يمكن وضع خط زمني للتيمات المتغيرة في أفلام الرعب، وكيف يسود كل عدة عقود عنصر معين في أغلب الأفلام.
في العشرينيات كانت الأفلام التعبيرية الألمانية، من الثلاثينيات للخمسينيات هي أفلام الرعب القوطي والشخصيات الكلاسيكية المستوحاة من الأدب مثل "فرانكنشين" و"دراكولا"، في الستينيات أصبح هناك رعب الأماكن المعزولة والأرواح الشريرة والشياطين المولودة من بشر، في السبعينيات والثمانينيات سادت أفلام الـ "زومبي"، والعائدين من الموت.
مع التسعينيات حدثت تغيرات كبرى، المزاج العام للجمهور صار "أنضج"، هناك ملل وعدم تقبل لنفس الحكايات القديمة، وكان على الأفلام أن تواكب التطور -التقني والثقافي- لصنع رعب مختلف، يمكن تسميته "رعب الإيهام بالواقع".
هناك 4 أفلام مهمة تشكل علامات فارقة في هذا الجانب، أولها ينتمي للفكرة من بعيد، والثلاثة الآخرون هم جوهرها.
الفيلم الأول هو Scream، إخراج ويس كرافين عام 1996، في هذا الفيلم يحدث لأول مرة شيء مختلف في أفلام الرعب، وهو أن يكون المُلاحِق/القاتل/مصدر الخوف الرئيسي هو شخص عادي، مجرد شاب صغير يرتكب جرائم بقناع مستوحى من لوحة "الصرخة". هذا التغيير الكبير، قرب الفيلم من الواقع، من حياة الشباب الأميركيين العادية، كان المصدر الأساسي للرعب، أن هذا الذي يحدث على الشاشة يمكن أن يحدث لنا، كسر تلك المسحة الأسطورية اللا معقولة الموجودة دائماً في أفلام الزومبي أو الوحوش أو الأشباح.
بعد ذلك، ومع نهاية الألفية في 1999، قدم الكاتبان والمخرجان "إدواردو سانشيز" و"دانيال ميريك" تجربة شديدة الثورية تليق بدخول ألفية ثالثة، في فيلمهم The Blair Witch Project، الذي يؤسس فعلاً لفكرة "الإيهام بالواقع والحقيقة".
الفيلم يصور بكاميرا فيديو Hi-8 غير احترافية، مع لقطات أبيض وأسود بكاميرا 16 مللي، يفترض أن تلك الكاميرات هي التي يستخدمها ثلاثة من طلبة السينما، قرروا تصوير فيلم وثائقي في غابة وعن أسطورة الساحرة المحلية "بلير"، والفيلم يعرض الشرائط التي تركوها وراءهم بعد أن نعرف أنهم قد ماتوا.
الشخصيات تقوم بأدوارها الحقيقية، المشاهد تسجيلية بكاميرا فيديو، الرعب هو أن هذا حدث بالفعل، تلك كانت خدعة الفيلم الذي تماهى مشاهدوه معه بشكل كلي، وظنوا أنهم يشاهدون اللحظات الأخيرة في حيوات هؤلاء.
بالطبع كان الفيلم ممثلاً، ولكن عدم معرفة الجمهور بذلك كان لها أثر عظيم واستثنائي، صار وقتها أنجح فيلم في تاريخ السينما بمقارنة عائداته بتكلفة إنتاجه، حيث لم يتكلف أكثر من 60 ألف دولار، وجلب في المقابل 248 مليون دولار حول العالم، في نجاح تاريخي لم يحدث من قبل. وفنياً كان ملهماً جداً في ما يخص كسر الحاجز بين (الحقيقية) و(الخيال) في السينما، وخصوصاً في أفلام الرعب.
بعد ذلك بـ8 سنوات صدر فيلمان في عام 2007، كلاهما اتبعا الطريقة ذاتها في الإيهام بالواقع. الأول هو Paranormal Activity، الذي يبدأ كأي كلاسيكية رعب عن زوجين ينتقلان إلى منزل جديد تحدث فيه أشياء غريبة مثيرة للرعب، ولكن الشيء المهم في الفيلم هو أنه يصور بالكامل تقريباً من كاميرا المراقبة الليلية لحياتهم.
أما الفيلم الأخير فهو Rec، إنتاج إسباني عام 2007، يقدم باعتباره "مادة مصورة تبقت من كاميرامان ومذيعة بعد ليلة كابوسية في مبنى سكني غامض"، وتصور تلك المادة المذيعة "أنجيلا فيدال" ومساعدها حامل الكاميرا في ليلتهم الأخيرة، حيث ذهبوا لتغطية حريق في منزل مهجور لبرنامجهما "يحدث بينما تكون نائماً"، قبل أن تبدأ أشياء غريبة في الحدوث، وتنتهي بشكل مأساوي.
هذه الأفلام، وغيرها من أفلام أو أجزاء ثانية أو إعادات إنتاج، تأثرت بها، تشير إلى أن أنجح أفلام الرعب خلال العقدين الأخيرين كانت تلك التي تجعل المشاهد يشعر أن هذا الرعب حقيقي فعلاً، ولا يستطيع الهرب بكونه "يحدث فقط في السينما"، الأسلوب الوثائقي وكاميرات الفيديو المحمولة كانتا أساس الخدعة.. خدعة الإيهام بالواقع.
