خارطة المليشيات في السويداء: 8 للنظام و4 للطائفة

11 يونيو 2015
مليشيات السويداء تابعة للنظام أو الطائفة (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

بدأ ضعف جيش النظام السوري ينعكس على فقدان سيطرته على الأوضاع ضمن المناطق الخاضعة له، لتحل محله تدريجياً المليشيات التي أسست كتشكيلات رديفة له؛ قبل أن تظهر المليشيات الطائفية والمناطقية غير المرتبطة بالجيش، من ناحية التنسيق أو التسليح؛ وبما أنّه في موقع الضعيف، يتعامل النظام مع هذه المليشيات كأمر واقع، وفي كثير من الأحيان يحاول التقرب منها والتنسيق معها أو ربطها بتفاهمات لصالحه.

محافظة السويداء نموذج للمنطقة التي تحكمها المليشيات وتتحكم بشؤونها الخدمية. وتتوزع هذه المليشيات بين تلك التي شكلها النظام، وتلك التي تشكّلت على أسس طائفية.

تضم محافظة السويداء نحو ثمانية فصائل رئيسية من مليشيات النظام وأربعة فصائل من المليشيات الطائفية، بالإضافة إلى مجموعات صغيرة من الفصائل التي تم تشكيلها على أساس طائفي أو مناطقي، بهدف الدفاع عن المدن والبلدات في المحافظة.

مليشيات النظام

ولعل مليشيا "الدفاع الوطني" أو "اللجان الشعبية" (الشبيحة) أهم المليشيات التي شكّلها النظام. وتضم حوالي خمسة آلاف مسلّح، سواء سلاحاً خفيفاً أو متوسطاً (دوشكا، قذائف آر بي جي، السيارات العسكرية المدرعة، وغيرها). وهي على علاقة وطيدة وتنسيق دائم مع فروع الأمن المختلفة وجيش النظام. يتعامل معظم أفرادها بسلطة مطلقة وصلت حدودها إلى تحدي المحافظ وأمين فرع الحزب، وذلك عند محاولة فك الحصار عن اعتصام لنقابة المحامين في السويداء. غالبيتهم من "البلطجية"، ينشرون الرعب اجتماعياً، ولذلك هم غير محبوبين.

اقرأ أيضاً: رحلة المليشيات السورية من الدفاع الوطني إلى "الأمن الذاتي" 

وتعتبر "فصائل البعث" الفصيل الثاني من حيث الأهمية من ضمن مليشيات النظام، يتجاوز عدد أفرادها أربعة آلاف شخص. علاقتهم المباشرة مع فرع الحزب في السويداء، وتم تشكيلها من خلال الشعب الحزبية. وهم مسلحون من قبل النظام بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

أما جمعية البستان فهي مليشيا تمولها جمعية "البستان" التي يديرها رامي مخلوف، وزوجة عصام زهر الدين. تقلص عدد أفرادها إلى حوالي  150 شخصا، وهم مسلحون بأسلحة خفيفة ومتوسطة. يقودهم نزيه جربوع، ابن شيخ عقل الطائفة السابق.

ودخل حزب الله اللبناني على خط تشكيل مليشيا تابعة للنظام هي مليشيا حزب الله السوري، عددهم غير معروف؛ ذلك أن سياسة هذه المليشيا تقوم على تنظيم الشبان ضمنها وإعطائهم رواتب، وإبقائهم في بيوتهم إلى حين الحاجة كخلايا نائمة. الظاهر منهم حوالي 100 شخص بزعامة العقيد الطيار المتقاعد جمال الحلبي. يتميزون بالتدريب العالي، الذي جرى في معسكرات في إيران وسورية. يسمون بقوات "الكوموندس"، وهم مسلحون بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

المليشيا الخامسة التابعة لقوات النظام هي مليشيا سمير القنطار. كان يديرها ويمولها سمير القنطار بشكل مباشر. ولم يبق منها الآن أكثر من 60 فرداً مسلّحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة وهي مليشيا قريبة من حزب الله.

كما يوجد مليشيا باسم "درع السويداء" يعدّون بالعشرات، وهم جماعات تعمل بأسماء حركية، وزعماؤهم غير معروفين. 

ويوجد أيضاً مليشيا حزب "التوحيد"، وتعدّ نحو 100 شخص يتبعون لوئام وهاب زعيم الحزب ويتم تمويلهم عن طريقه. كان عددهم أكبر بكثير، ولكنهم تقلّصوا بعد إغلاق مكاتب وئام وهاب في المحافظة. وهم مسلّحون أيضاً بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

ولدى الحزب القومي الاجتماعي السوري مليشيا تابعة للنظام، كانت أعدادهم بالمئات، ولكنهم تقلصوا في الفترة الأخيرة ليصل عددهم إلى حوالي 60 شخصاً، مسلّحون بأسلحة خفيفة وبعض الأسلحة المتوسطة.

