رحيل إبراهيم نافع: خاض معركة قانون 93 وأسس مبنى النقابة

01 يناير 2018
إبراهيم نافع (فيسبوك)
+ الخط -
رحل الكاتب الصحافي المصري، إبراهيم نافع، نقيب الصحافيين الأسبق عن عمر يناهز 84 عامًا بعد صراع طويل مع المرض في أحد المستشفيات في دبي.

ارتبط نافع بنظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وأُدرج اسمه في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"هدايا الأهرام"، التي من المقرر أن تشهد جلسة محاكمة جديدة في فبراير/شباط المقبل، ويحاكم فيها 4 من رؤساء مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" السابقين من بينهم نافع، في اتهامهم بارتكاب وقائع تمثل إضرارًا بأموال المؤسسة بقيمة 268 مليونا و121 ألف جنيه.

وكان نقيب الصحافيين، عبد المحسن سلامة، قد تقدم بطلب إلى النائب العام، يطالب بتبسيط إجراءات التقاضي للكاتب الصحافي إبراهيم نافع، وتدخل النائب العام للسماح له بالعودة لمصر للمثول أمام القضاء دون احتجازه، نظرًا لظروف سنّه، حال دونها تعنُّت نافع في التصالح وتسديد المبالغ المستحقة عليه لإنهاء القضايا المنظورة ضده.

لكن على الرغم من الاختلافات السياسية والأيديولوجية مع نافع، الذي كان يعد أحد أباطرة نظام مبارك المخلوع في الصحافة، إلا أن دوره وأداءه وحرفته النقابية لا ينكرها أحد.

فقد ارتبط اسمه بالقانون 93 لعام 1995، الذي شهد معركة حاسمة بين مجلس نقابة الصحافيين عام 1995، امتدت لأكثر من عام ظلت خلاله الجمعية العمومية غير العادية في حالة انعقاد مستمر لمواجهة القانون الذي وضع قيوداً غير مسبوقة على الحريات الصحافية، واشتُهر بقانون حماية الفساد، لأنه تضمن تعديلات "تغليظ العقوبات في جرائم النشر، إلغاء ضمانة عدم الحبس الاحتياطي للصحافيين في جرائم النشر".

كما ارتبط اسمه بإنشاء مبنى النقابة الحالي، المسمى بقلعة الحريات في شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة.

ففي العاشر من ‏يونيو/حزيران عام‏ 1997 وبالتزامن مع ‏الاحتفال‏ ‏بيوم‏ ‏الصحافي، وُضع حجر الأساس الأول في مبنى نقابة الصحافيين المصرية بوسط العاصمة المصرية القاهرة، عقب سنوات من حلم تأسيس النقابة مقرا دائما لها، وانتهى العمل تماما بالمبنى والانتقال إليه في يوليو/تموز من عام 2002.

وشغل نافع منصب نقيب الصحافيين المصريين، لأكثر من دورة نقابية، لم يكن فيها تشكيل مجلس النقابة من قائمته أو من المحسوبين عليه، بل تضمن تشكيل مجلسه العديد من الأسماء النقابية المعارضة البارزة مثل رجائي الميرغني ومحمد عبد القدوس ويحيى قلاش ومجدي مهنا وصلاح عبد المقصود وعبدالعال الباقوري وحمدين صباحي ومجدي أحمد حسين، وأمينة شفيق.

وُلد نافع سنة 1934 بمحافظة السويس، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس، ثم انخرط في العمل الصحافي بعدة مؤسسات صحافية، حيث عمل بعد تخرجه بوكالة رويترز، ثم محررًا بالإذاعة، ثم محررًا اقتصاديا بجريدة الجمهورية ثم رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام، فمساعدًا لرئيس التحرير، فرئيسًا لتحرير الأهرام عام 1979 ثم رئيسا لمجلس الإدارة، ورئيسا للتحرير بالأهرام عام 1984.

شغل نافع منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام ورئيس تحريرها لسنوات طويلة، كما كان نقيباً للصحافيين لدورات متتالية.

ترأس نافع، الاتحاد العام للصحافيين العرب منذ عام 1996 حتى 2012، كما تولى منصب نقيب الصحافيين لـ6 دورات متتالية، وتمت إقالته من منصبه في رئاسة مجلس إدارة وتحرير الأهرام في يوليو/تموز 2005.

أجرى أحاديث صحافية مع العديد من الرؤساء والملوك ورؤساء الوزارات، وله مقالات كثيرة معنية بقضايا قومية وعالمية في مجال السياسة والاقتصاد.

ولنافع عدة مؤلفات منها (رياح الديمقراطية) و(سنوات الخطر) كما ترجم كتاب (شركاء في التنمية).


المساهمون