سوريون يدعمون "الخوذ البيضاء" في مواجهة تهديدات النظام

01 مارس 2019
مهام متعددة ينفذها متطوعو الخوذ البيضاء في مناطق سورية(Getty)
+ الخط -


يستغل النظام السوري وداعمته روسيا الفرص لمهاجمة متطوعي "الخوذ البيضاء"، باعتبارهم مصدر تهديد، مطالبين الدول الغربية التي تدعمهم بسحبهم من سورية، وكانت آخر المطالبات بإخراجهم من إدلب بعد وصفهم بأنهم منظمة إرهابية.


وتوجه السوري محمد عمار من بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، بالشكر لفرق الدفاع المدني، وقال لـ"العربي الجديد": "قضى صديقي الذي كان يعمل متطوعا في الخوذ البيضاء خلال قصف نهاية 2017، حين كان يحاول إجلاء المصابين. صديقي وغيره كثيرون بذلوا أرواحهم لحماية الأطفال وإنقاذ المصابين، ونحن نتشرف بهم، ونرفض أن يتحدث أحد عنهم بأي سوء، وروسيا ونظام الأسد هما أصل الإرهاب، ولا يحق لهما اتهام أحد بالإرهاب".

وقال سالم عمران المقيم في مخيم أطمة قرب الحدود السورية-التركية، لـ"العربي الجديد": "خلال السيول التي ضربت المنطقة، وأدت إلى جرف الخيام واجتياح المنازل، كان متطوعو الخوذ البيضاء في المقدمة لإجلاء الأهالي. عملوا لأيام متواصلة، وبعضهم لم يذوقوا طعم النوم حينها. نكنّ لهم كل الاحترام، فهم يعملون دون كلل، ولا يبالون بالظروف الصعبة أو المخاطر، ليس في المخيمات فقط، بل في كل الأماكن".


وكشف مدير المكتب الإعلامي للخوذ البيضاء في اللاذقية، حسين درويشو، لـ"العربي الجديد"، عن مخاطر وتحديات تواجه الفرق العاملة على الأرض في البحث والإنقاذ وإطفاء الحرائق وخدمة المدنيين. "من أبرز الصعوبات التي تواجهنا دائما طبيعة المناطق التي نخدّمها، فنحن نسابق الزمن في حال حدوث أي طارئ. أمس كان هناك حريق في مخيم آدم، وتسابقت فرق الدفاع المدني للوصول وإخماد الحريق".

وأضاف درويشو: "فرق الدفاع المدني تعمل باستمرار على ترميم الطرق، وردم الحفر التي تتشكل في الشتاء، وإضافة إلى المعدات التقليدية، تتوفر لدى الفرق الوسادات الهوائية التي تعمل على رفع الركام الثقيل لإنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض، وتتدخل فرق الدفاع المدني في حالات إسعاف المصابين من جراء القصف، فضلا عن حالات الأزمات الصحية، ويخضع العناصر لدورات تدريبية في هذه المجالات".

في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أصدرت "الخوذ البيضاء" أول إحصاء لعام 2019 بعد التصعيد الذي شهدته محافظة إدلب، وتم توثيق مقتل 107 مدنيين من جرّاء حوادث مختلفة، إضافةً إلى مقتل 13 مدنيا من جراء قصف قوات النظام.

وعملت الفرق على الاستجابة لـ1704 من الحوادث، وإسعاف 1356 في حوادث مختلفة، بينها قصف مدفعي وصاروخي وجوي مصدره قوات النظام استهدف مناطق مأهولة في ريف إدلب، وسجلت الإحصائية إخماد 109 حرائق، وإزالة مخلفات حرب في 37 منطقة، و209 حملات توعية للمدنيين حول مخاطر مخلفات الحرب، فضلا عن إصابة 25 متطوعا في الدفاع المدني.


وتأسست فرق الخوذ البيضاء في أواخر 2012 ومطلع 2013، وترافق ذلك مع تصعيد النظام ضرباته على المدنيين واستخدامه القصف الجوي، وكانت البداية بمجموعات تطوعية ظهرت أولا في حلب ودوما والباب، وتلاها تشكيل مراكز وتجمعات في بقية المدن والمحافظات، وبدأت في التواصل مع بعضها البعض باعتبار أنها جميعاً تقوم بالعمل نفسه.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، عقد اللقاء السنوي العام الأول للفرق، واجتمع ممثلون من كل سورية، واتفقوا على تشكيل منظمة رسمية لها رسالة مشتركة وقيادة وطنية، وبعدها زاد عدد المراكز إلى 120 مركزاً تضم ما يزيد عن 3200 متطوع منتشرة في كافة المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام.

المساهمون