ما الذي يمكن أن يضيفه روائي إلى سيرته الإبداعية، إن هو صرّح بإلحاده أو بإيمانه؟ تبدو المسألة من حيث الجوهر تحويلاً لمسار الأسئلة الحقيقية التي كانت من المفروض أن يثيرها بدل النبش في مسائل لا تعنيه إلا هو فقط، إذ لا يمكن أن يتحوّل إلحاد شخص إلى قضية عامة تثير النقاش وردود أفعال تصل أحياناً إلى العنف.
ما الذي سيفيد المسلمين، إن أسلم مايكل جاكسون أو أسلمت مادونا مثلاً؟ وماذا سيفيد الجزائريين، إن أعلن رشيد بوجدرة أو غيره من الروائيين والمثقفين إلحادهم؟
إنها الطريقة المثالية لتوجيه النقاش الثقافي في الجزائر نحو ما هو سطحي، بدعم لوجستي من بعض القنوات الفضائية الخاصة التي تصطاد في بركة الأخلاق وتعمد إلى العزف على وتر الإثارة لأجل صناعة فقاعات إعلامية، لا تلبث أن تنفجر لتحدث لغطاً عاماً.
المفارقة، هي سرعة تجاوب الجماهير مع مثل هذه التصريحات التي تستهدف مخزون الكبت لديهم، و التي لا تمثّل - أي التصريحات - إلا وسيلة لصناعة رأي عام منحط، ومفرط الحماس لقضايا لا يمكن أن تصنع وعياً حقيقياً عندها، في حين أن الجماهير نفسها لا يتجسد لديها كثير من قيم الدين إلا كشكليات خارجية طقوسية.
الجميع يتذكر فتوى الشيخ السلفي حمداش بقتل الروائي كمال داود بسبب روايته "ميرسو تحقيق مضاد" إذ دخل الجميع وقتها في هستيريا جماعية، وأضحى الجميع للأسف فقهاء في الهوية والدين.