لي عينٌ بيضاءُ
عينٌ تحدِّقُ باتجاهكِ
بشكيمةِ حدادٍ وإصرارِ طائرٍ مهاجرٍ
ويحسبُ الناسُ أنّها تُحدِّقُ
في السماء.
■ ■ ■
كنتُ سأخبرهم بما رأيتُ
لكن كيفَ سيسمعُ كلامي
هؤلاء الذين لم يسمعوا
من قبلُ
غناءَك؟
■ ■ ■
صرتُ أتقنُ واحدةً من لُغاتِكِ:
هديلَ المحبةِ وهديرَها
صرتُ أعرفُ واحداً من أكنانِكِ:
شجرةَ الكنايةِ
صرتُ أرى بعضَ ما ترين:
بلاداً مشبوحةً في عينٍ بيضاء.
■ ■ ■
كنتُ استعرتُكِ من السماء
فاستحالت براميلَ متفجرةً
استعرتُكِ من الأرضِ
فاستحالت مقابرَ جماعيةً
استعرتُكِ من القصيدةِ
فاستحالت صراخاً
ثمّ كانَ أن استعرتُكِ مني
فاستحلْتُ جثةً بحجمِ البلاد.
■ ■ ■
عيني التي أخَذَتِ النشيدَ إلى سمائهِ
الآن يأخذُها الصدى
إلى سماءِ المجازِ
بعدَ أن ابيضّـت
من أحزانِكِ.
■ ■ ■
كنتُ رأيتُني صدفةً في المرآةِ
رأيتُني طائراً في سماءٍ بيضاء
ورأيتُكِ حينها أغنيةً شاسعة
كنتِ تُدرِّبين قلبي على التذكّرِ
وعلى التكسّرِ
الآنَ.. أتذكرُ وأتكسّرُ
الآنَ تستطيعينَ السكينةَ
في عيني.
* شاعر فلسطيني أردني