صدمة أم نرويجية من دروس ابنها المدرسية عن الإسلام

04 مايو 2016
ورقة الفرض المدرسي (فيسبوك)
+ الخط -

"لقد صدمني ابني حين أخرج من حقيبته ما تعلمه في الصف مع بقية التلاميذ". قالت الأم النرويجية، ليل كريستينا أونستاد (32 سنة)، حين أرادت شرح ما جرى لها عبر القناة الثانية النرويجية.

وقالت أونستاد، إنها أصيب بقلق وصدمة مما يتعلمه ابنها (12 سنة) في الصف السابع في مدرسة دانيلسن الابتدائية المسيحية الخاصة في "سوترا"، بالقرب من بيرغن في غرب البلاد.

شرح الطفل لأمه ما تعلمه من مدرّسه، قائلا إنه لا يتفق معه، لكنه مضطر إلى تكراره في الفرض المدرسي، حيث يضم مقارنة عن أوجه الشبه والفروق بين الإسلام والمسيحية، مدعمة بورقة مطبوعة وزعها عليهم المعلم، عن النبي محمد والسيد المسيح، بعنوان "محمد وعيسى".

ما كُتب في ورقة الفرض المدرسي هو ما أصاب الأم بالصدمة، حيث ورد فيها "الإسلام يكره أي شخص غير مسلم، وهو دين حرب، ومحمد قاتل نشر الدين بالسيف، بينما المسيح أدار الخد وشفى الضرير".

واعتبرت والدة التلميذ ما جاء في الورقة "دروسا تحريضية"، وهو نفسه ما أكدته الباحثة في شؤون الأديان بجامعة أوسلو، كاري فوغوت، قائلة: "تلك الدروس تساهم في نشر ازدراء الأديان".

وتضيف فوغوت: "هذا أحد أهم الأمثلة على كيفية نشر النظام التعليمي في المدارس للفتن من خلال مقارنات تبدو بريئة، وهو مثال على ما لا يجب أن يكون عليه التعليم. فتلك ليست مقارنة، بل بيان منحاز لنشر الكراهية ضد المسلمين، وبالتالي أية محاولة للمقارنة تسقط بإدخال المعلم رأيه الشخصي في الموضوع، وهو ما أتفق فيه مع والدة الطفل بأن تلك الأمور ليست مناسبة لأطفال في مدرسة ابتدائية. هؤلاء الأطفال سيكبرون ويخرجون إلى المجتمع وقد جرى حشو رؤوسهم بهذه التعاليم".

وتقول الأم "إنه شيء مخجل أن يدرس الأطفال بهذه الطريقة. ليس كل الأطفال والأهل لديهم نفس ردة الفعل التي تفكر تفكيرا نقديا بحق القراءة الفوقية، وازدراء الآخرين في المجتمع، والعلاقة بين الأديان، والمساهمة في نشر التسامح في المجتمع".


ولم تسكت والدة الطفل على هذا الذي يجري نشره بين أطفال صغار. فرغم سعادتها بأن ابنها رفض رأي معلمه، إلا أنها ذهبت لمواجهة المعلم بما تراه "نشرا للكراهية". الأهل وفق الوالدة اختاروا تلك المدرسة "لما سمعناه من سيرة حسنة عن تدريسهم".

وتضيف الأم: "لكنني حين قابلت المدرس وعبّرت له عن قلقي وأنا أسأله، رد بأنه علّم الأطفال رؤيته للأمور. فقلت له ألا توجد طريقة أخرى لتعليم دروس الديانة؟ فصدمني رده حين قال: بكل الأحوال لا يوجد أصلا شيء إيجابي في الإسلام لأعلمه".

القناة الثانية في التليفزيون النرويجي أخذت القصة بجدية تحت عنوان: "الأطفال يتعلمون أن المسيح لطيف ومحمد قاتل ينشر الحروب".
وعبرت مديرة المدرسة، فرودا مونسن، عن أسفها البالغ لما جرى، مضيفة: "مدرس الديانة المسيحية قدم للتلاميذ رؤيته التي لا تتوافق مع رغبات ومنهاج المدرسة. نحن نريد تعليم أطفالنا كمدرسة ابتدائية مسيحية بتقديم دروس دين أكثر من المدارس العادية بطريقة محترمة يتعرف فيها التلاميذ على المسلمين بنفس القدر من الاحترام".

وتتحمل الإدارة المسؤولية كاملة، بحسب وصف مونسن "أعتذر للأهل جميعا، وسنقوم بما يلزم داخليا لتصحيح الأمور في المدرسة".

وقامت خالة الطفل، مارتينا أونستاد، بنشر صورة عن ورقة الواجب الديني على "فيسبوك"، ما فتح نقاشا غاضبا على طريقة المعلم في طرح الأسئلة على التلاميذ، بعد أن قدم عرضا من وجهة نظره عن الإسلام والمسلمين.

المساهمون