وكانت وزارة الداخلية في غزة، قد فرضت منذ قرابة الشهر، سلسلة من الإجراءات المشدّدة لمنع تفشّي فيروس كورونا، تضمّنت هذه الإجراءات إغلاق كافّة قاعات الأفراح، وصالات المقاهي والمطاعم، وإغلاق المساجد حتى إشعارٍ آخر، إثر الكشف عن عدد من الإصابات بفيروس كورونا بين العائدين من معبر رفح إلى قطاع غزة.
وعبّر والد إسليم عن سعادته بالاحتفال بعرس آخر أبنائه بهذا الشكل، مضيفاً أنّ هذا الأمر أعفاه من تكاليف كثيرة كان سيدفعها، وكانت ستكون سبباً في تأجيل العرس.
وحال العريس محمد، تشبه حال الآلاف من الشباب. إذ يستعد العشرات من الشباب للاحتفال بأعراسهم، في هذه الظروف، التي تعفيهم من تكاليف مالية عالية، لم يعد بمقدورهم تحمّلها بسبب الحصار والإغلاق المتواصل على قطاع غزة منذ 14 عاماً.
ويبلغ متوسّط إيجار صالة عرس في غزة 700 دولار أميركي، فيما تتجاوز تكلفة إقامة حفل شبابي الـ1000 دولار.
أما الشاب طه السقا (26 عاماً) فعدّ إقامة عرسه، في مثل هذه الظروف، بأنّها "قرار صعب وجريء"، لكنه مضطر لفعل ذلك، بعد فترة خطوبة استمرت عدّة أشهر. وأضاف السقا: "ما عنّا علم شو ممكن يحمل المستقبل، فاضطررنا لاتخاذ هذه الخطوة".
وحفاظاً على سلامة أهله وذويه، قرّر العريس السقا أن يقيم العرس في منزلهم. لكنه لم يدّخر جهداً لتأمين كلّ ما يمكن أن يدخل الفرح والبهجة، إلى نفوس أهله وذويه وعروسه أيضاً، التي استأجر لها كوشة الفرح، ليحوّل صالة بيتهم الصغيرة إلى صالة أفراح، لما أضافه عليها من زينة.
وبعد إتمام زفافهما، دعا العريس، الشبّان المخطوبين إلى الإسراع في إتمام زواجهم، وقال: "لن تبعدنا هذه الظروف عن الفرح".
أما العريس سامح السرحي، فقد اكتفى بنشر دعوة على صفحته على "فيسبوك"، يطلب فيها من أصدقائه ومحبّيه الدعاء له ولعروسه بالخير والبركة، وأن يجمع الله بينهما على خير. حيث اقتصر عرسه هو الآخر، على حفلٍ صغير، حضره عدد محدود من أهل العروسين، لينتقل بعدها هو وعروسه إلى عشّ الزوجية، من دون تكاليف مرهقة.
وتضرّرت صالات الأفراح في غزة، جرّاء حالة الطوارئ والإغلاق المتواصل، الذي امتدّ لأكثر من شهر الآن، ويتوقع استمرارها حتى إشعارٍ آخر، بسبب جائحة كورونا. ورغم سيطرة وزارتي الصحة والداخلية، في غزة، على فيروس كورونا، وفرض الحجر المنزلي الإلزامي على الحالات المصابة من جهة، والعائدين عبر معبر رفح من جهة أخرى، إلا أنّ وزارة الصحة حذّرت مؤخراً، من أنّ الخطر ما زال قائماً في ظلّ رفض إغلاق المعابر في وجوه العائدين من المرضى، وممّن تقطّعت بهم السبل.