ساعات النوم التي يحتاج إليها المراهقون

20 مارس 2016
تؤثر في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات (Getty)
+ الخط -
يسعى المشروع البحثي "تين سليب"، أي نوم المراهقين، الذي تقوده جامعة "أكسفورد" البريطانية، ويشمل مراهقي نحو 100 مدرسة، إلى توفير معلومات حول عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها المراهق، ومستوى الوعي لديه حول مخاطر الحرمان من النوم الكافي، وكيفية تأثير التكنولوجيا على حياته.

يقضي جزءا من الدورة، التي تستمر حتى 2017 وتشمل تلاميذ الصفين العاشر والحادي عشر، بحضور برنامج تعليمي يحدّد كيفية التأكّد من الحصول على نوم جيّد. وذلك عن طريق الابتعاد عن أي نشاط يعتمد على الشاشة في وقت متأخر من الليل واتباع نظام نوم محدّد قبل البرنامج التعليمي وبعده.

وتشمل الدورة أيضاً مجموعة فرعية من 20 تلميذاً من الصف العاشر، يضع كلّ واحد منهم جهازين في المعصم لمدة أسبوعين، لرصد أنماط نومهم. يراقب أحد الأجهزة الضوء بين النهار والليل بالإضافة إلى ضوء الشاشة، ويراقب الثاني نبضات القلب ونوعية النوم التي يحظى بها التلميذ. والجهازان مرتبطان بالهاتف الخاص بكلّ منهم.

تقول تلميذة العاشر داني (15 عاماً) لـ"العربي الجديد"، إنّها تمضي معظم أوقاتها خارج المدرسة على "إنستغرام" أو "واتساب" في التحدّث إلى أصدقائها. تعجز عن النوم حين تمضي إلى غرفتها بسبب تعلّقها الشديد بما يجري على وسائل التواصل الاجتماعي ورغبتها في عدم تفويت أي أحداث أو أخبار جديدة.

أمّا شانيل (16 عاماً)، فتقول إنّها اعتادت الخلود إلى فراشها عند الساعة التاسعة، لكنّها تبقى مستيقظة على هاتفها لساعة أو ساعتين قبل أن يغلبها النعاس. تشعر بالتعب عند الاستيقاظ باكراً، كذلك تفقد قدرتها على التركيز في الصف.

من جهته، يقول الأستاذ في "أوكسفورد" راسل فوستر إنّه يغضب حين يصف الناس المراهقين بالكسولين، ويسعى إلى العثور على وسيلة تساعدهم على النوم بشكل أفضل. يتابع أنّ 36 % من تركيبتنا البيولوجية تعتمد على النوم، ويحتاج المراهقون إلى تسع ساعات من النوم.

يوضح فوستر أنّ قلة النوم تؤثر في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات، التي تبدأ بالانهيار بسرعة كبيرة. كذلك يلفت إلى أنّ انخفاض مستوى ردود الفعل العاطفية والتعاطف مع الآخرين بالإضافة إلى الميل إلى الأعمال الغبيّة، يعودان إلى قلة النوم أيضاً. كذلك، ثمّة آثار بعيدة المدى لقلّة النوم منها إضعاف نظام المناعة، وزيادة مستوى الالتهابات مع حالات اضطراب نوم طويلة الأمد. وقد تؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان ومرض القلب التاجي ومرض السكري.

اقرأ أيضاً: قلّة النوم أسهل من الأمومة والأبوة
المساهمون