وأفاد الناشط الإعلامي حسن الحلبي، من ريف حلب، لـ"العربي الجديد"، بأن "قوات المعارضة السورية متمثلة بقوات حركة نور الدين زنكي، واصلت، أمس الأحد، هجماتها على مزارع الاصطياف التي تتخذها قوات النظام كمقرات عسكرية قرب منطقة دوار السلام، في مدخل حي حلب الجديدة، غرب المدينة". وأكد الحلبي أن "قوات الزنكي هاجمت المباني التي تتمركز بها قوات النظام، مستخدمة المدرعات كالدبابات ومدرعات شيلكا وغيرها". وأشار إلى أن "قوات المعارضة تمكنت من تثبيت وجودها في مجمع البحوث العلمية الاستراتيجي، الذي سيطرت عليه أخيراً غربي حلب، وتنتشر في المجمع الاستراتيجي حالياً قوات الزنكي ولواء درع الجبل ولواء الحرية التابعة للجيش السوري الحر، والتي تمكنت خلال الأيام الماضية من التصدي لقوات النظام وحزب الله".
من جهة أخرى، واصلت قوات "جيش الفتح" في إدلب ضغطها على قوات النظام السوري، المتمركزة في مدخل منطقة سهل الغاب من الجهة الشمالية، لتتمكن أخيراً من تحقيق تقدم ملموس بالسيطرة على تلة خطاب وتل حمكي المُشرفين على خطوط الإمداد العسكرية، التي تستخدمها قوات المعارضة وقوات النظام، في منطقة العمليات العسكرية شمال سهل الغاب، قبل أن يستعيدهما جيش النظام من جديد. وأكد نشطاء محليون، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات جيش الفتح تمكنت أخيراً من السيطرة على تلة خطاب، بعد أن دمرت دبابة لقوات النظام وقتلت عدداً من جنودها، ما اضطر قوات النظام إلى الانسحاب من المنطقة، قبل أن تشنّ هجوماً مضاداً لاستعادة السيطرة على التلة".
وتحاول قوات المعارضة من خلال الضغط على النظام، استنزافه في المناطق المتبقية له، قبل التفكير في فتح معركة الساحل، بفعل إشراف تلة خطاب على طريق أريحا اللاذقية، وهي من أعلى النقاط التابعة للنظام في جسر الشغور. وسيُسهّل ذلك الدخول إلى سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
اقرأ أيضاً: "جيش الفتح" يحرر بوابات سهل الغاب في ريف إدلب
ومنذ أن حسمت قوات المعارضة معركة إدلب لصالحها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بات سهل الغاب هدفاً استراتيجياً لها ولقوات النظام في الوقت نفسه، لكونه يقع في المنطقة الوسطى من سورية بين جبال اللاذقية غرباً وجبل الزاوية شرقاً وجسر الشغور شمالاً ومصياف جنوباً، ويُشكّل سهلاً منبسطاً خصباً، يمرّ فيه نهر العاصي. ويبلغ طول السهل نحو 80 كيلومتراً، وعرضه بين 10 و13 كيلومتراً، وهو محاط بجبال عالية، خصوصاً من الجهة الغربية.
وتحاول قوات المعارضة في المنطقة التقدم لاختراق خط قوات النظام الدفاعي، الممتد على قرى القاهرة الغربية والرصيف والعزيزية وتمانعة الغاب والجيد والزيارة والقرقور وتل واسط وتل زجرم، لتدخل منطقة سهل الغاب. بالتالي تُصبح مناطق الساحل السوري، التي تحوي الحاضن الشعبي الأكبر للنظام السوري، في مرمى نيرانها.
في سياق آخر، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري وقوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في الأحياء الجنوبية من مدينة الحسكة. وجرت اشتباكات بالرشاشات المتوسطة والثقيلة، أمس، بين الطرفين في حي النشوة الغربية، من دون أن يتمكن أحد الطرفين من إحراز تقدم ملموس، وفقاً لمصادر محلية في الحسكة. كما تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري وعناصر "داعش" غرب مدينة تدمر، ولم تنجح قوات النظام بتحقيق تقدم يذكر بالرغم من حملة القصف العنيف بالطيران على نقاط تمركز التنظيم في ضواحي تدمر الغربية.
ومن الواضح أن قوات النظام قد استشعرت الخطر بعد تمدّد التنظيم غربي تدمر، وقربه من مدينة حمص أكثر، رغم أن المحاولات التي تقوم بها قوات النظام لا تبدو جادة في دخول المدينة، بحسب الأنباء الواردة من هناك. ما يعني أنه يمتلك خط إمداد مفتوح يصل إلى مدينة دير الزور، شرقي البلاد.
بموازاة ذلك، شنّ طيران التحالف الدولي مزيداً من الغارات على مقرّات "داعش" في مدينة الرقة لليوم الثالث على التوالي، مستهدفاً منطقة البانوراما في مدينة الرقة. كما استهدف مقراً للتنظيم في منطقة الصناعة، شرقي المدينة، ما أدى لدماره، ومقتل من فيه، بحسب شهود عيان من سكان المدينة. وجاءت هذه الغارات بعد يومين من الغارات المكثفة التي بات طيران التحالف يشنها يومياً على مناطق تمركز داعش في الرقة وريفها، في استعادة لمشهد الغارات المكثفة التي بدأها في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
اقرأ أيضاً: حرب مبانٍ في حلب "الجديدة" ..وكر وفر بريف حماة