شركات السياحة الليبية تفرض التعامل بالدولار

19 ابريل 2016
الدولار فوق 3 دنانير بالسوق الموازية في ليبيا(فرانس برس)
+ الخط -
فرضت شركات السياحة في ليبيا التعامل بالدولار الأميركي، في جميع تعاملاتها مع المعتمرين، والمتعلقة بحجز الفنادق والطيران والتنقلات داخل المملكة السعودية، في ظاهرة غير مسبوقة بالبلاد.
وأثارت السياسة الجديدة التي اتبعتها شركات السياحة، غضب الراغبين في الاعتمار، خاصة بعد انتشارها بين وكلاء السياحة البالغ عددهم نحو 1250 شركة في ليبيا.
وتقول فاطمة أبولقاسم، (55 عاما)، إن أسعار العمرة مبالغ فيها بالدولار، مقارنة مع الأسعار المعلنة عبر حملات التسويق المنتشرة بوسائط التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية وعدم توفره في القنوات الرسمية، ساهم في زيادة الأسعار لمستويات غير مسبوقة.
ويزيد سعر الدولار في السوق الموازية في ليبيا عن ثلاثة دنانير، مقابل نحو 1.365 ديناراً في السوق الرسمية.
وقال محمد بشير، أحد المواطنين المقيمين في طرابلس: "أرغب في الذهاب إلى الأراضي المقدسة للعمرة، لكن ارتفاع أسعار الدولار في السوق السوداء (الموازية) يجعل المهمة أكثر من صعبة، في ظل اشتراط شركات السياحة التعامل بالدولار وليس الدينار كما كان معمولا في الماضي".
وتبرر شركات السياحة هذا الإجراء، بالخروج من مأزق الدينار المتذبذب، والذي يكلفها خسائر لا طاقة لها بها.
وقال مدير شركة أنوار الحرم المكي، محمد قوسمة، لـ "العربي الجديد"، إن تذبذب سوق العملة الصعبة في ليبيا، دفع الشركات للتعامل بالدولار بدلا من الدينار، وهي المرة الأولى التي تفرض فيها الشركات مثل هذه السياسة مع العملاء.
وأوضح أن شركات السياحة تكبدت خسائر فادحة خلال العامين الماضيين، وبعضها جمد نشاطه التجاري بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد، فضلاً عن انتقال سفارة السعودية إلى تونس، مما أرهق الشركات التي تعتمد كثيراً على موسم الحج والعمرة.
ولم توجّه المؤسسات الحكومية المنظمة لمثل هذه التعاملات، أي نقد يذكر لشركات السياحة.
وقال رئيس قسم الشركات بوزارة السياحة في حكومة الإنقاذ الوطني السابقة، خالد أبوقرين، إن الركود الاقتصادي في البلاد تسبب في توقف معظم الشركات السياحية، سيما تلك التي تنشط في مواسم الحج والعمرة.
ويقدر عدد الليبيين المُعتمرين بنحو 17 ألف شخص سنوياً.

المساهمون