حيوانات مفترسة وأليفة من أسود ونمور وتماسيح وغزلان وصقور محنّطة تجذب زوار سوق واقف التراثي في العاصمة القطرية الدوحة يومياً. يقول مدير محل "المها لتحنيط الحيوانات والطيور"، أنيس الرفاعي، لـ"العربي الجديد"، إنه جلب معه هذه المهنة من وطنه الأم سورية. وقبل أكثر من عشر سنوات، افتتح المحل الذي يقع داخل ما يعرف بـ"مركز الحرف" في سوق واقف، مؤكداً إقبال القطريين على تحنيط الطيور، وفي مقدمتها الصقور.
ويُعرف عن القطريين والخليجيين عموماً اهتمامهم وتعلّقهم بالصيد والصقور. ويعتبرون الصقر رمزاً للكرامة والعز والقوة. وعلى العملة القطرية (الريال) ثلاثة أنواع من الطيور: الأول القبرة ذات التاج، والثاني آكل النحل، والثالث هو القطقاط. ووجود هذه الطيور على الريال دليل على ارتباط القطري بالطيور وحبّه لها.
وعادة ما تُبنى علاقة خاصة ووطيدة بين بعض الأشخاص والصقور. وبعد نفوقها، يلجأ بعض أصحاب الطيور إلى تحنيطها لتبقى الذكرى، وتوضع الأجسام المحنطة في صدارة المجلس. ومن يزور مجالس القطريين يجدها لا تخلو من الصقور والغزلان المحنطة، بحسب الرفاعي.
داخل المحل ملك الغابة المتأهب للانقضاض دائماً، وعلى الجدران وكذلك بمحاذاة الأرضية، ثمة نمر وتمساح وغزلان وأنواع عديدة من الحيوانات المحنطة، إلى جانب الصقور والحبارى والطواويس.
يقول فني التحنيط سليم إن المحل يضم زهاء 90 جسماً محنطاً لحيوانات مفترسة وأليفة، مشيراً إلى أن أسعار المحنطات المعروضة تبدأ من 500 ريال (نحو 137 دولاراً)، بالنسبة للصقر والطاووس، في وقت يصل ثمن غزال الريم إلى ثلاثة آلاف ريال (نحو 823 دولاراً)، ويتجاوز سعر الأسد 50 ألف ريال (نحو 13 ألفاً و700 دولار).
ويشير سليم إلى أن القطريين يقبلون على تحنيط الطير الحر "الصقر" والحبارى وغزلان الريم بالدرجة الأولى، موضحاً أنه ضد الصيد الجائر أو قتل الحيوان والطير. ويلفت إلى أن المحل يعتمد على حدائق الحيوان والمحميات الأهلية أو الأشخاص الذين يملكون حيوانات وطيور نفقت للتوّ وبشكل طبيعي.
وتحتلّ المحميات الطبيعية ثلث مساحة قطر. وتعدّ النسبة مرتفعة جداً على الرغم من صغر مساحة البلاد (11437 كيلومتراً مربعاً). ويصل عدد المحميات إلى 12 محمية طبيعية بيئية برية، وهي العريق، الذخيرة، خور العديد، الرفاع، أم العمد، أم قرن، الصنيع، الريم، الشحانية، المسحبية، الوسيل، وادي سلطانه. وتأتي محمية خور العديد على رأس المحميات البرية من حيث المساحة التي تبلغ 1293 كيلومتراً مربعاً، بنسبة 47 في المائة من إجمالي المحميات البرية. كما تعدّ إحدى أكبر المحميات البحرية ومساحتها 540 كيلومتراً مربعاً، أي بنسبة 75 في المائة من إجمالي المحميات البحرية. وتضم المحميات المختلفة ألفي رأس من المها العربي، وتعد مصدراً مهماً لتحنيط الحيوانات والطيور.
ويشير سليم إلى أنه يستخدم طريقتين للتحنيط: الأولى تعتمد على حشو القطن في جسم الحيوان من الداخل، ووضع بعض المواد الأخرى للحفاظ على الشكل الخارجي، والثانية تتمثل في استخدام مادة "الفوم" (لتعبئة المساحات الفارغة من الداخل وتثبيت الحيوان على قاعدة أو هيكل حديدي للحفاظ عليه مدة أطول)، لافتاً إلى أن الطريقة الثانية أفضل من الأولى، إذ تُظهر الملامح والشكل الخارجي للحيوان بدقة، ويبدو كأنّه ما زال حياً.
وعادة ما لا تُصنّع المواد الكيميائية في المحل، بل تُشترى من الأسواق، لافتاً إلى استعمال جلود الحيوانات الأصلية المستوردة من الخارج بعد التأكد من موتها بشكل طبيعي (لم تُقتل)، على أن تكون هذه الجلود المستوردة مصحوبة بشهادة صحية من بلد المنشأ. كما يتعامل مع مواطنين ومقيمين يرغبون في تحنيط حيواناتهم وصقورهم وغيرها بعد نفوقها، والاحتفاظ بها في المجالس أو البيوت أو المحال التجارية أو الشركات. ويشترط محل "المها" على الراغبين في التحنيط ألا يكون الحيوان من غنائم الصيد الجائر، حفاظاً على الحيوانات البرية والتنوع البيئي.
