وصل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني، الجمعة، إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، مرفوقا بعدد من قيادات الحكومة المحلية في أربيل، وذلك بعد يوم واحد من لقاء جمع البارزاني بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بغداد.
ونقلت وسائل إعلام محلية ناطقة بالكردية في الإقليم، الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد منذ الغزو الأميركي للبلاد، بيانا لحكومة الإقليم قال فيه إن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني وصل، الجمعة، العاصمة التركية أنقرة للقاء المسؤولين الأتراك في زيارة رسمية، مؤكدا أنه التقى مع وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، على أن يلتقي بعد ظهر اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويرافق البارزاني كل من رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فوزي حريري، ومدير مكتب رئيس إقليم كردستان كريم شنكالي، ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم سفين دزيي، ومستشار رئيس الإقليم فلاح مصطفى.
وتعد هذه الزيارة الثانية من تولي البارزاني رئاسة الإقليم خلفا للرئيس السابق مسعود البارزاني، الذي تنحى عن المنصب عقب تداعيات تنظيم استفتاء انفصال الإقليم عن العراق نهاية عام 2017، حيث التقى البارزاني مع أردوغان في اجتماع موسع، ووصف الأخير البارزاني بأنه "ضيف خاص"، في إشارة لتحسن العلاقات بين الطرفين بالفترة الأخيرة.
صور من لقاء رئيس اقليم #كوردستان #نيجيرفان_بارزاني مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش اوغلو pic.twitter.com/vagsdEndmV
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) September 4, 2020
وفي هذا الإطار، قال مسؤول بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم لـ"العربي الجديد"، خلال اتصال هاتفي، إن الزيارة تتعلق بالعمليات العسكرية التركية في الإقليم، وإمكانية التوصل إلى حل ينهي تلك العمليات، كما سيتم بحث ملفات أخرى تجارية ومالية.
وأضاف أن الأتراك متحسسون من اجتماع القادة العراقيين، ومنهم البارزاني، مع الرئيس الفرنسي قبل يومين في بغداد، والتطرق لعمليات أنقرة العسكرية داخل الأراضي العراقية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وسيتم تناول الموضوع أيضا خلال الزيارة الحالية للمسؤول الأرفع بالإقليم إلى تركيا لـ"شرح وتوضيح الأمر لمنع تكون صورة مغايرة لدى الرئاسة التركية"، وفقا لتعبيره.
وكشف المتحدث ذاته عن أن نيجيرفان البارزاني "حريص على إدامة العلاقة مع أنقرة لوجود روابط اقتصادية وتجارية وسياسية وثيقة مع تركيا أهم من أي ملف آخر، خاصة وأن مسلحي حزب العمال يشكلون التهديد نفسه الذي يشكله على تركيا".
وتواصل القوات التركية عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية بعمق يصل إلى نحو 40 ميلومترا ضمن إقليم كردستان العراق، منذ نحو 80 يوما، ضمن عمليات أطلق عليها "مخلب النمر"، في السابع عشر من يونيو/ حزيران الماضي، بواسطة قوات برية خاصة تستهدف معاقل الحزب التقليدية داخل العراق، والذي ينفذ من خلالها اعتداءات داخل الأراضي التركية.
وتتركز العمليات البرية التركية في مناطق حفتانين وأطراف سوران وبلدة سيدكان ومنطقة برادوست والزاب، شمال وشرق دهوك بينما امتد القصف الجوي التركي إلى سنجار ومخمور وزمار والعمادية وكاني ماسي، على الحدود مع السليمانية، مختلفة خسائر كبيرة في صفوف مسلحي الحزب، وحققت نجاحا واضحا على مستوى المناطق الحدودية، حيث سجلت خسائر كبيرة بصفوف الحزب أجبرته على التراجع في مناطق كثيرة ومختلفة.