شركات التكنولوجيا: حرب براءات الاختراع لا تنتهي

05 يونيو 2016
"هواوي" أمام قضايا مختلفة (Getty)
+ الخط -
تتنافس مراكز الأبحاث والتطوير في الشركات التكنولوجية العالمية كـ"سامسونغ"، "آبل"، "مايكروسوفت" وغيرها على تسجيل أكبر عدد من براءات الاختراع التي تضمن لها حصرية أي فكرة أو ميزة قد تطرحها الشركات في أجهزتها الآتية. كما تطمح هذه الشركات إلى عقد اتفاقيات سنوية بملايين الدولارات كي تسمح لباقي الشركات باستخدامها إلى حين انتهاء مدتها، أي لعشرين سنة.

وجهات نظر مختلفة لهذه البراءات، فالعديد من الشركات كـ "غوغل"، "فيسبوك"، إتش بي"، "ديل"، وغيرها تعتبر أن التقنيات الحديثة معقدة، لأنها تتألف من آلاف الأجزاء، ويمكن استخدام هذه الأجزاء في العديد من المنتجات والأجهزة، ولا يجب على أي شركة رفع دعوى قضائية في حال تم استخدام أي جزء منها، لأنّ ذلك لا يعتبر انتهاكاً للملكية الفكريّة لا بل خنقاً للإبداع والتطور لشركات تنفق ملايين الدولارات على الأبحاث والتطوير.

وفي السنوات الماضية، شهد العالم معارك محتدمة بقضايا براءات الاختراع بين عمالقة التكنولوجيا "سامسونغ" و"آبل"، بعدما اتهمت الأخيرة زميلتها بأنها تعدت على براءات الاختراع الخاصة بها، وكان من بين تلك القضايا: الزوايا المدورة، البصمة، وشاشة اللمس المتعددة وشكل واجهة "آيفون" وغيرها. أما في ما يتعلق بـ "غالكسي تاب" فقد اتهمت شركة "آبل"، "سامسونغ"، بأنها تقلدها بدءاً من الشكل لتنتهي بالتعبئة والتغليف، معتبرةً أنّ "هذا الأمر خطير جداً"، بحسب "آبل".
ويُشار هنا، إلى أنّ أكبر غرامة مالية دفعتها "سامسونغ" لشركة "آبل" حصلت عام 2015 وكانت بقيمة 548 مليون دولار بعد سنوات من مقاضاتها أمام محكمة كاليفورنيا الأميركية. وأعلنت حينها الشركتان في بيان مشترك موافقة "سامسونغ" على دفع الغرامة لـ"آبل"، ووقعتا اتفاقاً قُدّم إلى المحكمة. واعتُبر هذا المبلغ جزءاً من الغرامة التي وصلت إلى 930 مليون دولار.

شركة "سامسونغ" لم تكتفِ بالتشابك مع "آبل"، إذ بعدما وقعت العديد من الاتفاقيات مع شركة "مايكروسوفت" لترخيص براءات الاختراع، قررت أن تتوقف عن دفع رسوم التراخيص، فلجأت "مايكروسوفت" بدورها إلى المحاكم. وبعد أشهر أصدرت الأخيرة بياناً أكدت فيه بأنّ "الشركتين تمكنتا من الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، وتم إنهاء النزاع القائم بينهما في المحكمة الأميركية والمحكمة الجنائية الدولية".

وما أن انتهى النزاع بين الشركتين الأميركية والكورية، حتى فتحت شركة "هواوي" النار على "سامسونغ"، وقامت برفع دعوى قضائية ضدها، واتهمتها بانتهاك العديد من براءات الاختراع الخاصة بها، أبرزها: استخدام تقنية الاتصال بالشبكات "4G" من دون اللجوء إليها، بالإضافة إلى نسخ واجهة الاستخدام والنظام التشغيلي. هذا بينما تسعى شركة "هواوي" بدورها للحصول على تعويضات ماديّة كبيرة من الشركة الكورية، فيما تجد "هواوي" نفسها في مأزق من نوع آخر، حيث أصدرت وزارة التجارة الأميركية مذكرة استدعاء للشركة في إطار تحقيق بخصوص تعاملات للشركة الصينية مع كوبا وإيران وكوريا الشمالية والسودان وسورية، بحسب "نيويورك تايمز".

ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة العديد من الدعاوى التي سترفعها الشركات في المحاكم، بعدما بات واضحاً اتجاه الشركات الكبرى نحو الهواتف القابلة للطي. فقد منح مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي "سامسونغ" حقوق البراءة التي تتيح لها صناعة هواتف بشاشات مرنة قابلة للتحول إلى ساعات ذكية يمكن ارتداؤها في معصم اليد. من جهة أخرى منح المكتب نفسه براءة اختراع لـ"آبل" لها علاقة بالهواتف التي تتكون من أجزاء مرنة داخلياً وخارجياً.

المساهمون