وأفاد الناشط الإعلامي، براء عبد الرحمن، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن "الطيران الحربي شنّ غارتين بصواريخ فراغية شديدة الانفجار على أبنية سكنية وسط مدينة دوما، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين بينهم امرأة، وسقوط أكثر من 15 جريحاً في حصيلة أولية".
وأوضح عبد الرحمن، أن "معظم الضحايا هم من النساء والأطفال، وتمّ إسعافهم إلى النقطة الطبية الوحيدة في مدينة دوما، والتي تشتكي من نقص الأدوية اللازمة".
من جهتها نعت "تنسيقية دوما" كل من، نعمان ديب الساعور، ووليد حجازي، وخليل حجازي، وذكرت بأن "النظام ينتقم من المدنيين بسبب فشله في إحراز تقدم على جبهات القتال".
وكشف الطبيب في المكتب الطبي الموحّد في المدينة، ماجد أبو علي، لـ"العربي الجديد"، أن "عدد القتلى بلغ منذ يوم الثلاثاء الماضي نحو 128 قتيلاً، والمئات من الجرحى".
أما حصيلة القتلى منذ مجزرة ثالث أيام عيد الفطر قبل نحو شهرين، وحتى اليوم، فقد بلغ 274 قتيلاً في دوما فقط، بينهم 27 طفلاً، وذلك بحسب ما كشف عنه لـ"العربي الجديد" قسم التوثيق في المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية.
وأشار، إلى أن "استهداف قوات النظام مناطق مزدحمة بالسكان لإحداث خسائر بشرية كبيرة، جعل الاحتياجات الطبية مرتفعة". ولفت إلى أن "الجهات التي ترعى العمل الطبي في دمشق وريفها، تعبت من ارتفاع كلفة العمل الطبي، والمصاريف الباهظة، مقارنة مع باقي المناطق".
وانتقد أبو علي الائتلاف والحكومة، موضحاً أنهما "لم يبادرا بأي خطوة إيجابية لسد الاحتياجات ومراعاة الظروف الاستثنائية للغوطة".
كرّ وفرّ حول حي الدخانية
في هذه الأثناء، تتواصل معارك الكرّ والفرّ بين قوات النظام وكتائب المعارضة المسلّحة في حي الدخانية، التي سيطرت عليه هذه الكتائب، قبل نحو أسبوع.
وذكرت مصادر مقربة من النظام و"المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنّ جيش النظام والمسلّحين الموالين له سيطروا على أجزاء واسعة من المنطقة، وسط سقوط 13 مقاتلاً من المعارضة، ومقتل ضابط وخمسة عناصر من قوات النظام.
غير أنّ أحد نشطاء المعارضة، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ"العربي الجديد"، إن "النظام يتكلم بشكل خاطئ، ويظن أنه يشوش أفكارنا بإعلامه". ولفت إلى أن "المواجهات مستمرة والاشتباكات طاحنة هناك، والنظام يستخدم أغلب قواته بالمنطقة، ولم يستطع التقدم في البلدة حتى الآن".
من جهته، رأى الناشط الإعلامي، أركان الديراني، أن مقاتلي المعارضة لن يستطيعوا التقدم باتجاه مناطق جرمانا وكشكول والدويلعة، مبيّناً لـ"العربي الجديد" أن ما يجري من معارك هناك هدفه تخفيف الضغط عن جبهات جوبر".
وفي هذا الإطار، قال المتحدث الرسمي باسم "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، وائل علون لـ"العربي الجديد"، إن "الدخانية منطقة أمنية بامتياز، وهي التجمع الأساسي لما يسمى قوات الدفاع الوطني (الشبيحة)". ولفت إلى أنه "تمّ القضاء على عدد كبير من عناصر الفرقة الرابعة وقوات الدفاع الوطني".
وذكر أن "النظام عمد إلى التدمير الممنهج للحي بالقصف العشوائي"، موضحاً في المقابل، أنّه "تم تحييد المدنيين عن الصراع بشكل كامل، وتأمين طريق آمن لهم نحو الغوطة ثم إخراجهم سالمين إلى دمشق، بعدما قامت قوات الأسد بزجّهم في الصراع والتمترس خلفهم واستخدامهم كدروع بشرية".
تقدم المعارضة في القنيطرة
وفي القنيطرة، أفاد ناشطون أن طائرات النظام شنّت غارات جوية عدة على بلدات: بريقة، وبيرعجم، ورويحينة، وذلك بعد تقدم مقاتلي المعارضة وسيطرتهم على الشريط الحدودي وعموم ريف القنيطرة، واتصالهم مع ريف دمشق الغربي، واقترابهم من الجهة الغربية للعاصمة دمشق بمسافة لا تبعد سوى 30 كيلو متراً.
