أدّى أكثر من ألفي شخص من الداخل الفلسطيني، اليوم، صلاة الجمعة في أراضي قرية أم الحيران المنكوبة في النقب، وذلك تلبية لقرار لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، فيما نظمت وقفات احتجاجية متفرقة في بلدات الجيل والمثلث.
وشارك أكثر من ألفي شخص تقريبا في صلاة الجمعة التي أمّها وخطب فيها الشيخ رائد صلاح، الذي أفرج عنه هذا الأسبوع بعد 9 أشهر من السجن.
وندّد الشيخ رائد صلاح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمام المصلين بسياسة الهدم والقتل والتشريد التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتنتهجها بحق الفلسطينيين في الداخل. وأكد صلاح على وجوب توحيد الصفوف والكلمة في مواجهة مخططات السلطات الإسرائيلية. كما جدد الدعوة لتمويل إعادة بناء البيوت التي تم هدمها على يد قوات الشرطة الإسرائيلية الأربعاء الماضي، والتي كانت قد بدأتها القوات الإسرائيلية بقتل الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان.
في المقابل، انطلقت عدة وقفات احتجاج ومظاهرات تنديداً بجريمة قتل الشهيد يعقوب أبو القيعان، في عدة بلدات في الداخل الفلسطيني. إذ نظمت في عكا في الجليل والطيرة والمثلث وقفات احتجاج رفع المشاركون فيها لافتات تندد بالجريمة. كما انطلقت مظاهرة حاشدة في بلدة كفر مندا في الجيل.
وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، المسيرات الأسبوعية في الضفة الغربية المحتلة، والمناهضة لبناء جدار الفصل العنصري وسياسة مصادرة الأراضي لصالح بناء وتوسيع المستوطنات.
وأصيب العشرات بحالات اختناق في قرية بلعين، غربي مدينة رام الله، وسط الضفة، جرّاء استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي أهالي القرية، خلال مشاركتهم في المسيرة الأسبوعية الرافضة لبناء جدار الفصل العنصري على أراضيهم.
وقال المنسق الإعلامي لـ"اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بلعين، راتب أبو رحمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جنود الاحتلال استهدفوا المشاركين في المسيرة، وتعمّدوا إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق".
وخرجت مسيرات الضفة الأسبوعية للتضامن مع أهالي قرية أم الحيران في النقب الفلسطيني المحتل، وضد سياسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل الأهالي الأصليين هناك، فضلاً عن الاحتجاج على توعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وفي قرية نعلين المجاورة، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أهالي القرية فور انتهائهم من أداء صلاة الجمعة على الأراضي التي ينوي الاحتلال بناء جدار الفصل العنصري عليها. كما اندلعت مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين اقتحموا قرية كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية، شمالي الضفة، وقمعوا أهالي القرية في مسيرتهم الأسبوعية المطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق على مدخل القرية منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000.
وينتظر أن تشهد أراضي الداخل الفلسطيني مظاهرة قطرية حاشدة غدا السبت في بلدة وادي عارة، بمشاركة الآلاف.
ووفقا لقرارات لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الداخل، من المقرر أن يتم يوم الإثنين تسيير قافلة سيارات تنطلق من مدينة قلنسوة في المثلث، إلى القدس المحتلة للتظاهر أمام مقر الحكومة الإسرائيلية. ومن المقرر أن تعقد لجنة المتابعة لشؤون الفلسطينيين بالداخل، بالشراكة مع جمعية عدالة، المركز القانوني للفلسطينيين في الداخل مؤتمرا صحافيا حول ظروف وملابسات استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان صباح يوم الأربعاء الماضي، وما تبع ذلك من اعتداء أيضا على نواب من القائمة المشتركة، وفي مقدمتهم النائب أيمن عودة الذي أصيب بعيار مطاطي في الرأس، كما تم أيضا الاعتداء على النائب أسامه السعدي.