وقالت رولا شحادة، مديرة الهيئة، لـ "العربي الجديد":"هدفنا هو تغيير واقع المرأة من الطلب إلى العطاء، ورفع المستوى الثقافي والتعليمي في أوساط النساء والأطفال، نستهدف بالدرجة الأولى الفئة الأكثر تضرراً من الحرب والأكثر إهمالاً من قبل المنظمات، وهن زوجات الشهداء والمعتقلين، اللواتي يقفن على أبواب المنظمات الإغاثية ينتظرن السلة الغذائية، فبسبب الحرب والأوضاع الاقتصادية السيئة بات كل همهن هو تأمين الطعام لأطفالهن، ما نريده هو إخراجهن من هذه الدوامة، وإشراكهن في مشاريع يستطعن من خلالها تأمين احتياجاتهن، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهن ما يساعدهن على إكمال حياتهن".
وأضافت "في مدينة إدلب وحدها توجد 4 آلاف عائلة تترأسها نساء، بين من اعتقل زوجها أو قتل، كل هؤلاء باتت عليهن مسؤوليات كبيرة تجاه أطفالهن لا يستطعن القيام بها، فلا أحد يقف بجانبهن ويدعمهن ويشجعهن".
وأشارت مديرة الهيئة إلى فئة النساء المثقفات والمتعلمات، اللواتي فقدن عملهن ولا يستفيد المجتمع من خبراتهن، "تتمتع الكثير من النساء بالمؤهلات والعلم لكنهن لا يجدن الفرصة للاستفادة والإفادة منها، أقرب مثال على ذلك هن المتطوعات في الهيئة، نحن 57 امرأة صيدلانيات وطبيبات ومحاميات ومعلمات، كلنا عاطلات عن العمل، صحيح أن الأزمة الاقتصادية تسببت بفقد الكثيرين وظائفهم في سورية، إلا أنها انعكست على المرأة بشكل أسوأ، اليوم يمكن للرجال أن يجدوا أعمالاً بديلة، لكن النساء يجدن صعوبات بالغة بهذا الأمر".
وتتكون الهيئة اليوم من 15 مكتباً موزعاً على مدينة إدلب والمناطق المحيطة بها، ومنها المكتب الطبي والقانوني والتربوي والمهني والدعوي، وتعمل على التحضير لمشاريع وبرامج تستهدف النساء والأطفال، وأوضحت شحادة "لدينا مشروعان لتشغيل النساء، وهما بيت الحليب وبيت المونة، يشغل الأول 200 امرأة في صناعة مشتقات الحليب كالأجبان والألبان وبيعها في الأسواق وتقاسم الأرباح، والثاني يركز على تجهيز المؤن الغذائية وبيعها، وكلا المشروعين بحاجة لشيء من الدعم لإطلاقهما".
وفي المجال الطبي، تسعى الهيئة لتجهيز صيدلية مجانية لكل من الأيتام وعائلات الشهداء والمعتقلين، وبحسب شحادة "عادة ما تشتكي النساء من صعوبة تأمين الأدوية لأطفالهن بسبب غلائها والوضع المادي السيىء للأسرة، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على صحة الأطفال وهذا هو الدافع لإنشاء الصيدلية".
من جانب آخر، تنشط الهيئة في عمليات نقل المدارس إلى الأقبية والتي تعد أكثر أمناً، وأقل تعرضاً للقصف، سعياً منها لتشجيع النساء على إرسال أطفالهنّ للمدارس عبر منحهنّ أسباب الاطمئنان، كما تعمل على افتتاح روضة مجانية للأطفال الذين فقدوا آباءهم، ممن لا تستطيع أمهاتهم تحمل نفقات رياض الأطفال الخاصة، وتأمل الهيئة من خلال مشاريعها دفع المرأة لتصبح عنصراً منتجاً في المكان الذي تعيش فيه.