هروباً من أتون الحرب والقصف المتزايد في اليمن، يخوض مئات من الأشخاص عباب مضيق باب المندب وخليج عدن على متن قوارب صغيرة في رحلات صوب الصومال وجيبوتي. كان هذا هو نفس الطريق الذي سلكه عشرات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الأفارقة، خصوصاً من الصومال وإثيوبيا، صوب اليمن بحثاً عن الأمن وظروف حياة أفضل خلال الأشهر والسنوات الماضية. وقد قامت الكثير من الدول بإجلاء رعاياها في الأيام الأولى من بدء عمليات عاصفة الحزم عبر رحلات جوية وبحرية عديدة مدفوعة من قبل حكوماتها.
النازحون الجدد
غير أن الحلقة الأضعف ضمن المغادرين خارج اليمن هم اليمنيون أنفسهم المحاصرون في مدينة عدن، والأفارقة المهربون إلى اليمن في وقت سابق، حيث يضطرون إلى دفع تكاليف الانتقال لإنقاذ حياتهم. وتتناقض الروايات عن أعداد أولئك اليمنيين والأفارقة الفارين من اليمن صوب دول القرن الأفريقي الذين لا يجدون أي نوع من المساعدات أو الدعم.
لم تصدر أي جهة رسمية أو منظمة مجتمعية يمنية تقريراً عن حجم النازحين الفقراء خارج الحدود. وفي ذات السياق، كشف تقرير حديث للجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر عن وصول 600 يمني و35 صومالياً الى مرفأ أوبوك الساحلي في جيبوتي، كما وصل أيضاً 914 شخصاً أغلبهم صوماليون بينهم 155 من اليمنيين الى مرافئ بوصاصو في بونتلاند وبربرة ولوجايا (حوالي 200 كلم غرب بربرة) في جمهورية أرض الصومال، وجميعها تقع في شمال الصومال المقابلة لشواطئ اليمن.
يقول السيد عبدي كايرح بوه منسق اللجنة الدولية في جيبوتي، إن مخيمين تم إعدادهما ويستوعبان حالياً 492 نازحاً يمنياً، كما تم إنشاء خزانات مياه تكفي 1,050 شخصاً يتوقع وصولهم خلال شهر.
وقد كانت تجربة فرار معظم الأسر العدنية عبر البحر هي الأولى في حياتها كونها الوجهة الوحيدة المتاحة أمامهم وسط إغلاق لكافة المنافذ البرية وإغلاق مطار عدن. يروي اللاجئون أن أعداداً كبيرة من الناس يحاولون مغادرة اليمن ولكنهم يعدون ذلك مهمة عسيرة، إذ يتم منعهم من القيام بذلك بسبب انعدام الوقود وارتفاع رسوم الانتقال التي يتقاضاها أصحاب القوارب كما لا يسمح للقوارب بالرحيل إن وجد من يمثل السلطات على شواطئ عدن.
ويقول لاجئ صومالي في السبعين من عمره، كان قد افترق عن زوجته وابنته أثناء الفرار عقب حدوث تفجير في حي البساتين بمدينة عدن، إنه اختبأ لمدة ثلاثة أيام في ميناء عدن قبل أن ينجح في الفرار على متن قارب إلى بر الأمان. ومن بين من كان معه في رحلة القارب امرأة إثيوبية كانت لاجئة في اليمن منذ عام 2002، ولها ثلاثة أطفال. وأخبرته أنه لم يكن ينبغي لها الانتظار أكثر بينما كان المهربون يضعون أولوية صعود القارب للنساء والأطفال، لكنها فارقت زوجها الذي فشل في إيجاد مكان له على متن قارب أمام الميناء.
وتسود رحلات القوارب عبر البحر الأحمر وخليج عدن مخاطر كبيرة تواجه كل من يحاول عبور هذا الخط البحري، حيث لا تتوفر عمليات البحث والإنقاذ لأي ضحايا قد يغرق مركبهم.
وكانت أسرة خليل اليافعي من سكان عدن إحدى تلك الأسر التي غادرت منزلها في فترة هدوء القصف بعد أخذها وثائقها المهمة وما خف وزنه وغلا ثمنه مع قليل من الملابس. يقول خليل "غادرنا عدن مع أسرة صغيرة أخرى ليلاً على القارب وكان الجميع يدعو الله أثناء خوض البحر وسط عتمة شديدة ومخاوف من الموج واحتمالات إطلاق نار من البوارج الحربية التي تحاصر خليج عدن. كانت مغامرة حاسمة من أجل البقاء،اتخذت قرارها لنتجنب الخوف والحصار لفترة قد تطول في عدن".
تشهد قوارب الصيادين اليوم فترة ازدهار حيث نشطت خلال هذه الفترة في نقل الأسر العدنية إلى مدينة جيبوتي ومرفأ أوبوك وبدون طلب تصاريح مرور. يقول مالك أحدها واسمه علي سعيد سالم لـ"العربي الجديد": "أعمل الآن في نقل أسرة أو أسرتين لكل رحلة نحو مرفأ أوبوك، وهناك أقوم بتعبئة خزان محركي بالوقود بالإضافة إلى بضعة جالونات إضافية أنقلها لبيعها في عدن بسبب انعدام كافة أنواع الوقود هناك. وأحصل على ربح صاف خلال الرحلتين يقارب 500 دولارهي الأعلى في حياتي. وأتقاضى من الأسر المهاجرة 600 دولار فقط".
