بزشكيان: أولوية سياستي الخارجية تحسين العلاقات مع الجوار ومد يد الصداقة والتعاون

30 يوليو 2024
بزشكيان يلتقي أعضاء مجلس الوزراء المؤقت، 28 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، خلال تأديته اليمين الدستورية، اليوم الثلاثاء، إن أولوية سياسته الخارجية ستتمثل في تحسين العلاقات مع الجوار، ومد يد الصداقة والتعاون، لافتاً إلى أن "من حق إيران تطبيع العلاقات الاقتصادية مع العالم، ورفع العقوبات، وحكومتي لن ترضخ للضغوط". وأضاف "إيران بحاجة للتغلب على الظروف المعقدة الراهنة والمخاطر وفتح آفاق التنمية المستدامة"، مشدداً على أن إيران "ستتعامل بشكل بناء مع العالم، وستعزز علاقاتها الإقليمية على أساس الحكمة والعزة والمصلحة". وأردف "الانتخابات فتحت فرصة جديدة لإيران والعالم وحكومتي ستكون حكومة الوفاق الوطني". وبخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة، قال بزشكيان إن "من يدعم قاتلي أطفال غزة لا يمكنهم إعطاء الآخرين دروساً في حقوق الإنسان".

وأدى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، اليمين الدستورية، بعد يومين من قيام المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بتنصيبه رسمياً الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ 1979. وأدى بزشكيان نص اليمين في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران بحضور رئيس السلطة القضائية والبرلمانيين، وشارك في المراسم كبار القادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين، فضلاً عن عشرات الوفود الأجنبية.

وحسب المادة 121 للدستور الإيراني، يؤدي رئيس الجمهورية نص اليمين الدستورية، ويضع توقيعه عليها أمام مجلس الشورى الإسلامي، في جلسة يحضرها رئيس السلطة القضائية، وأعضاء مجلس صيانة الدستور. وحسب إعلان البرلمان الإيراني، شارك في مراسم أداء اليمين الدستورية، 300 مسؤول أجنبي من 80 دولة، من بينهم رئيسا دولتين، و11 رئيس برلمان، و6 رؤساء وزراء، وعدد من وزراء الخارجية والمندوبين من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وفق وكالة إرنا الرسمية.

وفي مقدمة الضيوف الأجانب، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ورئيس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، ورئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف، ووزير الدفاع الإماراتي حمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، والمبعوث الخاص لسلطان عمان وزير الاقتصاد سعيد بن محمد بن أحمد الصقري، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، ومندوب الاتحاد الأوروبي أنريكا مورا الذي يتولى تنسيق المفاوضات النووية المتوقفة منذ سبتمبر/أيلول 2022، فضلاً عن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية زياد النخالة، والمتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام. 

ويُتوقع أن يقدم بزشكيان تشكيلة حكومته قريباً للبرلمان الذي سيكون أمامه مهلة أسبوعين، بعد أداء اليمين الدستورية، لتقديم تشكيلة حكومته إلى البرلمان. وكان الإصلاحي مسعود بزشكيان قد انتخب في الخامس من الشهر الجاري رئيساً جديداً لإيران، خلفاً للرئيس المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي قبل نحو عام من انتهاء ولايته الرئاسية، في حادث تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.

وفاز بزشكيان في الجولة الثانية بعد الحصول على 16 مليوناً و384 ألفاً و403 أصوات، أي نحو 54% من الأصوات التي بلغت 30 مليوناً و530 ألفاً و157 ممن شاركوا في الانتخابات، من أصل 61 مليوناً وأكثر من 400 ألف ناخب. وشارك في الجولة الأولى نحو 40% من الناخبين، ليسجل بذلك أدنى نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، لكن النسبة ارتفعت في الجولة الثانية، في ظل التنافس المحموم بين بزشكيان وخصمه المحافظ سعيد جليلي إلى نحو 50%. وبفوز بزشكيان عاد الإصلاحيون إلى السلطة مرة أخرى بعد نحو عقدين من الزمن منذ نهاية ولاية الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عام 2005. وعليه، فإن عودة الإصلاحيين إلى الحكم لها دلالاتها وتأثيراتها داخلياً وخارجياً، بسبب توجهاتهم المختلفة عن غريمهم السياسي المحافظ على الصعيدين.

المساهمون