من جهة ثانية، رصد ناشطون، من داخل العاصمة دمشق، قيام قوى الأمن التابعة للنظام، بحملة مداهمات صباحية على الأحياء العليا من ركن الدين وأسد الدين، رافقها انتشار أمني مكثف في منطقة المجتهد، والسويقة.
كما رصد ناشطون نصب قوات تابعة للنظام عدة حواجز لتوقيف الشبان والمارة، من حاجز الشويكة إلى حاجز المجتهد، بالإضافة إلى مداهمة منازل عدة.
في موازاة ذلك، دارت اشتباكات في منطقة القلمون، في محافظة ريف دمشق، بين مقاتلي الكتائب الإسلامية و"جبهة النصرة" من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، بالقرب من بلدة فليطة.
وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن قوات النظام قصفت، صباح اليوم، مناطق على الطريق الرابط بين قريتي دير مقرن وإفرة في وادي بردى، وأماكن أخرى بين بلدتي زاكية وخان الشيح.
وفي ريف إدلب الجنوبي، تصاعدت المعارك بين قوات المعارضة المسلحة وقوات النظام على الطريق الدولي دمشق ـ حلب، بالقرب من مدينة مورك وخان شيخون من الجبهة الغربية، وعند بلدتي خطاب ومعرزيتا، وآطراف بلدة محردة، وذالك بعد محاولة قوات النظام التقدم لاستعادة السيطرة على الحواجزوالمناطق التي خسرتها مؤخراً في المعارك الدائرة بين الطرفين.
وتحاول قوات النظام، مدعومة بالطيران الحربي والمدفعية، التقدم باتجاه خان شيخون بشكل خاص، والطريق الدولي، الواصل إلى معسكري وادي الضيف والحامدية شرقي معرة النعمان.
وأفادت مصادر عسكرية في المعارضة المسلحة لـ"العربي الجديد"، بأن "العملية يقودها العقيد في جيش النظام سهيل حسن، الذي يتبع سياسة الأرض المحروقة، مدعوماً بقوات تابعة لثلاثة مطارات حربية في حماة وحمص والساحل".
اشتداد معارك ريف إدلب
في موازاة ذلك، نفذت قوات المعارضة المسلحة اليوم عملية نوعية، بعد محاولة قوات النظام و"الشبيحة"، مدعمومة برتل يضم العديد من الآليات والدبابات وعربات "بي أم بي"، التقدم باتجاه خان شيخون، حيث وصلت التعزيزات إلى نقطة الكتيبة شمال مورك، قام أثناءها مقاتلو المعارضة المسلحة بالهجوم، وقتلوا العشرات من عناصر قوات النظام، إضافة إلى تدمير وإعطاب ثماني دبابات، واغتنام أخرى، وتدمير عربة "بي ام بي"، واغتنام مدفع من عيار 23مم، و"شيلكا"، وسيارة دفع رباعي، وسيارة ذخيرة، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، مما أجبر قوات النظام على التراجع إلى جنوب مورك، بعد تكبيدها كل هذه الخسائر.
ومع اشتداد المعارك، تستهدف القوات النظامية بشكل يومي جميع المناطق المجاورة لجبهات القتال في ريف إدلب الجنوبي، كجبل الزاوية وخان شيخون والهبيط، بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ وقذائف الهاون والفوذليكا، مدعومة بالطيران، وذلك للضغط على قوات المعارضة للتراجع، بحسب مصادر أهلية هناك.
وشن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة خان شيخون، أدت إلى مقتل خمسة أطفال ورجل خمسيني، على الأقل، كما استهدف صاروخ عنقودي مدينة معرة النعمان، أطلق من مطار حماة، وأدى إلى مقتل سيدة وجرح آخرين، بحسب ما أكد ناشطون لـ"العربي الجديد".
وبحسب المصادر ذاتها، اندلعت اشتباكات عنيفة بين "جبهة النصرة"، و"جبهة ثوار سورية" في قرية البالعة بمنطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربيّ، وذلك خلال هجوم لعناصر "جبهة النصرة" على مقرّات تابعة لـ"جبهة ثوّار سورية".
وذكر ناشطون لـ "العربي الجديد"، أنّ "هجوم النصرة على مقرّات الجبهة ، أسفر عن مقتل القيادي في الجبهة قصي محمد الأحمد، وشقيقه بعد اعتقاله". وأضاف هؤلاء أن "هجوم النصرة جاء إثر اغتيال أحد قادتها، (أبو مشاري الشرعيّ) في قرية القنية في ريف جسر الشغور قبل أيام، والذي اتُّهمت جبهة ثوار سورية بالمسؤولية عنه".