إقرأ أيضا: "الشاطر بشطارته": الفوضى تعم المنظمات المدنية في لبنان
النازحون الجدد
غير أن الحلقة الأضعف ضمن المغادرين خارج اليمن هم اليمنيون أنفسهم المحاصرون في مدينة عدن، والأفارقة المهربون إلى اليمن في وقت سابق، حيث يضطرون إلى دفع تكاليف الانتقال لإنقاذ حياتهم. وتتناقض الروايات عن أعداد أولئك اليمنيين والأفارقة الفارين من اليمن صوب دول القرن الأفريقي الذين لا يجدون أي نوع من المساعدات أو الدعم.
لم تصدر أي جهة رسمية أو منظمة مجتمعية يمنية تقريراً عن حجم النازحين الفقراء خارج الحدود. وفي ذات السياق، كشف تقرير حديث للجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر عن وصول 600 يمني و35 صومالياً الى مرفأ أوبوك الساحلي في جيبوتي، كما وصل أيضاً 914 شخصاً أغلبهم صوماليون بينهم 155 من اليمنيين الى مرافئ بوصاصو في بونتلاند وبربرة ولوجايا (حوالي 200 كلم غرب بربرة) في جمهورية أرض الصومال، وجميعها تقع في شمال الصومال المقابلة لشواطئ اليمن.
يقول السيد عبدي كايرح بوه منسق اللجنة الدولية في جيبوتي، إن مخيمين تم إعدادهما ويستوعبان حالياً 492 نازحاً يمنياً، كما تم إنشاء خزانات مياه تكفي 1,050 شخصاً يتوقع وصولهم خلال شهر.
وقد كانت تجربة فرار معظم الأسر العدنية عبر البحر هي الأولى في حياتها كونها الوجهة الوحيدة المتاحة أمامهم وسط إغلاق لكافة المنافذ البرية وإغلاق مطار عدن. يروي اللاجئون أن أعداداً كبيرة من الناس يحاولون مغادرة اليمن ولكنهم يعدون ذلك مهمة عسيرة، إذ يتم منعهم من القيام بذلك بسبب انعدام الوقود وارتفاع رسوم الانتقال التي يتقاضاها أصحاب القوارب كما لا يسمح للقوارب بالرحيل إن وجد من يمثل السلطات على شواطئ عدن.
ويقول لاجئ صومالي في السبعين من عمره، كان قد افترق عن زوجته وابنته أثناء الفرار عقب حدوث تفجير في حي البساتين بمدينة عدن، إنه اختبأ لمدة ثلاثة أيام في ميناء عدن قبل أن ينجح في الفرار على متن قارب إلى بر الأمان. ومن بين من كان معه في رحلة القارب امرأة إثيوبية كانت لاجئة في اليمن منذ عام 2002، ولها ثلاثة أطفال. وأخبرته أنه لم يكن ينبغي لها الانتظار أكثر بينما كان المهربون يضعون أولوية صعود القارب للنساء والأطفال، لكنها فارقت زوجها الذي فشل في إيجاد مكان له على متن قارب أمام الميناء.
وتسود رحلات القوارب عبر البحر الأحمر وخليج عدن مخاطر كبيرة تواجه كل من يحاول عبور هذا الخط البحري، حيث لا تتوفر عمليات البحث والإنقاذ لأي ضحايا قد يغرق مركبهم.
وكانت أسرة خليل اليافعي من سكان عدن إحدى تلك الأسر التي غادرت منزلها في فترة هدوء القصف بعد أخذها وثائقها المهمة وما خف وزنه وغلا ثمنه مع قليل من الملابس. يقول خليل "غادرنا عدن مع أسرة صغيرة أخرى ليلاً على القارب وكان الجميع يدعو الله أثناء خوض البحر وسط عتمة شديدة ومخاوف من الموج واحتمالات إطلاق نار من البوارج الحربية التي تحاصر خليج عدن. كانت مغامرة حاسمة من أجل البقاء،اتخذت قرارها لنتجنب الخوف والحصار لفترة قد تطول في عدن".
تشهد قوارب الصيادين اليوم فترة ازدهار حيث نشطت خلال هذه الفترة في نقل الأسر العدنية إلى مدينة جيبوتي ومرفأ أوبوك وبدون طلب تصاريح مرور. يقول مالك أحدها واسمه علي سعيد سالم لـ"العربي الجديد": "أعمل الآن في نقل أسرة أو أسرتين لكل رحلة نحو مرفأ أوبوك، وهناك أقوم بتعبئة خزان محركي بالوقود بالإضافة إلى بضعة جالونات إضافية أنقلها لبيعها في عدن بسبب انعدام كافة أنواع الوقود هناك. وأحصل على ربح صاف خلال الرحلتين يقارب 500 دولارهي الأعلى في حياتي. وأتقاضى من الأسر المهاجرة 600 دولار فقط".
إقرأ أيضا: "الشاطر بشطارته": الفوضى تعم المنظمات المدنية في لبنان