حفتر منزعج من تراجع دعم حلفائه ويلوّح بتهديد "الأمن المصري"

10 نوفمبر 2018
حفتر منزعج من الحصار السياسي على معسكره (Getty)
+ الخط -
كشف مصدر برلماني من طبرق، عن انزعاج اللواء المتقاعد خليفة حفتر، من الحصار السياسي الذي يعانيه معسكره في شرق ليبيا، وسط تراجع حلفائه الإقليميين والدوليين، عن دعم مساعيه العسكرية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم التعريف باسمه، لــ"العربي الجديد"، إنّ حفتر وصل إلى حد تهديد حلفائه العرب، لا سيما في القاهرة، بتخليه عن بعض خططه العسكرية الرامية لتقويض قوة العناصر المسلحة المنتشرة في جنوب وجنوب شرق ليبيا، والتي تشكّل تهديداً للأمن القومي لمصر.

وأوضح المصدر، أنّ إحاطة المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، أمام أعضاء مجلس الأمن، الخميس الماضي، شكّلت ضربة موجعة لحفتر، لا سيما أنّها كشفت عن إصرار دولي لإخضاع حفتر لسلطة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقيادة فايز السراج، في خطوة لتحجيم مساعيه العسكرية.

ولفت المصدر إلى أنّ حفتر "بدأ يدرك أن حلفاء إقليميين ودوليين، لا يريدون إقصاءه ولا يرغبون في الوقت عينه في دعم مساعيه العسكرية، الساعية للانفراد بحسم المسألة الليبية عسكرياً.

وتابع المصدر بالقول إنّ "حفتر لا يرغب في أن يكون له شركاء في قيادة المؤسسة العسكرية، وهذه الرغبة يبدو أنّ داعميه لم يعودوا يؤيدونها بشكل كبير".

وفي الوقت عينه، أعرب المصدر عن اعتقاده بأنّ "أطرافاً دولية ستتعامل مع حفتر بحرفية ودبلوماسية، من خلال الطلب من بعثة الأمم المتحدة، توسيع دائرة تطبيق الترتيبات الأمنية خارج طرابلس وتحديداً في مدن شرق ليبيا التي تخضع لسيطرة حفتر".

وأشار المصدر إلى أنّ "الفرصة مؤاتية لهذا الطلب على اعتبار أنّ العديد المدن لم تعد في قبضة حفتر، فيما هناك حالة سخط في بنغازي وطبرق، ضد إجراءاته العسكرية والأمنية".

كما ذكّر المصدر بأنّ "سلامة عكس في إحاطته، إجماع الأطراف الدولية كما يبدو، على تأجيل الانتخابات الليبية إلى سبتمبر/أيلول 2019، مما يعني استمرار حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي بقيادة السراج حالياً".

ولفت إلى أنّ "عقد المؤتمر الوطني الجامع للأطياف الليبية، مطلع العام المقبل، سيهدّد وجود الكيانات السياسية في المشهد الليبي الحالي، وعلى رأسها مجلس النواب؛ وهو الجسم السياسي الوحيد الذي اتهمه سلامة بعرقلة الوفاق السياسي، مما يعني أنّ مساعي حفتر لتقريب مجلس النواب في طبرق، من مجلس الدولة، بهدف إقصاء السراج، واستبدال مجلسه الرئاسي بآخر، لن تجدي نفعاً"، بحسب المصدر.


وقال إنّه "لم يبق لحفتر من مؤيديه سوى موسكو التي تتعامل معه وفق مصالحها، ولم تعلن عن دعمها له بشكل مباشر، وهو يعرف جيداً أنّ حلفاءه السابقين كدولة الإمارات لم يعودوا متحمسين له وفضلوا الصمت إزاء الاحداث السياسية الأخيرة".

وأوضح أنّ "القاهرة ترغب في الحفاظ على حفتر لحماية مصالحها الأمنية على الحدود، لكنها لا ترى مصلحة لها في مناوءة حكومة الوفاق، بل إنّها سعت للتصالح معها، وإقناع حفتر بالموافقة على الاندماج في مؤسسة عسكرية بقيادته، تحت سلطة حكومة الوفاق".

ولفت المصدر إلى أنّ "حفتر بدأ، في الآونة الأخيرة، البحث عن مخارج؛ من بينها الاتصال بالاتحاد الأفريقي، من خلال رسالة نقلها وفد عسكري، الأسبوع الماضي، إلى رئيس الاتحاد طالباً فيها دعمه، قبل أن يلجأ لروسيا، للتخفيف من وطأة نتائج مؤتمر باليرمو المرتقب، على أوضاعه".

وتوافق قادة ليبيا، على مقترح للحكومة الإيطالية، بشأن رؤيتها لحلّ الأزمة الليبية، وعلى طرحه خلال جلسات مؤتمر باليرمو المرتقب، الذي سيعقد يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.

ونجحت إيطاليا، في إقناع الأطراف الليبية، بضرورة مناقشة تأجيل الانتخابات إلى سبتمبر/أيلول 2019، فيما ستتم أيضاً خلال المؤتمر مناقشة الظروف الأمنية.

وتحدّث البرلماني عن "شعور حفتر بحصار خارجي، وإمكانية عدم إسعاف روسيا لأوضاعه، في وقت يتزايد فيه الرفض الشعبي لمساعيه، خصوصاً أنّ القبائل في شرق ليبيا لم تعد هي الأخرى راغبة في تقديم المزيد من المقاتلين من أبنائها لدعم حروبه، لا سيما بعد فشله في التمدد جنوباً".

وأضاف أنّ "مجلس النواب في طبرق يبدو أنّه يتجه للانفصال عن حفتر، فيما رئيسه عقيلة صالح بدأ يشكّل جبهة مع رئيس الأركان عبد الرزاق الناظوري الذي أصبح شبه مستقل عسكرياً، ويمكن أن يعلنا عن تخلّيهما عن حفتر في أي وقت".


وأرجع المصدر البرلماني، الوضع الحالي لحفتر، إلى رفض الأخير المشاركة في قيادة العسكر ورغبته بالتفرّد بهذا المنصب، إبان رجوعه من باريس، إثر اختفائه فيها بحجة المرض وتلقي العلاج، في إبريل/نيسان الماضي".

وأوضح المصدر، أنّ " العديد من حلفاء حفتر شددوا، في حينها، على ضرورة وجود مساعدين عسكريين له؛ من بينهم اللواء عبد السلام الحاسي، غير أنّه رفض بشدة، وشنّ هجوماً على عدد من ضباط قواته واعتقل الكثيرين منهم؛ وبعضهم لا يزال مغيّباً في سجونه".

واعتبر أنّ "تلك الأحداث، شكّلت نقطة تحوّل في طريقة تعامل حلفائه معه، أبرزها تخلّي فرنسا عنه، وذهابها لعقد اتصالات مع أطراف مسلحة في الغرب الليبي، لا سيما في مصراته، حيث استقبلت وفداً عسكرياً رفيعاً منها، الخميس الماضي".

كما حاولت القاهرة، معالجة أوضاع حفتر، من خلال لقاءات مع ضباط الجيش، غير أنّ حفتر بقي مصرّاً على رغبته الانفراد بالقرار العسكري، وفق المصدر، خاتماً بالقول إنّه "على حفتر القبول بالشكل الجديد الذي سيقرّره له المجتمع الدولي، أو أن يتوقع إزاحته تدريجياً عن المشهد في ليبيا".

المساهمون