وسنّت الحكومة العديد من التشريعات لحماية الكائنات الحية من نباتات وحيوانات. وأقامت المحميات الطبيعية للحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض. وفي خطوة فريدة من نوعها، أطلقت قطعاناً من غزال الريم النادر في البر القطري، بهدف إعادته إلى الأرض بدلاً من أسره.
(مصدر الصور: العربي الجديد)
ويُعرف عن القطريين والخليجيين عموماً اهتمامهم وتعلّقهم بالصيد والصقور. ويعتبرون الصقر رمزاً للكرامة والعز والقوة. وعلى العملة القطرية (الريال) ثلاثة أنواع من الطيور: الأول القبرة ذات التاج، والثاني آكل النحل، والثالث هو القطقاط. ووجود هذه الطيور على الريال دليل على ارتباط القطري بالطيور وحبّه لها.
وعادة ما تُبنى علاقة خاصة ووطيدة بين بعض الأشخاص والصقور. وبعد نفوقها، يلجأ بعض أصحاب الطيور إلى تحنيطها لتبقى الذكرى، وتوضع الأجسام المحنطة في صدارة المجلس. ومن يزور مجالس القطريين يجدها لا تخلو من الصقور والغزلان المحنطة، بحسب الرفاعي.
داخل المحل ملك الغابة المتأهب للانقضاض دائماً، وعلى الجدران وكذلك بمحاذاة الأرضية، ثمة نمر وتمساح وغزلان وأنواع عديدة من الحيوانات المحنطة، إلى جانب الصقور والحبارى والطواويس.
يقول فني التحنيط سليم إن المحل يضم زهاء 90 جسماً محنطاً لحيوانات مفترسة وأليفة، مشيراً إلى أن أسعار المحنطات المعروضة تبدأ من 500 ريال (نحو 137 دولاراً)، بالنسبة للصقر والطاووس، في وقت يصل ثمن غزال الريم إلى ثلاثة آلاف ريال (نحو 823 دولاراً)، ويتجاوز سعر الأسد 50 ألف ريال (نحو 13 ألفاً و700 دولار).
ويشير سليم إلى أن القطريين يقبلون على تحنيط الطير الحر "الصقر" والحبارى وغزلان الريم بالدرجة الأولى، موضحاً أنه ضد الصيد الجائر أو قتل الحيوان والطير. ويلفت إلى أن المحل يعتمد على حدائق الحيوان والمحميات الأهلية أو الأشخاص الذين يملكون حيوانات وطيور نفقت للتوّ وبشكل طبيعي.
وتحتلّ المحميات الطبيعية ثلث مساحة قطر. وتعدّ النسبة مرتفعة جداً على الرغم من صغر مساحة البلاد (11437 كيلومتراً مربعاً). ويصل عدد المحميات إلى 12 محمية طبيعية بيئية برية، وهي العريق، الذخيرة، خور العديد، الرفاع، أم العمد، أم قرن، الصنيع، الريم، الشحانية، المسحبية، الوسيل، وادي سلطانه. وتأتي محمية خور العديد على رأس المحميات البرية من حيث المساحة التي تبلغ 1293 كيلومتراً مربعاً، بنسبة 47 في المائة من إجمالي المحميات البرية. كما تعدّ إحدى أكبر المحميات البحرية ومساحتها 540 كيلومتراً مربعاً، أي بنسبة 75 في المائة من إجمالي المحميات البحرية. وتضم المحميات المختلفة ألفي رأس من المها العربي، وتعد مصدراً مهماً لتحنيط الحيوانات والطيور.
ويشير سليم إلى أنه يستخدم طريقتين للتحنيط: الأولى تعتمد على حشو القطن في جسم الحيوان من الداخل، ووضع بعض المواد الأخرى للحفاظ على الشكل الخارجي، والثانية تتمثل في استخدام مادة "الفوم" (لتعبئة المساحات الفارغة من الداخل وتثبيت الحيوان على قاعدة أو هيكل حديدي للحفاظ عليه مدة أطول)، لافتاً إلى أن الطريقة الثانية أفضل من الأولى، إذ تُظهر الملامح والشكل الخارجي للحيوان بدقة، ويبدو كأنّه ما زال حياً.
وعادة ما لا تُصنّع المواد الكيميائية في المحل، بل تُشترى من الأسواق، لافتاً إلى استعمال جلود الحيوانات الأصلية المستوردة من الخارج بعد التأكد من موتها بشكل طبيعي (لم تُقتل)، على أن تكون هذه الجلود المستوردة مصحوبة بشهادة صحية من بلد المنشأ. كما يتعامل مع مواطنين ومقيمين يرغبون في تحنيط حيواناتهم وصقورهم وغيرها بعد نفوقها، والاحتفاظ بها في المجالس أو البيوت أو المحال التجارية أو الشركات. ويشترط محل "المها" على الراغبين في التحنيط ألا يكون الحيوان من غنائم الصيد الجائر، حفاظاً على الحيوانات البرية والتنوع البيئي.
وسنّت الحكومة العديد من التشريعات لحماية الكائنات الحية من نباتات وحيوانات. وأقامت المحميات الطبيعية للحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض. وفي خطوة فريدة من نوعها، أطلقت قطعاناً من غزال الريم النادر في البر القطري، بهدف إعادته إلى الأرض بدلاً من أسره.
(مصدر الصور: العربي الجديد)