في حيِّنا القديم
منارةُ المسجدِ هَوَتْ
من حجارتِها
صَنَعَ الجندُ متاريسَ مهيبةً
والقُبّةُ الفضّيّةُ ثُقِبَتْ
مثلَ غربالٍ قديم
لا تعبره دعوات الفقراء
ولا قمحٌ منه يهطلُ
فوق أَكُفِّ الجياعِ العالية
...
والوردُ على سجاَدةِ الصّلاةِ
ذبُل
نفضتْها أرملةٌ شهيَّة
وغطّتْ بها طفلةً عارية
..
الشيخُ الحليمُ
بلحيتهِ الوقورة اختفى
إذ مسّ بحنانٍ
الهلالَ المكسورَ
...
بائعُ الفاكهةِ أيام الجُمع
جمع دَمعَهُ
وركِبَ البحرَ مثلي
بخوخةٍ في كلِّ جيبٍ
نجوت أنا لأكتب
هذه القصيدة الرديئة
وغاص هو ليصطاد النسيان
بينما
طافتِ الخوختانِ كعينينِ
لا تنامان
...
الآنَ الخامسة فجراً
جرسُ الكنيسةِ رنّ بوقارٍ
لكنّي لمْ أسمعْ
غير صوت المؤذّنِ الحزينِ
ينادي
حيَّ على الفلاحِ
حيّ على الفلاحِ
* شاعر من سورية