روسيا ــ سورية: سقوط الكذبة

17 أكتوبر 2015
التدخل الروسي في سورية فضح ادعاءات الممانعة(ميخائيل كليمنتيافا/فرانس برس)
+ الخط -
في الفصل الأخير من رواية النظام السوري المشروخة حول قيادته لمحور المقاومة والممانعة، تدخل روسيا كقوة عظمى لمساندته في حربه التي يشنها ضد الشعب السوري، بعد أن فشلت الأطراف الأخرى من المحور (حزب الله وإيران) في مساعدته بحسم المعركة لصالحه. إلا أن التدخل الروسي الذي جاء بطلب من قيادة المقاومة والممانعة في سورية، الذي اتخذ شكل احتلال مباشر للبلاد، قد استبقه الروس بتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي الذي ينتهك السيادة السورية منذ سنوات، مع احتفاظ النظام الممانع في كل مرة بـ"حق الرد". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إقامة "خط مباشر" مع تل أبيب تجنباً لأي حوادث بين طائرات الجانبين في المجال الجوي السوري، وسبق هذا الإعلان مجموعة من التفاهمات اتفق الجانبان خلالها على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة للتنسيق حول سورية، برئاسة نائبي رئيس الأركان في البلدين، خاصة في المجالات الجوية والبحرية والإلكترونية، لمنع أيّ خطأ في التقديرات، أو سوء فهم قد يؤدي إلى احتكاك غير مقصود بين قوات الطرفين، خصوصاً في ما يتعلق بنشاط سلاح الجو الإسرائيلي في سورية.

لقد اكتمل المشهد في سورية بتنسيق بين كافة الأطراف المقاومة والممانعة للاحتلال الإسرائيلي وبين الاحتلال نفسه، من أجل إخماد الثورة السورية وتحقيق نصر على الشعب السوري الذي ثار من أجل الحرية والكرامة والتخلص من الاستبداد.

يبدو أن النتيجة الوحيدة التي حققها التدخل الروسي في سورية حتى الآن هي أنه فضح محور الممانعة الذي تقوم عليه كل رواية النظام وحليفيه حزب الله وإيران، وعراها من مضمونها ليظهر الوجه الحقيقي للنظام، كحارس لأمن إسرائيل وضامن لحدودها من الطرف السوري، وليظهر وجوده كمصلحة إسرائيلية بالدرجة الأولى، وإن كان حاول إخفاء هذا الوجه عبر وسائل إعلامه وعبر أبواقه، التي طالما طبلت وزمرت لجبهة الصمود والتصدي وللمقاومة والممانعة، لتعود الآن وتطبل بذات الطريقة لحامي الحمى أبو علي بوتين الذي لم يرسل قواته إلى سورية قبل إنشاء غرفة تنسيق مشتركة مع الإسرائيليين الذين غازلهم رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام في بداية الثورة، حين صرح أن أمن إسرائيل هو من أمن النظام السوري.