عند المغيب توافد عشرات المعارضين السوريين إلى المكان. حمل بعضهم لافتات "تناشد المجتمع الدولي التحرك"، وأخرى تدعو "الى تحرير المعتقلين في سورية".
وكان الخيّر قد اختُطف مع المعارضين، ماهر الطحان وإياس عياش، قرب مطار دمشق عام 2012، حين كان في طريق العودة إلى وطنه بعد زيارة سياسية إلى الصين. تتهم زوجته نظام، بشار الأسد، باعتقاله وتقول "يدّعي النظام السوري أن زوجي اختُطف قرب المطار، لكننا متأكدون من وجوده في سجون النظام". تلتفت زوجة الخيّر إلى أحد المعتصمين قربها. تكتم دمعتها لدى رؤية صورة ماهر الطحان.
لا تحضر فدوى بصفتها زوجة الخيّر فقط، فماهر هو ابنها أيضاً. تتحدث فدوى عن مصير بلدها بلسان زوجها المعارض، وقلب ابنها الشاب، "يكفي اعتقالات، يكفي القمع، شبعنا من الدم".
يتنوّع الحضور في الوقفة التضامنية. حضر عدد كبير من أصدقاء ماهر. شبان في مقتبل العمر حملوا لافتات اعتادوا على رفعها في الشام. يقارن هؤلاء بين "الرصاص الذي قابلنا به الأمن السوري، والوداعة البادية على وجوه القوى الأمنية اللبنانية".
اعتُقل عبد العزيز الخيّر في 21 سبتمبر/أيلول عام 2012 خارج مطار دمشق الدولي. كان الخيّر في طريق العودة من الصين، حيث مثل هيئة "التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي"، في لقاءات خاصة بالعملية السياسية في سورية. وحاولت الهيئة في بداية الثورة التواصل مع النظام السوري على أمل حلّ داخلي للأزمة.
آمن الخيّر بإمكانية الحوار مع النظام السوري بالرغم من اعتقاله في عام 1992 لمدة 13 عاماً. كان خلالها عضواً في حزب "العمل" الشيوعي، وناشطاً بارزاً ضمن صفوف المعارضة السورية.