عربيتين، والحاجة إلى صنع قادة مهنيين قادرين على الدفع قدماً بالمعرفة الإنسانية، وإنتاجها وتطويرها ونشرها وتوظيفها لخدمة حاجات المجتمعات العربية وقضاياها، بالإضافة إلى إدراكه أهميةَ المشاركة العربية في إنتاج المعرفة. نحن نحتفل أيضاً هذا الشهر بإكمال العام الخامس على تأسيس معهد الدوحة للدراسات العليا، فقد افتتح المعهد عامه الدراسي الأول في 2015 - 2016، وفي ذلك العام لم يكن مبناه الحالي موجوداً، بل كنا نعمل داخل فيلا صغيرة تقع في الدوحة الجديدة، وندرّس طلابنا داخل قاعات مستعارة من جامعة "قطر". اليوم أصبح مبنى المعهد صرحاً أكاديمياً، وقد خرّج أربع دفعات، وتجاوز عدد الخريجين 561 طالباً وطالبة. تخرّج في العام الأول 104 طلاب وطالبات، أما الدفعة الرابعة فضمت 153 خريجاً وخريجة. وفي هذه الإحصائيات كان لدينا من الطلاب 51 من الإناث، 39 في المائة منهن في كلية الإدارة العامة، و61 في المائة في كلية العلوم الاجتماعية. نحن سعداء بتخريج مئات من حاملي الماجستير، خلال خمسة أعوام، وكلّه بدعم من دولة قطر التي وفرت المكان والحرية للعمل والتمويل طبعاً، ونعتبر هذه المساهمة القطرية مهمة جداً في تعزيز العلوم الاجتماعية والإنسانية في العالم العربي، فثمة نقص في هذا المجال، وفي الدفعات التي تخرجت نسبة كبيرة من الطلاب القطريين، وكثيرون منهم يعملون في مؤسسات الدولة، كوزارة الخارجية والوزارات الاقتصادية وفي كلية التنمية بالمعهد. يطرح المعهد برامج الماجستير التنفيذي، وهي مخصصة لكبار الإداريين في الدولة، وأيضاً برامج في الاقتصاد، وبدأ هذا العام برامج دبلوماسية وتنفيذية، معظمها بالاتفاق مع وزارة الخارجية القطرية مخصصة للدبلوماسيين القطريين، وقبل ذلك درّس دبلوماسيين في العلوم السياسية وإدارة النزاع وغيرهما. كذلك، يتولى المعهد مهمتين رئيسيتين؛ المهمة الأولى هي تعزيز نوعية العلوم الاجتماعية، والمتخرجين الممتازين، علماً أنّ كثيراً من طلابنا يواصلون الدراسة لنيل الدكتوراه سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة، أو في جامعات عربية وغيرها، وخلال هذا العام أيضاً جرى تعيين خريجتين قطريتين كمساعدتي تدريس في المعهد، وستبتعثان إلى الخارج حتى تعودا أستاذتين في المعهد. مهمتنا الأساسية هي تطوير وتعزيز العلوم الاجتماعية، والمهمة الثانية هي خدمة المجتمع في قطر خصوصاً والعالم العربي عموماً، ففي هذا المجال نحن سنوفر برامج للتعليم في الإدارة العامة، وفي علم النفس وفي العمل الاجتماعي، لتأهيل كوادر تعمل في قطر وفي العالم العربي.
