"في لبنان يجري تقييم النواب بالتعازي والأفراح والخدمات، ونحن في حزب الله ليس لدينا نساء لهذه الوظيفة".
لا أعرف إذا كنت وحدي من لم يفهم هذه الجملة، أم أنها صيغت بطريقة تظهر أكثر من معنى. من يسمع هذه الجملة، يظن أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لديه تحفظات على دور النائب في لبنان، وأنه يستنكر اقتصار دوره على البروز في الحيز العام والقيام بالواجبات الاجتماعية والخدماتية والتنموية. أم أن هذا هو مفهومه ربما لدور النائب؟ لا نعرف، لأنه حين تكمل الجملة بـ"نحن ليس لدينا نساء لهذه الوظيفة"، بتلك النبرة الأبوية والذكورية، فإنها تستنكر أن تشارك النساء في "هذا المستوى من العمل السياسي".
جاءت هذه الجملة على لسان الأمين العام لحزب الله، خلال مقابلة تلفزيونية على قناة "الميادين"، أوائل الشهر الحالي، وذلك في نقاش له حول الكوتا النسائية. ويتبين، حين يكمل وجهة نظره حول الكوتا النسائية، أن لديه مفهوماً أوسع لدور النائب في البرلمان اللبناني، وأنه يأسف لمفهوم العمل النيابي الحالي في لبنان.
حمّل نصر الله دعاة الكوتا النسائية مسؤولية تغيير مفهوم العمل النيابي "وتصحيح ما أُفسد والعودة بالنائب إلى دوره الطبيعي كعضو لجان وتشريع" قبل أن تشارك النساء في البرلمان. بالرغم من "حصّته" في الكعكة السياسية، عزل حزب الله نفسه إذاً عن مسؤولية الإصلاح السياسي والنيابي، وحمّل النساء والمطالبين بالكوتا النسائية مسؤولية معالجة الفساد السياسي. وندور حول أنفسنا حين نجد، بحسب هذا المنطق، أن النساء لن تدخل المعترك السياسي ما لم يتم تنزيهه، وتنزيهه يجب أن يتم من قبل النساء أو من المطالبين بالكوتا النسائية.
لكن والحق يُقال، فإن الأيديولوجية الدينية ليست وحدها هي محرّك النظرة الدونية للنساء. ففي حديث خاص مع أحد كتاب سيناريو الدراما المعروفين في لبنان، فإنه يتحفنا بأن الكوتا النسائية هي مطلب ذكوري بحت، لأنه وبنظره، تُحدّ النساء بعدد من المقاعد (قد يصل إلى 33% من إجمالي المقاعد كحد أدنى). هل هذه التصريحات جدية فعلاً؟ هل تنبع من منطق ما أم أنه ضيق الأفق والعمى الذكوري وحسب؟
*ناشطة نسوية
اقــرأ أيضاً
لا أعرف إذا كنت وحدي من لم يفهم هذه الجملة، أم أنها صيغت بطريقة تظهر أكثر من معنى. من يسمع هذه الجملة، يظن أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لديه تحفظات على دور النائب في لبنان، وأنه يستنكر اقتصار دوره على البروز في الحيز العام والقيام بالواجبات الاجتماعية والخدماتية والتنموية. أم أن هذا هو مفهومه ربما لدور النائب؟ لا نعرف، لأنه حين تكمل الجملة بـ"نحن ليس لدينا نساء لهذه الوظيفة"، بتلك النبرة الأبوية والذكورية، فإنها تستنكر أن تشارك النساء في "هذا المستوى من العمل السياسي".
جاءت هذه الجملة على لسان الأمين العام لحزب الله، خلال مقابلة تلفزيونية على قناة "الميادين"، أوائل الشهر الحالي، وذلك في نقاش له حول الكوتا النسائية. ويتبين، حين يكمل وجهة نظره حول الكوتا النسائية، أن لديه مفهوماً أوسع لدور النائب في البرلمان اللبناني، وأنه يأسف لمفهوم العمل النيابي الحالي في لبنان.
حمّل نصر الله دعاة الكوتا النسائية مسؤولية تغيير مفهوم العمل النيابي "وتصحيح ما أُفسد والعودة بالنائب إلى دوره الطبيعي كعضو لجان وتشريع" قبل أن تشارك النساء في البرلمان. بالرغم من "حصّته" في الكعكة السياسية، عزل حزب الله نفسه إذاً عن مسؤولية الإصلاح السياسي والنيابي، وحمّل النساء والمطالبين بالكوتا النسائية مسؤولية معالجة الفساد السياسي. وندور حول أنفسنا حين نجد، بحسب هذا المنطق، أن النساء لن تدخل المعترك السياسي ما لم يتم تنزيهه، وتنزيهه يجب أن يتم من قبل النساء أو من المطالبين بالكوتا النسائية.
لكن والحق يُقال، فإن الأيديولوجية الدينية ليست وحدها هي محرّك النظرة الدونية للنساء. ففي حديث خاص مع أحد كتاب سيناريو الدراما المعروفين في لبنان، فإنه يتحفنا بأن الكوتا النسائية هي مطلب ذكوري بحت، لأنه وبنظره، تُحدّ النساء بعدد من المقاعد (قد يصل إلى 33% من إجمالي المقاعد كحد أدنى). هل هذه التصريحات جدية فعلاً؟ هل تنبع من منطق ما أم أنه ضيق الأفق والعمى الذكوري وحسب؟
*ناشطة نسوية