ظريف في بغداد.. رسائل للكاظمي والمليشيات وواشنطن

19 يوليو 2020
زار ظريف فور وصوله إلى مطار بغداد مكان مقتل قاسم سليماني (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

يقرأ سياسيون عراقيون استهلال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته إلى بغداد، اليوم الأحد، بزيارة الموقع الذي قتل فيه زعيم "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني بضربة جوية أميركية مطلع يناير/كانون الثاني الماضي غربي العاصمة بغداد؛ على أنها تحمل رسائل متعددة لأطراف كثيرة داخل العراق وخارجه، من أبرزها استمرار إيران تحشيد أنصارها في العراق وخاصة الأذرع المسلحة الموالية لها ضد الولايات المتحدة الأميركية.
ووصل ظريف، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة رسمية التقى خلالها المسؤولين العراقيين، وأبرزهم رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي عقد اجتماعاً دام لنحو 40 دقيقة في القصر الحكومي وهو ما اعتُبر وقتاً قصيراً للغاية مع أنه الاجتماع الأول للكاظمي بمسؤول إيراني يصل إلى العراق. كما التقى ظريف مع قيادات عراقية سياسية أخرى، لقاءات كانت أطول، إذ التقى زعيم تحالف "الفتح"، هادي العامري، وعمار الحكيم زعيم تحالف "الحكمة"، في اجتماعين منفصلين.
وفور وصول ظريف إلى مطار بغداد، اتجه إلى مكان اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق، الجنرال قاسم سليماني، لـ"أداء واجب الاحترام" له، بحسب وصف بعض وسائل الإعلام الإيرانية.
وقال ظريف لدى وصوله إلى بغداد في تصريحات صحافية إنه "سيبحث مع الأشقاء العراقيين، ملف استشهاد الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما"، مؤكداً أن "اغتيال المهندس وسليماني كان خسارة كبرى في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، كما أن العلاقات العراقية الإيرانية لن تتزعزع إطلاقاً".

فور وصل ظريف إلى مطار بغداد، اتجه إلى مكان اغتيال قاسم سليماني، لأداء واجب الاحترام له

من جانبه قال القيادي في "جبهة الإنقاذ والتنمية" العراقية، ومحافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي، لـ"العربي الجديد" إن "زيارة ظريف لموقع حادثة اغتيال سليماني، تعني أن إيران تريد مواصلة تحشيد مؤيديها ضد الولايات المتحدة الأميركية في داخل العراق".
ورأى أن "هذه الزيارة نوعاً من مداعبة شعور الموالين لطهران، والذين عملوا مع قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وتحشدهم ضد واشنطن، خصوصاً مع تقارب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع واشنطن".
وبين النجيفي أن إيران لن تعترض بشكل علني على أي إجراء رسمي يقوم به العراق في تغليب مصالحه أو رسم سياسته، فهي لا تريد أن تضغط بنفسها على الكاظمي من أجل أن يخفف من توجهه بالتعاون مع الولايات المتحدة، ولهذا هي تريد تحشيد أنصارها من الفصائل المسلحة الموالية لها حتى تقوم بهذه المهمة بدلاً عنها".
بدوره قال القيادي في تحالف "الفتح"، بالبرلمان العراقي غضنفر البطيخ، إن زيارة ظريف لموقع اغتيال سليماني، تؤكد معلومات حول توصّل طهران إلى معلومات مهمة حيال قضية اغتياله"، وفقاً لقوله.
وأضاف البطيخ: "هناك معلومات متوفرة لدى طهران، بتورط شخصيات عراقية بعملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ولهذا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، التقى رئيس مجلس القضاء العراقي الأعلى فائق زيدان، لغرض تسليم بعض الأدلة والمعلومات، التي تمتلكها طهران".
معتبراً أن "قضية اغتيال قاسم سليماني بالنسبة إلى إيران ليست سهلة، بل لها تأثيرات سياسية وعسكرية، ولهذا لا يتوقع أن تترك إيران هذا الملف مغلقاً دون التوصل إلى نتائج".

وبالتزامن مع زيارة ظريف ولقائه رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان أصدر القضاء العراقي بياناً قال فيه، إن إجراءات التحقيق في حادث المطار (اغتيال قاسم سليماني) تمت منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث، وتعامل القضاء العراقي مع تلك الحادثة باعتبارها جريمة جنائية حصلت على أرض عراقية، وقسم من المجني عليهم فيها من العراقيين. وأضاف البيان أن الإجراءات تمت وفق قواعد التحقيق المنصوص عليها، حيث تم إجراء الكشف والمرتسم على محل الحادث، ودوِّنت أقوال قسم من المدعين بالحق الشخصي والممثل القانوني عن سفارة جمهورية إيران الإسلامية عن المجني عليهم من الإيرانيين. ومخاطبة وزارة الخارجية العراقية وأمانة مجلس الوزراء بخصوص تفاصيل أخرى تخص الحادث". وختم البيان بأن إجراءات التحقيق منذ زمن الحادث مستمرة وفق القانون العراقي.
من جهته اعتبر المتحدث باسم "حركة الأوفياء"، إحدى المليشيات المسلحة الموالية لإيران الشيخ عادل الكرعاوي بحديث لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة موجّهة لحكومة الكاظمي، وأضاف الكرعاوي أن هناك معلومات عن تورط شخصيات عراقية في عملية اغتيال سليماني، والزيارة لها أبعاد ورسائل واضحة، منها موجّهة إلى الحكومة العراقية بالتعامل مع هذه الحادثة، بشكل جدي، والثانية أن أي تغيير لم يحدث بعد الجريمة لمصلحة أميركا، وفيها أيضاً رسائل إلى الولايات المتحدة الأميركية".

المساهمون