اختار الناخبون الأتراك، اليوم الأحد، مرشح حزب "العدالة والتنمية"، رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، رئيساً للجمهورية التركية، وذلك في أول انتخاب لرئيس الجمهورية عبر الاقتراع الشعبي المباشر.
وحصل أردوغان، على نحو 52 في المائة من الأصوات، بينما نال المرشح المشترك عن حزب "الشعب الجمهوري" وحزب "الحركة القومية"، كمال إحسان أوغلو، على نحو 38.5 في المائة، ومرشح حزب "الشعوب الديمقراطية" (ممثل الحركة القومية)، صلاح الدين دميرتاش، على 9.7 في المائة.
ورفع أردوغان، نسبة الأصوات التي حصل عليها إلى 52 في المائة، مقارنة مع ما حصل عليه الحزب، في الانتخابات البلدية في مارس/آذار الماضي، وهو 43 في المائة. غير أن الأرقام أوضحت أن أردوغان، لم يُضف أكثر من ربع مليون صوت، إذ حصل على عشرين مليوناً و758 ألف صوت، في الوقت الذي حصل فيه الحزب على عشرين مليوناً و520 ألف صوت في انتخابات مارس، التي بلغت نسبة المشاركة فيها 88 في المائة، في مقابل 74 في المائة في الانتخابات الرئاسية.
أما مرشح المعارضة المشترك، أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي أثار ترشيحه خلافاً كبيراً في قاعدة الحزبين المعارضين، فلم يحصل إلا على 38 في المائة، أي نحو 15 مليون صوت، مع خسارة خمسة ملايين ناخب، كانوا قد صوّتوا للحزبين المعارضين معا في الانتخابات البلدية، وحصلا وقتها على 43 في المائة من الأصوات.
واعتبر محللون أن "الأصوات التي خسرتها المعارضة، جاءت لأسباب عدة، أبرزها عدم مشاركة جزء من قاعدتها العلمانية والقومية في الانتخابات، لعدم رضاها بترشيح، إحسان أوغلو، للرئاسة وعدم رغبتها بالتصويت لأي من المرشحين الآخرين، كما أن قسما كبيرا من الناخبين يقضون العطلة الصيفية بعيدا عن مكان إقامتهم، مما منعهم من التصويت".
وساهمت الحملة الانتخابية لدميرتاش، التي قدّمته كمرشح تركي، أكثر منه مرشحا كرديا، شكلياً الحلّ للكثير من الناخبين اليساريين والعلمانيين، الذين لم يرغبوا بالتصويت لأي من المرشحين المحافظين.
ورأى المحللون، أن المنتصر الرئيسي هو دميرتاش، مقارنة بنتائج الانتخابات المحلية في 30 مارس/آذار الماضي، إذ لم يحصل كل من حزب "السلام والديمقراطية" وحزب "الشعوب الديمقراطية"، مجتمعين على أكثر من 6.61 في المائة من الأصوات، ليحصل الآن دميرتاش، على 10 في المائة من الأصوات، ويضيف المليون صوت على الرقم الذي حصل عليه ممثلو "الحركة القومية" الكردية في الانتخابات المحلية.
وبالنظر إلى الولايات التي حقق فيها المرشحون الأغلبية، لم يُلاحظ أي تغيير كبير، بالنسبة لدميرتاش، فقد حافظ حزب "الشعوب الديمقراطية"، على السيطرة على الولايات الجنوبية الشرقية، ذات الأغلبية الكردية، إضافة إلى ولاية تونجلي (ديرسيم)، باستثناء ولاية تبليس، التي خسرها لصالح أردوغان هذه المرة.
أما أحزاب المعارضة فقد خسرت جميع الولايات، التي كانت قد حصلت عليها في ساحل البحر الأسود، لصالح أردوغان في الانتخابات المحلية السابقة، باستثناء أنطاليا، وأبقت سيطرتها على ولايات ساحل بحر مرمرة والبحر الأبيض المتوسط، ليسيطر أردوغان على باقي الولايات التركية أي 53 ولاية من أصل 81 ولاية.