شركات الصلب في المغرب تطلب الحماية من الحديد المستورد

20 نوفمبر 2017
تبنى المغرب في الأعوام الأخيرة خطة التسريع الصناعي(فرانس برس)
+ الخط -
طالب مصنعو الحديد والصلب في المغرب بالحماية من منافسة المنتجات المستوردة، في الوقت الذي تواجه فيه الصناعة صعوبات في تصريف منتجاتها وارتفاع كلف الإنتاج.

وأعاد احتجاج نظمه، أمس الأحد، العاملون في شركة "بوزيكيلي"، المتخصصة في تصنيع وتركيب هياكل المنشآت الصناعية، مشاكل صناعة الصلب، إلى بؤرة الضوء مجددا.

وبرر العاملون الاحتجاج بحرمانهم من الأجور والتغطية الاجتماعية، مشيرين إلى اعتزامهم الاعتصام، غدا الثلاثاء، أمام مقر الشركة.

وتواجه الشركة التي يعود تأسيسها إلى أكثر من أربعة وثلاثين عاما، صعوبات مالية دفعتها نحو حافة الإفلاس، بينما تعول في جزء من نشاطها على الصفقات التي تبرمها مع الدولة.

وضع هذه الشركة لا يختلف عن الكثير من الكيانات العاملة في صناعة الحديد والصلب، التي تبلغ قيمة استثماراتها نحو مليار دولار وتوفر حوالي خمسة آلاف فرصة عمل، ما دعا المصنّعين إلى المطالبة بحلول لمشاكل القطاع خلال منتدى استراتيجي حول هذه الصناعة في مدينة الدار البيضاء، يوم الثلاثاء الماضي.

وأشارت دراسة أعدها مكتب راديوس للاستشارات، إلى أن القطاع يستهلك الكثير من الطاقة، ما يساهم في ارتفاع التكاليف، فضلا عن ارتهانه لقطاع الإنشاءات والأشغال العمومية، ما يبطئ وتيرة نموه، بسبب عدم تنويع القطاعات التي يتعامل معها.

وقال حاتم بنجلون، من مكتب راديوس، إن هناك توصية باستغلال الطاقات المتجددة في تشغيل مصانع الحديد والصلب، للتخفيف من تأثير كلفة الطاقة على تنافسية القطاع، والاسترشاد بنموذج منتجي الإسمنت الذين يقومون بتوفير احتياجاتهم.

وأشار إلى ضرورة التوجه بالمنتجات نحو السوق الخارجية، فيما أوصى صناعيون بالتركيز على سوق المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "سيدياو"، التي تضم 15 دولة.

لكن أمين أبراك، المدير العام لشركة "سوناسيد" للحديد، قال خلال منتدى صناعة الصلب، إن هناك حاجة إلى تدابير حمائية، لاسيما في ظل ظروف تشهد انخفاضا في الصادرات وتراجع الأسعار العالمية، لافتا إلى أن العديد من البلدان لجأت إلي اتخاذ تدابير جمركية حمائية في مواجهة إغراق السوق.

ويتسم قطاع الصلب بوفرة الإنتاج الوطني والعالمي، ما يفضي إلي ممارسات منافسة، مثل إغراق السوق أو البيع بالخسارة، في بعض الأحيان، من أجل ضمان الحفاظ على حصص في السوق، وفق مصنعين.

وكان وزير الصناعة والتجارة والاستثمار الرقمي، مولاي احفيظ العلمي، قد قال، خلال مشاركته في منتدى الصلب، إن الدولة ستسعى لحماية المصنعين المحليين، ما دام هناك توجه نحو إغراق السوق بالواردات.

ولفت الوزير إلى أن هذه الصناعة تضطلع بدور هام بالنسبة لقطاعات أساسية وطنية، خاصة في البنية التحتية والبناء والأشغال العمومية والطاقة والصناعات التحويلية، وصناعات السيارات والطيران والسكك الحديدية وبناء السفن.

وتبنى المغرب، في الأعوام الأخيرة، خطة التسريع الصناعي، التي يراد منها مساهمة القطاع في الناتج الإجمالي المحلي من 14 % إلى 23%.


المساهمون