وقدّرت الأوقاف الإسلامية في القدس، على لسان مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في حديث لـ"العربي الجديد"، عدد المصلّين اليوم بنحو 50 ألفاً. وأشار الكسواني إلى أنّ تدابير الوقاية والسلامة العامة التي اتُخذت من قبل الأوقاف، شملت توزيع الكمّامات على المصلين، والطلب منهم التباعد للحفاظ على صحتهم.
ووجّه الكسواني تحية للجموع الضخمة من المصلّين، من القدس أو من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، لحضورهم الكثيف للأقصى، اليوم، ما يؤكّد الارتباط العقدي الوثيق بين هؤلاء ومسجدهم.
وكان الشيخ محمد علي سليم، خطيب المسجد الأقصى، قد تحدّث في خطبة الجمعة، اليوم، عن العودة المظفّرة للمسجد الأقصى، بعدما حرم المصلّون من دخوله لأكثر من شهرين، بسبب جائحة كورونا.
وقال سليم إنّه "في تاريخ المسجد لحظات مشابهة أغلق فيها الأقصى، ثم ما لبث أن عاد إليه المسلمون فاتحين مكبّرين".
كما تطرّق الشيخ سليم إلى ذكرى حرب النكسة عام 1967، فأشار إلى ما سماه تخاذل الأنظمة العربية في الدفاع عن فلسطين والقدس، داعياً الأمة العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء المسجد الأقصى الذي يتعرّض في هذه الآونة لأخطر المؤامرات.
وبعد انتهاء صلاة الجمعة، عبّر العديد من المصلّين عن فرحتهم لعودتهم للصلاة في المسجد الأقصى. وقال المواطن سعيد بركات، في حديث لـ"العربي الجديد": "هذا يوم عيد بالنسبة إلينا. لقد كرّمنا الله بإعادة فتح الأقصى والصلاة فيه، وندعوه ليل نهار إلى أن يحرّرنا ويحرّر أقصانا من الاحتلال".
في حين قال المواطن محمد زبارقة، من منطقة النقب في فلسطين المحتلة عام 1948: "إنّ المئات من أبناء النقب حضروا منذ ساعات الفجر الأولى للصلاة في المسجد الأقصى، وأدّوا صلاة الفجر فيه، كما شاركوا في صلاة الجمعة، وكان بالنسبة إليهم يوم عيد".
يذكر أنّ الآلاف من المواطنين الفلسطينيين أدّوا، فجر اليوم، الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، تلبية لدعوات أطلقها ناشطون لحشد أكبر عدد ممكن من المصلّين لإقامة صلاة الفجر، استكمالاً لخمسة أسابيع من صلاة الفجر أدّاها عشرات آلاف المصلّين في الأقصى قبل إغلاقه بسبب جائحة كورونا.
وشهدت أسواق البلدة القديمة في القدس، عقب انتهاء صلاة الجمعة، حركة نشطة للمواطنين الفلسطينيين، حيث ازدحمت الأسواق بأعداد كبيرة من المتسوقين الذين كانوا قد انتهوا من أداء صلاة الجمعة في الأقصى، وذلك على خلاف الأسابيع العشرة الماضية التي بدت فيها تلك الأسواق شبه مهجورة بسبب الإجراءات التي فرضتها جائحة كورونا على الحياة العامة.