شكوك بشأن نجاح العصيان المدني بمصر: سخطٌ غير ناضج

12 يوليو 2014
السخط الشعبي لم يتبلور بعد لحالة غضب(عمرو صلاح الدين/الأناضول/getty)
+ الخط -

توقع نشطاء سياسيون وخبراء فشل دعوات العصيان المدني، التي دعا إليها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، غداً الأحد، احتجاجاً على قرارات الحكومة المصرية رفع أسعار الوقود والكهرباء والغاز الطبيعي، وذلك بسبب التوقيت غير المناسب.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة "الاشتراكيون الثوريون"، محمود عزّت، لـ"العربي الجديد": "لن تحقق الدعوة للعصيان المدني نجاحاً يُذكر لأنّ توقيت إطلاقها غير مُناسب". وأضاف "نرحب بدعوات العصيان المدني، لكن يجب أن تأتي في لحظات نتوقع فيها استجابة الجماهير وانضمامها إليها، بحيث تكون مستعدّة للتصعيد، وهو ما نفتقده في المرحلة الراهنة".

وعزّز القيادي بالحركة وجهة نظره قائلاً إنّ "الناس في حالة سخط من حزمة القرارات الاقتصادية التي لن تكون الأخيرة، لكن هذا السخط لم يتبلور بعد إلى حالة من الغضب التي تدفعهم للنزول إلى الشوارع".

وعن حملة "جوعتونا" التي أطلقتها الحركة أخيراً لمناهضة اتجاه السلطة الجديدة للتقشف، قال عزّت إنهم "بصدد توزيع منشورات في الأحياء الشعبية بلغة بسيطة تنشر الوعي بين الجماهير وتكشف كذب (الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح) السيسي".

واتفق الخبير السياسي، أمجد الجباس، مع عزّت، بحيث توقع عدم استجابة المواطنين لدعوات العصيان المدني لكن لأسباب مختلفة، موضحاً أن "هذه الدعوات لم تلق قبولاً واسعاً في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، والمجلس العسكري وحتى في عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي، في الثلاثة أشهر الأخيرة من فترة حكمه". وفسّر لـ"العربي الجديد"، أسباب فشل دعوات العصيان المدني بـ"عدم وجود وعي شعبي بأهميتها وقدرتها على التأثير وتحقيق نتائج"، مشيراً إلى "ضرورة استمرارها فترات طويلة كي توجه ضربة موجعة لأنظمة الحكم القمعية، وهو ما لا يدركه المصريون".

وأشار إلى ضرورة التمييز "بين حالة الغضب المكتوم الذي يملأ نفوس المصريين جراء القرارات الأخيرة، التي حمّلت الفقراء أعباء جديدة، وبين تحوله لشكل من أشكال الاحتجاج". ولفت إلى أن إجهاض أجهزة الأمن المصرية لأي حراك احتجاجي، سواء لأسباب سياسية أو اقتصادية، بكل قمع وقسوة، يبث الرعب في نفوس المصريين وسيؤثر بالضرورة على حراكهم في الشارع.

 وكانت الحكومة المصرية قد اتخذت حزمة من القرارات الاقتصادية، مطلع الأسبوع الماضي، التي قضت برفع أسعار الوقود والكهرباء والغاز الطبيعي الذي يغذي المنازل، ما أثار حالة من السخط ضدها.

المساهمون