رسالة توفيق بوعشرين لابنه في عيد ميلاده

20 يونيو 2018
ذكّر بوعشرين بظروف محاكمته واعتقاله (تويتر)
+ الخط -
نشر موقع "اليوم 24" رسالة بعثها الإعلامي المغربي ومدير صحيفة "أخبار اليوم" و"اليوم 24"، توفيق بوعشرين، إلى ابنه رضى الذي يحتفل بعيد ميلاده السابع. وتضمنت الرسالة مشاعر إنسانية قوية من أب لابنه وتذكيراً بتناقضات محاكمة الصحافي ذي القلم المشاكس واعتقاله.

وافتتح بوعشرين رسالته باعتذار لابنه رضى على غيابه هذا العام عن عيد ميلاده:

"اعذرني يا ولدي عن الغياب في عيد ميلادك، اعذرني يا ولدي لأني عاجز عن شرح وتبرير هذا الغياب، اعذرني يا ولدي أني لا أملك الشجاعة لاستقبالك في السجن وأجعلك تعيش هذه التجربة القاسية، اعذرني يا ولدي لأني لن أشتري لك هدية هذا العام، اعذرني يا ولدي لأني لن أطْفِئ معك شمعتك السابعة، فأنا نفسي شمعة أطفأها السجّان ووردة سحقها الطغيان".

وتحدث بوعشرين عن ظروف اعتقاله ومحاكمته: "الدولة منعتني من حقي البريدي، وقطعت رسائلي إلى بيتك خوفاً عن الأمن العام! اعذرني يا رضى يا ولدي، لأني غائب عن البيت منذ أربعة أشهر بدون مبرر لديك.. فطالما كنت في سراح مؤقت، وها آنذا في اعتقال بلا وقت".

وتابع: "يا ولدي إنهم لا يسلبون حريتي فقط، بل يسلبون مني حقي في محكمة وقاض ومحام وقانون… إنهم يسارعون إلى ذبحي على سنة "إن ذبحتم فأحسنوا الذبح". لهذا أطلقوا كلاب الصيد من رباطها تنهش في سمعتي وشرفي حتى قبل أن ينزل الحكم فوق رأسي". 


وأضاف بوعشرين:

"يا ولدي، لقد دفعوا صحفا ومواقع وتلفزات لتغرز أنيابها المسمومة في لحمي.. لكنها تحولت كلها إلى بغايا تعرض بضاعتها في السوق… لا تلتفت إليها يا ولدي، فليس فيها من الحقيقة سوى زمن الصدور وثمن البيع والفرق كبير بين الثمن والقيمة وبين الزمن والتاريخ"

وباح الإعلامي المعروف بمشاعره الإنسانية وحالته النفسية التي يعيشها حالياً في السجن: "يا ولدي إني أتكلم معك متكئاً على عصا أحزاني ومقاوماً لدموع تقفز من العين ولا تسيل على الخد.. لأول مرة أعرف أن الدمع يمكن أن يقفز من العين بدون سابق إعلام" (...) "كتبت مئات الآلاف من الجمل ونقشت ملايين الكلمات، وما شعرت بيدي ترتجف ولا عصبي يحترق.. لكن الكتابة إليك يا ولدي اليوم، تمرين شاق وعزف متوتر على حبال القلب". 

وتابع: "رضى يا ولدي يحزنني أنهم أخذوني منك بجريرة ما كتبت من آراء.. وها أنا الآن بلا رأي، وأنت بلا أب.. فهل هذا يدخل بعض السرور على قلوبهم القاسية؟.. وهل هذا يحل بعض مشاكلهم مع شعب يئن في صمت ويقاطع بضائع لأنه عاجز عن القطيعة مع زمن الخوف وكبت الحريات".

دلالات
المساهمون