ويخترق الشارع الاستيطاني، والذي يحمل رقم 21، منازل وتجمعات الفلسطينيين السكنية في البلدة، ويفصلها عن بيت حنينا المجاورة، بل يحول البلدة برمتها إلى ما يشبه المربع المحاط بشبكة من الطرق الاستراتيجية، تستخدم في هذه المرحلة لصالح حركة المستوطنين، والتوسع الاستيطاني في محيط البلدة، كما يقول أبو خضر.
ويضيف أبو خضر "أنا أحد المتضررين من الشارع رقم 21، والذي يتاخم مباشرة باب منزلي، ويقتطع نحو دونمين ونصف مما تبقى من أرضي، ثم يمتد بعد ذلك إلى أراض تتبع أبناء عمومتي مقتطعا سبعة دونمات على الأقل، فيما سيتهدد الهدم ما لا يقل عن ستة منازل لأنها تقع مباشرة في طريقه".
ولم تكتف سلطات الاحتلال بشبكة الطرق هذه لتغير جغرافية القرية وديمغرافيتها، بل افتتحت، قبل نحو ثلاثة أعوام، شبكة القطار الخفيف الذي شطر القرية إلى نصفين، إضافة إلى ما أحدثه من تمزيق في أراضيها المحيطة بالمركز.
وباشرت سلطات الاحتلال، يوم الاثنين، تنفيذ المرحلة الثانية والنهائية من مخطط شق شارع (21) الاستيطاني، الذي سيصادر أكثر من مئة دونم من الأراضي في حي شعفاط.
ويُفصلّ الخبير في شؤون الاستيطان والقدس، أحمد صب اللبن، الخريطة الجغرافية التي سيمر بها هذا الشارع الاستيطاني، قائلاً إنه "يقع في الجزء الشمالي من مدينة القدس المحتلة، وهو يمر عبر بلدتي شعفاط وبيت حنينا، ليصل ما بين مستوطنة التلة الفرنسية وما يحيطها من المستوطنات الإسرائيلية خاصة المستوطنة الصناعية عطروت الواقعة شمالي مدينة القدس، ويمر في مساره بمحاذاة مستوطنة رمات شلومو، وسيعمل على أضافة مدخلين للمستوطنة، بالإضافة إلى المدخل الوحيد السابق.
ويرى صب اللبن أن "أهم أهداف هذا الشارع، ربط المستوطنة الصناعية عطروت بالقدس الغربية، وهو ما يعتبر الحلقة الرئيسية التي أدت إلى المصادقة على مخطط توسيع مستوطنة رمات شلومو، عبر إضافة 1500 وحدة استيطانية تمت المصادقة عليها خلال الأعوام الماضية، وقد طرحت عطاءات لبناء 600 وحدة ضمن هذا المخطط أخيراً.
ويردف الخبير الفلسطيني أن هذا الشارع ينفذ على مرحلتين: الأولى يتم تنفيذها على أرض الواقع، وفي هذه المرحلة سيتم العمل على توفير مدخلين جديدين لمستوطنة رمات شلومو، وهذا الجزء يمر عبر أراضي المواطنين المقدسيين في بلدة شعفاط. أما الجزء الثاني من المشروع، فيتجه، وفق صب اللبن، صعوداً، ليمر بأراضي بلدتي شعفاط وبيت حنينا، ويعمل على وصل المستوطنة الصناعية عطروت بالقدس الغربية.
وعن الآثار المترتبة على هذا الشارع، يجيب صب اللبن، أن "أهم الآثار ستكون على مستقبل القدس الجيوسياسي، وتتمثل في الجزء الأول من المشروع الذي سيعمل على تعزيز البناء الاستيطاني في القدس من خلال توسيع مستوطنة رمات شلومو، وهو ما يعتبر مزيداً من الحقائق على أرض الواقع التي ستواجه المفاوض الفلسطيني مستقبلاً.
وعمّا يتعلق بالجزء الثاني من المخطط، يلفت الخبير الفلسطيني إلى أن آثاره السلبية كبيرة على المستقبل السياسي للمدينة، "ومن الممكن تداركها، خصوصاً في حال تم التوصل لصيغة حل سياسي تتعلق بمستوطنة عطروت".
ويشدد على أن "مستوطنة عطروت تعتبر إحدى العقبات الرئيسية أمام حل الدولتين بسبب موقعها الاستراتيجي، والذي، في حال استمرت إسرائيل بالسيطرة عليها، فسيكون من شأن ذلك أن يمنع أي فرصة للسيادة الفلسطينية على القسم الشمالي لمدينة القدس الذي يعتبر البوابة الواصلة ما بين القدس ورام الله".