رهف شمالي: صوت فلسطين الشجيّ إلى العالم

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
09 يوليو 2018
DD004FFE-F998-4DDF-91EF-FD59A4F43AE2
+ الخط -
تأخذ الفتاة الفلسطينية، رهف شمالي، نَفَساً طويلاً لحظة دخولها غرفة الإيقاع. تجلس بين الآلات والحروف الموسيقية، وتبدأ بـ "الدندنة" على نغمات "زريف الطول"، و"الدلعونة" والأغاني الفلكلورية الفلسطينية تارة، و"أروح لمين"، والأغاني الطربية العاطفية، تارة أخرى.

إتقان اللون الطربي
عالم خاص تصنعه شمالي، ذات الصوت القوي والرصين لذاتها، تحاول من خلاله التعبير عن نفسها، وعن ولعها في عشق "بحر الموسيقى"، والذي تمايلت برفقة أمواجه وإيقاعاته المختلفة خلال فترة بسيطة، تعرفت خلالها على أساسيات الموسيقى، وأنواعها المختلفة. التحقت شمالي بمركز خاص بتعليم أساسيات الموسيقى، ومن ثم انتقلت إلى معهد خاص بتعليم ما بعد الأساسيات، إلى أن أصبحت واحدة من أبرز الفتيات اللواتي يتقن غناء اللون التراثي الفلسطيني الفلكلوري، والدبكة الشعبية، وزادت على ذلك، في إتقانها غناء اللون الطربي الذي عشقته منذ بداية حياتها.

تأثير الجدّة
وتقول الفنانة، رهف شمالي، 15 عاماً، من مدرسة "الماجدة وسيلة" في مدينة غزة، إن حكايتها مع الغناء بدأت في سن مبكرة، حين كانت في الرابعة من عمرها، موضحة: "كانت جدتي عاشقة للغناء والفن، وخاصة الطرب القديم، زرعت بداخلي ذلك الفن، حين كانت تدندن بعض الأغاني القديمة، وتطلب مني ترديدها". وتضيف: "أول أغنية تعلمتها آنذاك كانت "إن كنت ناسي أفكرك" للفنانة هدى سلطان، كنت مأخوذة بجمال صوت جدتي حين سمعتها للمرة الأولى، ما أشعل عندي الفضول لحفظ المزيد من أغنيات الفنانة، أم كلثوم، ووردة، وعدد من فناني الزمن الجميل".


أوّل تجربة
صوت الطفلة، في ذلك الوقت، بدأ بالخروج للعلن للمرة الأولى في احتفالات نهاية الفصل في روضة "الطفل السعيد"، حيث طلب منها غناء بعض الأغاني والأناشيد الطفولية الخاصة بالروضة، وعن ردة فعل الحضور تقول: "صفقوا لي كثيراً حينها. ورأيت الدهشة والفرحة في عيون أهالي الأطفال الذين حضروا الاحتفال وسمعوا صوت تلك الطفلة، ما أشعل عندي حب الغناء، وزاد من اندماجي في حفظ وترديد الأغاني". "كان صوتي يسبق سني" تقول الفنانة رهف، مضيفة: "في الثامنة من عمري التحقت بمركز القطان للطفل، واشتركت في نشاط "الميكرفون المفتوح"، والذي أتاح لي الفرصة للتعبير عن موهبتي في الغناء (..). غنيت حينها أغنية "ستي إلها ثوب وشال"، ما شَدّ انتباه القائمين على النشاط، وشجَّعهم على دمجي في دورة الكورال، والتي كان من المقرر البدء فيها في ذلك الوقت". وتوضِّح رهف أن ردّة فعل القائمين على النشاط حفّزتها مُجدداً، وضاعف لديها الشعور بالمسؤولية والحماسة لتقديم المزيد. فالتحقت بعددٍ من الدورات تعلمت خلالها أساسيات الإيقاع والموسيقى، مضيفة: "كنت أنا ومجموعة من صديقاتي في أول فريق كورال في المركز، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، ونحن نشترك في الاحتفالات والمهرجانات التي يتم تنظيمها". عشق رهف لمختلف ألوان الفنون الفلكلورية دفعها للاندماج في فريق "وطن" الخاص بالدبكة الشعبية، وتقول: "شجعتني أختي دينا للالتحاق بفريق الدبكة، حيث كانت تؤدي تلك الحركات بعد رجوعها إلى البيت، ما أشعل عندي فضول التجربة، خاصة وأنني أعيش تفاصيل الأجواء الفلكلورية خلال تدريبات الغناء".




"معهد سيّد درويش"
وتوضح أنها استطاعت إثبات ذاتها، ودمج الغناء بالدبكة الشعبية، وقدمت مزيجاً متناغماً في عدد من الاحتفالات والمهرجانات، كان منها "مهرجان البحر والحرية"، "فيديو كليب موطني"، إلى جانب الغناء بفرقة الكورال التابعة لمركز الطفل. العلامة الفارقة في حياة الفنانة رهف، كانت في التحاقها بـ"معهد سيد درويش" بداية عام 2018، وعن تفاصيل تلك الانتقالة توضح: "كنت أغني الأغاني الفلكلورية، فطلبوا مني الرجوع لغناء الأغاني الطربية القديمة، والتي كنت قد نسيتها بفعل انشغالي بالأغاني الفلكلورية والدبكة الشعبية". وتتابع: "واصلت التدريب لمدة ثلاثة شهور على يد المدرب سلام سرور، رجعت خلالها لمربعي الأول، وهو عشق الأغاني الطربية القديمة التي علمتني إياها جدتي"، مضيفة: "أصبحت ابنة المعهد. بتُّ أشعر وكأنني وضعت قدميّ على الطريق الذي أرغب، أجد نفسي بمعنى الكلمة داخل غرفة الإيقاع والآلات الموسيقية".

صعوبات الغناء
وتوضح رهف أنها شاركت في عدد من الاحتفالات والمهرجانات في مدينة غزة، وكان شعورها بالمسؤولية يتضاعف في كل مرة، لكن ذلك لم يخف انزعاجها من بعض المضايقات التي تتعرض لها كونها فتاة تغني في مدينة تخضع للعادات والتقاليد، وعن ذلك تقول: "لا أستطيع المشاركة في كل الاحتفالات، إلى جانب طلب الأمن بطاقة هويتي في أي احتفال، لإثبات أنني ما زلت تحت سن السادسة عشرة"، علاوة على خسارتها عدة فرص للمشاركة في المسابقات أو الاحتفالات الخارجية بفعل عدم الحصول على تصاريح من جانب الاحتلال الإسرائيلي. وتوضح رهف والتي تطمح للمشاركة في برامج المواهب العربية، كذلك أن معاناة أصحاب المواهب لا تتوقف بفعل الأوضاع النفسية السيئة التي يمر بها قطاع غزة، وندرة المؤسسات والمعاهد التي تعنى بها، مضيفة: "لكن ذلك لن يدفعنا نحو اليأس، بل سيزيد من قوة كل منا في مجاله لإيصال رسالة للعالم تقول إننا شعب غني بالمواهب، ويستحق حياة كريمة كبقية الشعوب.

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
مسيرة في شوارع واشنطن بالأكفان من أجل النساء في غزة - 17 - 10 - 2024

مجتمع

شهدت واشنطن موكباً جنائزياً ومسيرة تضامنية مع النساء في غزة، جابت شوارع العاصمة وصولاً إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

المساهمون