المليشيا الثامنة والأخيرة هي "لبيك يا سلمان"؛ وهي مجموعة صغيرة وغير مقبولة بين الناس بحسب العديد من المصادر، ومدعومة من إيران مباشرة. 

المليشيات الطائفية (الأجاويد)

مع تنامي نفوذ المليشيات التابعة للنظام، بدأت تتشكّل مليشيا طائفية هدفها حماية الطائفة، بعضها تشكّل بدعم من النظام، ومنها ما هو ظاهر ويعمل بشكل علني، ومنها ما يعمل على شكل خلايا نائمة.

وأهم هذه المليشيات هي "شيوخ الكرامة"، التي تعد نحو 2000 شيخ بزعامة وحيد البلعوس. وهي قوة ظاهرة على العلن بأيدولوجيا طائفية. وقد حصلت بعض الصدامات بينها وبين قوات النظام على خلفية اعتقال النظام أكثر من مرة لأحد أفراد الجماعة. كما هاجم أفراد من هذه المليشيا خيمة الانتخابات الرئاسية، وحطمتها بالكامل بعد استخدام الأمن في الاحتفالات لامرأة تلبس الزي الشعبي، وترقص في الخيمة احتفالاً بانتخاب بشار الأسد. وهم مسلحون بأسلحة خفيفة وعتاد كامل لكل عنصر من عناصرها، إضافة إلى الأسلحة المتوسطة والعربات المصفحة. ويأتي تمويل هذه المجموعة من التبرعات المحلية من داخل المحافظة، إضافة إلى تمويل خارجي من المغتربين الدروز خصوصاً في لبنان. ويصلهم السلاح من لبنان في كثير من الأحيان.

أما المليشيا الثانية الطائفية فهي "جماعة بشنق"، وهي مجموعة غير ظاهرة للعلن حتى الآن. ويبلغ عدد عناصرها حوالي 3000 شخص، يتبعون لقيادة جماعية، ويأتي اسم الجماعة من شيخ قديم كان له حضور ديني سابق. قاموا بتصنيع "الدوشكا" محلياً، ويملكون صواريخ خفيفة وقذائف "آر بي جي" ومصفحات. يصلهم التمويل من مشايخ المحافظة إضافة إلى تمويل خارجي من مغتربي المحافظة.

ويوجد مليشيا تتبع لشيخ عقل الطائفة الحالي يوسف جربوع، تعرف باسم "مليشيا يوسف جربوع"، وتعد ما بين  800 و1000 شخص، مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، بتمويل محلي من داخل المحافظة فقط، وهي مليشيا طائفية قريبة من النظام.

أما المليشيا الرابعة فهي "عمار بن ياسر"، غير معروفة العدد وتضم مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ومعظمهم من المتطرفين دينياً. وتعمل جميع المليشيات الطائفية التي تظهر في العلن تحت راية وحيد البلعوس.

"درع الوطن"

ويسعى النظام حالياً إلى تشكيل ما يسمى بـ "درع الوطن"، من خلال دعوة جميع المليشيا للانخراط فيه، ويحاول التنسيق حتى مع المليشيات الطائفية لتكون جزءا منه. وذلك بعد فشله في تشكيل "الحشد الشعبي" على غرار العراق. ويريد من وراء هذا التشكيل ضم مدنيين وعسكريين بالإضافة إلى  المتخلفين عن الجيش والفارين، والذين يبلغ عددهم نحو 22 ألفاً في محافظة السويداء، في فصيل واحد.

ويطرح النظام العقيد المتقاعد، نايف العاقل، لقيادة هذا التحالف كونه شخصية معروفة، ولديه حظوة في السويداء؛ علما أن العاقل كان رفض استلام "الحشد الشعبي" من قبل.

اقرأ أيضاً: خريف جيش النظام السوري وربيع المليشيات

المعارضة

وبالنسبة لفصائل المعارضة في محافظة السويداء، سبق أن كان هناك كتيبة تحمل اسم "كتيبة سلطان الأطرش"، وتعمل مع فصائل الجيش الحر في درعا. لكنها حوربت من مختلف الجهات حتى من القيادة العسكرية للجيش الحر، إضافة لـ "جبهة النصرة"، بحيث تم التضييق على عناصرها وإنهائها بقطع الإمداد عنها؛ مما أدى إلى انسحابها وخروج معظم عناصرها إلى الأردن.