هل بالإمكان رثاء الأحياء؟
كثيرون لم نشعر بوجودهم إلّا بعد موتهم وهذا ما يحدث دائماً عند موت معظم أصدقائنا، لماذا لم نحبهم كل هذا الحب وهم على قيد الحياة؟!
لماذا لم نرسل لهم كلماتنا الجميلة، والتي سنكتبها على صفحاتنا الزرقاء وهم على قيد الحياة؟!
هم أمامنا ولا يبعدون عنا كثيراً إن أردنا إهداءهم هدية تعبر عن حبّنا لهم، بدل أن نكتب وعيوننا ممتلئة بالدموع أثناء رحيلهم لنكتب لهم في الواقع ولتمتلئ عيوننا بالحب.
دماغي الذي امتلأ بصور الشهداء وأشلاء الجرحى لم يعد فيه سوى بعض التلافيف الدافئة بصور لأشخاص أحبهم، كان من بينهم أحمد أبازيد، والذي رأيته في منامي شهيداً، أخبرته بذلك وقمت بزيارته في اليوم التالي، لا أعلم إن كانت رؤيتي ستتحقق أم هي مجرد رؤيا عابرة.
قبل أيام تم اغتيال الصحافي السوري ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب التركية بمسدس كاتم للصوت، ناجي والمعرف بالخال كان محبوباً من قِبَل الجميع، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصوره وذكريات السوريين معه والندم على عدم قضاء أكبر وقت معه واصفين رحيله بجملة: بكير يا خال.
أريد أن أرثيك حيّاً يا أحمد
الموت سيلتهم الجميع وأعلم ذلك، لكن لا أريد أن تموت على الأقل لا أريد أن أشهد يوم موتك فلن أجيد رثاءك وستخونني اللغة ولم أعد أطيق الملح الذي ملأ عيني، من أجمل الأرواح التي رأيت وأفتخر أنّي عرفتك بالواقع وإن تزوجت ورزقني الله طفلاً سأحدثه عنك كثيراً وعن قلمك وكلماتك التي أثرت فيّ وفي الكثير من السوريين، سأحدثه عن سوريتك التي تحبها، والتي تركت أهلك في الأردن وترف العيش هناك وأتيت إلى حلب لتعيش الثورة حلوها ومرها، نصرها وتظاهراتها، ضجيجها وصمتها عند كل تقهقر.
سأحدثه عن ثقافتك وعن حبك للثورة وجيشها الحر وعلمها الملون بنجومه الثلاث بلون دمائنا.. دماء الشهداء.
سأحدثه عن الذين يغارون منك، وكيف أن نائل الحريري كتب: اعتراف شخصي: أنا أغار من أحمد أبازيد كثيراً، وأتعلم منه كثيراً. أفتخر بصداقته وأفتخر بسوريته. وفي كل يوم أضع رأسي على المخدة ليلاً وأنا أجدد قراري بأن أجتهد مثله في الغد، شكراً لك أحمد على منحي نموذجاً يحتذى. عسى أن أكون كذلك لآخرين...
وغيره الكثير يغار منك ويحبك لكن لم يعترف بذلك وكأنّه ينتظر موتك، بعد عمر طويل، كي يكتب ذلك.
أحمد أبازيد السوري الثائر نحبك بيننا ونحب ثورتنا التي أنجبتك، ليس تشظّياً ولا تشبيحاً لك فأنت لا تحتاج شهادتي فيك، لكن علينا أن نكن صادقين مع الأحياء قبل رحيلهم.
سيقولون لماذا أحمد، سأقول لأني رأيتك شهيداً ورثاؤك واجب.
(سورية)
كثيرون لم نشعر بوجودهم إلّا بعد موتهم وهذا ما يحدث دائماً عند موت معظم أصدقائنا، لماذا لم نحبهم كل هذا الحب وهم على قيد الحياة؟!
لماذا لم نرسل لهم كلماتنا الجميلة، والتي سنكتبها على صفحاتنا الزرقاء وهم على قيد الحياة؟!
هم أمامنا ولا يبعدون عنا كثيراً إن أردنا إهداءهم هدية تعبر عن حبّنا لهم، بدل أن نكتب وعيوننا ممتلئة بالدموع أثناء رحيلهم لنكتب لهم في الواقع ولتمتلئ عيوننا بالحب.
دماغي الذي امتلأ بصور الشهداء وأشلاء الجرحى لم يعد فيه سوى بعض التلافيف الدافئة بصور لأشخاص أحبهم، كان من بينهم أحمد أبازيد، والذي رأيته في منامي شهيداً، أخبرته بذلك وقمت بزيارته في اليوم التالي، لا أعلم إن كانت رؤيتي ستتحقق أم هي مجرد رؤيا عابرة.
قبل أيام تم اغتيال الصحافي السوري ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب التركية بمسدس كاتم للصوت، ناجي والمعرف بالخال كان محبوباً من قِبَل الجميع، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصوره وذكريات السوريين معه والندم على عدم قضاء أكبر وقت معه واصفين رحيله بجملة: بكير يا خال.
أريد أن أرثيك حيّاً يا أحمد
الموت سيلتهم الجميع وأعلم ذلك، لكن لا أريد أن تموت على الأقل لا أريد أن أشهد يوم موتك فلن أجيد رثاءك وستخونني اللغة ولم أعد أطيق الملح الذي ملأ عيني، من أجمل الأرواح التي رأيت وأفتخر أنّي عرفتك بالواقع وإن تزوجت ورزقني الله طفلاً سأحدثه عنك كثيراً وعن قلمك وكلماتك التي أثرت فيّ وفي الكثير من السوريين، سأحدثه عن سوريتك التي تحبها، والتي تركت أهلك في الأردن وترف العيش هناك وأتيت إلى حلب لتعيش الثورة حلوها ومرها، نصرها وتظاهراتها، ضجيجها وصمتها عند كل تقهقر.
سأحدثه عن ثقافتك وعن حبك للثورة وجيشها الحر وعلمها الملون بنجومه الثلاث بلون دمائنا.. دماء الشهداء.
سأحدثه عن الذين يغارون منك، وكيف أن نائل الحريري كتب: اعتراف شخصي: أنا أغار من أحمد أبازيد كثيراً، وأتعلم منه كثيراً. أفتخر بصداقته وأفتخر بسوريته. وفي كل يوم أضع رأسي على المخدة ليلاً وأنا أجدد قراري بأن أجتهد مثله في الغد، شكراً لك أحمد على منحي نموذجاً يحتذى. عسى أن أكون كذلك لآخرين...
وغيره الكثير يغار منك ويحبك لكن لم يعترف بذلك وكأنّه ينتظر موتك، بعد عمر طويل، كي يكتب ذلك.
أحمد أبازيد السوري الثائر نحبك بيننا ونحب ثورتنا التي أنجبتك، ليس تشظّياً ولا تشبيحاً لك فأنت لا تحتاج شهادتي فيك، لكن علينا أن نكن صادقين مع الأحياء قبل رحيلهم.
سيقولون لماذا أحمد، سأقول لأني رأيتك شهيداً ورثاؤك واجب.
(سورية)