في العشرينيات كانت الأفلام التعبيرية الألمانية، من الثلاثينيات للخمسينيات هي أفلام الرعب القوطي والشخصيات الكلاسيكية المستوحاة من الأدب مثل "فرانكنشين" و"دراكولا"، في الستينيات أصبح هناك رعب الأماكن المعزولة والأرواح الشريرة والشياطين المولودة من بشر، في السبعينيات والثمانينيات سادت أفلام الـ "زومبي"، والعائدين من الموت.
مع التسعينيات حدثت تغيرات كبرى، المزاج العام للجمهور صار "أنضج"، هناك ملل وعدم تقبل لنفس الحكايات القديمة، وكان على الأفلام أن تواكب التطور -التقني والثقافي- لصنع رعب مختلف، يمكن تسميته "رعب الإيهام بالواقع".
هناك 4 أفلام مهمة تشكل علامات فارقة في هذا الجانب، أولها ينتمي للفكرة من بعيد، والثلاثة الآخرون هم جوهرها.
الفيلم الأول هو Scream، إخراج ويس كرافين عام 1996، في هذا الفيلم يحدث لأول مرة شيء مختلف في أفلام الرعب، وهو أن يكون المُلاحِق/القاتل/مصدر الخوف الرئيسي هو شخص عادي، مجرد شاب صغير يرتكب جرائم بقناع مستوحى من لوحة "الصرخة". هذا التغيير الكبير، قرب الفيلم من الواقع، من حياة الشباب الأميركيين العادية، كان المصدر الأساسي للرعب، أن هذا الذي يحدث على الشاشة يمكن أن يحدث لنا، كسر تلك المسحة الأسطورية اللا معقولة الموجودة دائماً في أفلام الزومبي أو الوحوش أو الأشباح.
بعد ذلك، ومع نهاية الألفية في 1999، قدم الكاتبان والمخرجان "إدواردو سانشيز" و"دانيال ميريك" تجربة شديدة الثورية تليق بدخول ألفية ثالثة، في فيلمهم The Blair Witch Project، الذي يؤسس فعلاً لفكرة "الإيهام بالواقع والحقيقة".
الفيلم يصور بكاميرا فيديو Hi-8 غير احترافية، مع لقطات أبيض وأسود بكاميرا 16 مللي، يفترض أن تلك الكاميرات هي التي يستخدمها ثلاثة من طلبة السينما، قرروا تصوير فيلم وثائقي في غابة وعن أسطورة الساحرة المحلية "بلير"، والفيلم يعرض الشرائط التي تركوها وراءهم بعد أن نعرف أنهم قد ماتوا.
الشخصيات تقوم بأدوارها الحقيقية، المشاهد تسجيلية بكاميرا فيديو، الرعب هو أن هذا حدث بالفعل، تلك كانت خدعة الفيلم الذي تماهى مشاهدوه معه بشكل كلي، وظنوا أنهم يشاهدون اللحظات الأخيرة في حيوات هؤلاء.
بالطبع كان الفيلم ممثلاً، ولكن عدم معرفة الجمهور بذلك كان لها أثر عظيم واستثنائي، صار وقتها أنجح فيلم في تاريخ السينما بمقارنة عائداته بتكلفة إنتاجه، حيث لم يتكلف أكثر من 60 ألف دولار، وجلب في المقابل 248 مليون دولار حول العالم، في نجاح تاريخي لم يحدث من قبل. وفنياً كان ملهماً جداً في ما يخص كسر الحاجز بين (الحقيقية) و(الخيال) في السينما، وخصوصاً في أفلام الرعب.
بعد ذلك بـ8 سنوات صدر فيلمان في عام 2007، كلاهما اتبعا الطريقة ذاتها في الإيهام بالواقع. الأول هو Paranormal Activity، الذي يبدأ كأي كلاسيكية رعب عن زوجين ينتقلان إلى منزل جديد تحدث فيه أشياء غريبة مثيرة للرعب، ولكن الشيء المهم في الفيلم هو أنه يصور بالكامل تقريباً من كاميرا المراقبة الليلية لحياتهم.
أما الفيلم الأخير فهو Rec، إنتاج إسباني عام 2007، يقدم باعتباره "مادة مصورة تبقت من كاميرامان ومذيعة بعد ليلة كابوسية في مبنى سكني غامض"، وتصور تلك المادة المذيعة "أنجيلا فيدال" ومساعدها حامل الكاميرا في ليلتهم الأخيرة، حيث ذهبوا لتغطية حريق في منزل مهجور لبرنامجهما "يحدث بينما تكون نائماً"، قبل أن تبدأ أشياء غريبة في الحدوث، وتنتهي بشكل مأساوي.
هذه الأفلام، وغيرها من أفلام أو أجزاء ثانية أو إعادات إنتاج، تأثرت بها، تشير إلى أن أنجح أفلام الرعب خلال العقدين الأخيرين كانت تلك التي تجعل المشاهد يشعر أن هذا الرعب حقيقي فعلاً، ولا يستطيع الهرب بكونه "يحدث فقط في السينما"، الأسلوب الوثائقي وكاميرات الفيديو المحمولة كانتا أساس الخدعة.. خدعة الإيهام بالواقع.