شريف يونس.. بحث عن الخلاص المصري

27 نوفمبر 2014
+ الخط -

ضمن سلسلة "المكتبة السياسية"، صدر أخيراً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، "البحث عن خلاص: أزمة الدولة والإسلام والحداثة في مصر" للباحث والمترجم المصري شريف يونس.

يضمّ الكتاب 14 فصلاً موزعة على خمسة أبواب، إضافة إلى ملحق لحكّام ودساتير مصر الحديثة يتناول تطور أزمة "الشرعية" منذ عهد محمد علي باشا حتى اليوم. يركّز العمل في أبوابه الثلاثة الأولى على تتبُّع الأطر العامة والتحولات المهمة لعلاقة الدين بالدولة قبل عصر الحداثة، وأثناء ظهورها، وبدايات تشكُّل المجال السياسي في مصر، بقيام الوطنية المصرية في "مصر الملكية" وصعود تنظيمات الهوية، في محاولة من الباحث لرصد جذور إشكالية "الهوية" بروايتيها الوطنية والإسلامية.

ويُقارب الفصلان الرابع والخامس أزمة الحداثة السلطوية بصعود نظام يوليو وظهور "التيار القطبي" في مواجهة الدولة الناصرية، ويرصدان إشكالية "الهويَّاتية" ما بين الوطنية والإسلامية، حتى تفسخ دولة يوليو، وبداية التحولات الاقتصادية خلال حكم مبارك، التي أدت إلى سقوط "المواطنة" اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، ومن ثمّ إلى اندلاع ثورة يناير 2011،  وظهور أزمة "الهوية" مرة أخرى من جديد.

يأتي هذا العمل كمحاولة للبحث عن أصول تشكُّل سؤال الهوية والظروف التي تطوَّر فيها، حتى وصل إلى ذروته مع الدعوة إلى ما يسمّى بـ"انتفاضة الشباب المسلم/ معركة الهوية" في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. ويقدّم الكتاب نقداً تاريخياً للروايتين الوطنية والإسلامية عن تاريخ مصر الحديث، اللتين تحكّمتا بنظرة معظم المصريين خلال سبعة عقود.

وفي هذا السياق، يرى الباحث أنّ "الروايتين أشبه بملحمة شعبية تحكي سيرة بطل واحد بلا شريك: إما الشعب/ الأمة المصرية (وملحقها العربي)، أو الأمة المسلمة. طمحت كلتاهما إلى تحديد هوية المصريين وإلزامهم بالتماهي مع هذا البطل الوحيد، وتخوين أو تكفير أية رواية أخرى. وأكدت كلتاهما أن ديكتاتوريتها وحدها هي الخلاص النهائي والتعويض الشامل عن كل فشل وهزيمة".

شريف يونس باحثٌ تنصبّ معظم مؤلفاته في موضوع تاريخ الفكر السياسي والأيديولوجي. من أبرز كتبه "نداء الشعب - تاريخ نقدي للأيديولوجيا الناصرية"، و"سؤال الهوية: الهوية وسلطة المثقف في عصر ما بعد الحداثة".

المساهمون