- ما هي البرامج التي يقدمها المعهد؟
يدرّس المعهد في كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية، ماجستير الإدارة العامة، والماجستير التنفيذي في الإدارة العامة، والماجستير المزدوج التنفيذي في إدارة الأعمال والإدارة العامة، والأخير مشترك مع جامعة "برلين" في ألمانيا، وهو الوحيد من نوعه في المنطقة، إلى جانب ماجستير صنع التنمية. وتضم كلية العلوم الانسانية والاجتماعية 13 برنامجاً، تبدأ بإدارة النزاع والعمل الإنساني، والأدب المقارن، والإعلام والدراسات الثقافية، والتاريخ، والصحافة، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية، والفلسفة، واللسانيات والمعجمية العربية، وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، والدراسات الأمنية والنقدية، وعلم النفس، والعمل الاجتماعي، وحقوق الإنسان. كذلك، أطلقنا في العام الأكاديمي الماضي، برنامج الدراسات الأمنية النقدية، وهو الأول من نوعه في المنطقة، والتحق به عدد كبير من الطلاب معظمهم من القطريين، خصوصاً من المؤسسات العسكرية والأمنية، وسيطلق هذا العام برنامج حقوق الإنسان، ليوفر للطلاب فرصة لدراسة مواضيع واسعة، تشمل مدخلاً لحقوق الإنسان، ومقدمات القانون الدولي العام، وحقوق الإنسان والتشريع الإسلامي، وحقوق الإنسان في العالم العربي: النظرية والممارسة، ومقاربات نقدية للحقوق، والقانون الدستوري المقارن، ومقدمات القانون الدولي العام. هذه كلّها برامج متنوعة وفيها عدد كبير من الطلاب، كما لدينا أساتذة من الدول العربية وأنحاء العالم، ومعظهم كانوا يدرّسون في جامعات أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، واستقطبنا هذا العام كوكبة جديدة من الأساتذة أيضاً، يعززون التنوع والتميز في المعهد.
- ما هي معايير قبول الطلاب في المعهد؟ وهل تلعب الجنسية دوراً في الاختيار؟
نحن نعطي الأفضلية للطلاب العرب، خصوصاً المقيمين في قطر، والطلاب القطريين، لكنّ معايير القبول واحدة، وهي أن يكون الطالب قد تخرج بالبكالوريوس بدرجة جيد فما فوق، ويجيد اللغة العربية، ولديه مستوى جيد في اللغة الإنكليزية. والأسس تنافسية، لأنّ الطلاب يتقدمون للمعهد إلكترونياً، فيحصل فرز أولي لمن استوفوا الشروط الأساسية، وهي للمتقدمين من خارج قطر. وعلى المتقدم أن يكون حاصلاً على البكالوريوس من مدة لا تتجاوز خمسة أعوام، فمكتب التسجيل والقبول يفرز المتقدمين وفقاً لما ذكرت من أسس. بعد ذلك ترسل الأسماء إلى كلّ برنامج في المعهد، لينظر البرنامج بصورة مفصلة في النتائج والدرجات، ويُطلب من الطالب أن يقدم إفادة شخصية ويكتب بحثاً مختصراً في سؤال يوجه إليه، فتقيّم هذه الكتابات، ويجري اختيار قائمة قصيرة من الطلاب، لتجرى مقابلات معهم، ومن بعدها تحدد القائمة النهائية، ويفرز المتقدمون بحسب الدرجات، فدرجات الفرز الأول تحدد من يخضع للمقابلة، ودرجات المقابلة تحدد من يجري قبوله، بحسب العدد الأقصى المسموح به لكلّ برنامج. وبذلك، فإنّ هناك تصفية على أساس المؤهلات العلمية والاستعداد، وليس هناك أيّ اعتبار آخر.
- يمنح المعهد الخريجين درجة الماجستير، فهل يتابعهم؟ وهل تخططون لمنح درجة الدكتوراه؟
يوجد لدينا مكتب متخصص لمتابعة الخريجين والتواصل معهم، وهذا المكتب لديه عناوين الخريجين كافة، ويتواصل معهم عبر بريدهم الإلكتروني، وتصلهم الرسائل باستمرار، وجزء من مهمة المعهد دعم الخريجين في البحث عن عمل، وهناك عدد من الخريجين يعملون سواء في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أو في المعهد. وبالنسبة للسؤال الثاني، أقرّ المعهد بالفعل برنامج الدكتوراه، وجرت الموافقة عليه من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر، وهو جاهز للانطلاق في العام الأكاديمي المقبل، 2021 - 2022، وكنا نود أن نطلقه هذا العام، لكن بسبب جائحة كورونا ارتأينا تأجيله.
- هل تفكرون بافتتاح فروع للمعهد خارج دولة قطر؟
ليست لدينا خطة لفتح فرع خارج قطر التي توفر بيئة لا نجدها في مكان آخر، وبما أنّ المعهد موجه لخدمة دولة قطر فهذا مكانه الطبيعي، خصوصاً أنّنا نركز على تعزيز وضع هذا المعهد واستقطاب عدد أكبر من الطلاب القطريين ومن الطلاب المقيمين في قطر بالإضافة إلى طلاب العالم العربي. في الحقيقة، فوجئنا في أول عام للمعهد بتقدم عدد من الطلاب الأوروبيين، ممن يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، علماً أنّ لدينا أيضاً طلاباً من أفريقيا، لا سيما السنغال ونيجيريا وغيرهما، يتحدثون اللغة العربية كونهم درسوا في جامعات عربية. والعام الماضي تقدم عدد كبير من الهند، والأعداد في ازدياد. لكنّنا نسعى لأن يكون معظم الطلاب من العرب ومن المقيمين والقطريين. في العام الأكاديمي الأول للمعهد تقدم نحو 1300 طالب، وجرى قبول نحو 100 منهم، وفي العام الحالي وصل عدد المتقدمين إلى أكثر من 9 آلاف قُبل منهم 270، إذ إنّنا نختار بعناية كبيرة.
- بسبب جائحة كورونا، اتبع المعهد نهج الدراسة عن بعد، منذ منتصف مارس/ آذار 2020، فما هي الخطة المعتمدة في العام الأكاديمي الجديد؟ وهل سيكون للتعليم الافتراضي نصيب فيها؟ وكيف تقيّمون التجربة؟
يمكننا القول بثقة إنّ معهد الدوحة للدراسات العليا أول مؤسسة تعليم عالٍ قطرية بدأت التعليم عن بُعد، منذ أصدرت وزارة التعليم والتعليم العالي في 9 مارس/ آذار الماضي تعليماتها، إذ بعد يومين بدأ معهد الدوحة التدريس الإلكتروني، وجرى في اليوم التالي لصدور القرار تدريب الأساتذة والطلاب على استخدام المنصة الإلكترونية "ويبكس" التي اخترناها للتواصل، وكانت التجربة ناجحة جداً، وعبّر الطلاب عن سعادتهم بالتعليم عن بُعد، وأجرينا استفتاء حول التجربة، ورأى 85 في المائة من الطلاب أنّها "ممتازة". في العام الأكاديمي الجديد، سنواصل خطة التعليم عن بُعد لطلاب السنة الأولى فقط، بسبب الظروف الاستثناية التي فرضتها جائحة كورونا. وبسبب فرض قيود على حركة السفر والطيران، لن يتمكن الطلاب المقبولون في السنة الأولى من السفر والالتحاق بالدراسة في مقر المعهد، ولذلك حصلنا على الموافقات من الجهات المختصة لمواصلة التدريس عن بعد. وقد بدأنا أسبوع التوجيه والإرشاد يوم 23 أغسطس/ آب الماضي عبر المنصة الإلكترونية، لتوجيه الطلاب وتقديم المعلومات عن المعهد وأقسامه والبرامج التي سيدرسونها، وحرصنا على مساعدة الطلاب الجدد في أن تكون لديهم أجهزة كومبيوتر واتصال بالإنترنت في أماكن إقامتهم في بلدانهم، كما حصل الأساتذة طوال فترة الصيف على تدريب في مجال التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني وكلّ التحديات المتعلقة به، وأيضاً جرى تزويد المعهد بتقنيات ذات أهمية بالنسبة لهذا العمل، ما رفع من جهوزيتنا، وسيُسمح أيضاً بما يسمى التعليم الهجين، وهو المزج بين التعليم داخل الفصل والتعليم الإلكتروني.
نبذة
عبد الوهاب الأفندي، أكاديمي سوداني، يتولى رئاسة معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة. تولى عمادة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في المعهد سابقاً، كما كان منسق برنامج الإسلام والديمقراطية بمركز دراسات الديمقراطية بجامعة "وستمنستر" في لندن بين عامي 1998 و2015. دبلوماسي سابق في وزارة الخارجية السودانية (1990 - 1997)، كما تولى إدارة ورئاسة تحرير عدة مطبوعات في بريطانيا (1982 - 1990). عمل أستاذاً/ باحثاً زائراً في معهد "كريستيان ميكلسن" بالنرويج، وجامعة "نورثويسترن" بشيكاغو الأميركية، وجامعتي "أوكسفورد" و"كامبريدج" البريطانيتين، و"المعهد الدولي للفكر والحضارة الإسلامية" في ماليزيا.