حصيلة ضحايا تسونامي إندونيسيا ترتفع لـ281 قتيلاً وفرق الإنقاذ تبحث عن ناجين

24 ديسمبر 2018
B9EFE4E8-674E-48A7-B677-7A085AD9B988
+ الخط -

تبذل فرق الإنقاذ، اليوم الإثنين، جهودا حثيثة للعثور على ناجين من التسونامي الذي أودى بحياة أكثر من 281 شخصاً في إندونيسيا، بينما يحذر الخبراء من خطر موجات كبيرة من المد البحري بسبب النشاط البركاني.

وتحاول فرق الإنقاذ المزودة بحفارات ومعدات ثقيلة أخرى، رفع الأنقاض بينما تم إجلاء آلاف الأشخاص إلى المرتفعات. ويعمل بعض المنقذين بأيديهم.

وكان التسونامي قد ضرب فجأة، مساء السبت، سواحل مضيق سوندا الذي يفصل بين جزيرتي سومطرة وجاوة. وأدت الكارثة إلى سقوط 281 قتيلا وأكثر من ألف جريح إلى جانب 57 مفقودا، حسب حصيلة جديدة يتوقع أن ترتفع.

وقال الناطق باسم الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، سوتوبو بوروو نغروهو، إن "عدد الضحايا سيستمر في الارتفاع". وضرب المد البحري السواحل الجنوبية لسومطرة والساحل الغربي لجاوة وجرف مئات المباني. وقد حدث بعد ثوران بركان آناك كراكاتوا.

وخلفت الموجة الهائلة دمارا من أشجار اقتلعت وأسقف انهارت وألواح خشبية وحطام من قطع متنوعة. وينتشر الحطام على شاطئ كاريتا، الوجهة السياحية على الساحل الغربي لجاوة. وقال المسؤول في الوكالة نفسها، دودي روسواندي، إن "الجيش والشرطة يمشطون الدمار بحثا عن ضحايا". ويفترض أن تستمر عمليات الإغاثة أسبوعا.

وفي قرية سوكارامي المدمرة، تخوض سونارتي (61 عاما)، في المياه في محاولة لاستعادة ما تستطيع من منزلها المدمر، وتنتظر وصول المساعدة.


وقالت سونارتي لوكالة فرانس برس: "لم نتلق أي شيء حتى الآن. بعض السكان يموتون جوعا". وتفقد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الإثنين، المناطق المنكوبة على أثر المد البحري الذي حدث بعد أقل من ثلاثة أشهر على تسونامي تلى زلزالا وأسفر عن سقوط آلاف القتلى في بالو ومنطقتها بجزيرة سولاويسي.

وضربت هزات أرضية قوية في يوليو/تموز وآب/أغسطس جزيرة لومبوك. وإندونيسيا أرخبيل يتألف من 17 ألف جزيرة وجُزيرة ويقع على "حزام النار" في المحيط الهادئ حيث يؤدّي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير. وهي تضم 127 بركانا نشيطا.


وأشار مركز المعلومات الدولي للتسونامي إلى أن انفجار البراكين تحت البحر أمر نادر نسبيا لكن يمكن أن يسبب تسونامي. لكن الخبراء يقولون إن تسونامي السبت نجم عن انهيار في أعماق البحر لجزء من بركان آناك كراكاتوا، محذرين من أن ذلك يمكن أن يتكرر بعدما أصبح البركان غير مستقر.

وقال ريتشارد تيو، من جامعة بورتسماوث، إن "خطر حدوث تسونامي في مضيق سوندا يبقى مرتفعا طالما بقي البركان في حالة النشاط الحالي، لأنه يمكن أن يسبب انهيارات أخرى تحت البحر".

وأكد جاك ماري باردينتزيف، الأستاذ في جامعة باريس-سود: "يجب أن ندرك أن البركان لم يعد مستقرا الآن". وبركان آناك كراكاتوا يخضع لمراقبة دقيقة منذ عشر سنوات. وقد تشكل حوالى العام 1928 في منطقة كالديرا من بركان كراكاتوا الشهير الذي سبب في العام 1883 كارثة أودت بحياة 36 ألف شخص. وقد قذف حينذاك رمادا في السماء على ارتفاع عشرين كيلومترا وأغرق المنطقة في الظلام قبل أن يجتاحها تسونامي.

وخلافا للتسونامي الذي يحدث على أثر زلزال ويسمح بإطلاق نظام الإنذار، لا تتيح الموجات "البركانية" سوى وقت ضيق جدا للسلطات لتحذير السكان.

وقال أحد الناجين، آدي جنيدي: "حدث الأمر بسرعة كبيرة". وأضاف "كنت أتحدث مع ضيف في بيتنا عندما فتحت زوجتي الباب وهي تصرخ. اعتقدت أن هناك حريقا لكن عندما توجهت إلى الباب رأيت المياه تصل".

وظهرت تسجيلات مصوّرة تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للمياه وهي تجتاح موقع حفل لفرقة البوب "سيفنتين" في الهواء الطلق في منتجع.



ودفعت المياه أعضاء الفرقة عن المنصة. وأعلن مغني الفرقة رييفيان فاغارسيا، في فيديو عبر تطبيق إنستغرام، بتأثّر شديد، وفاة كل من عازف الباص في الفرقة ومدير جولاتها الموسيقية. وفقد ثلاثة من أعضاء الفرقة أيضا، بينهم زوجة المغني. ووضع المغني، ليل الأحد الإثنين، صورة له مع زوجته أمام برج إيفل في باريس. وقال "اليوم عيد ميلادك. تمنيت أن أهنئك بهذه المناسبة. عودي إلى المنزل يا عزيزتي".

وقدر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر ارتفاع الموج القوي بما بين ثلاثين وتسعين سنتيمترا. وأعلنت منظمات غير حكومية دولية عدة، بينها "أوكسفام"، أن رجال الإنقاذ الإندونيسيين يقومون بإجلاء الجرحى وبنصب خيام لاستقبال الناجين.

وقال وزير الأشغال العامة الإندونيسي باسوكي هاديمولجونو: "تهطل أمطار غزيرة جدا والرياح شديدة ولا نملك سوى إمكانيات محدودة لإجلاء السكان والتنظيف".




ورجح علماء انزلاق كتلة كبيرة من الشطر الجنوبي لجزيرة آناك كراكاتوا البركانية إلى المحيط قبل دقائق فقط من اجتياح أمواج المد العاتية (تسونامي) ساحلا في إندونيسيا لتقتل وتصيب مئات الأشخاص.

وقال سام تيلور أوفورد، عالم الزلازل بمؤسسة (جي.إن.إس ساينس) البحثية في ولنجتون: "النظرية الأقوى هي حدوث انهيار أرضي تحت سطح الماء". وتابع قائلا "لذا عندما تغوص قطعة الأرض في المحيط... تزيح سطحه مسببة الإزاحة الرأسية التي تسبب التسونامي". لكنه أضاف أن نقص البيانات وصعوبة الوصول يجعلان من المستحيل التيقن من هذه النظرية.

ويقع بركان آناك كراكاتوا في منتصف الطريق تقريبا بين جاوة وسومطرة وينفث الرماد والحمم منذ أشهر.


(فرانس برس، رويترز)

ذات صلة

الصورة

مجتمع

وصلت موجات تسونامي خفيفة، الخميس، إلى أجزاء من سلسلة جزر إيزو اليابانية في أعقاب زلزال بلغت قوّته 6.5 درجات ضرب المحيط الهادئ.
الصورة
زلزال تركيا

منوعات

ضرب زلزال قوته 7.4 درجات جنوبي تركيا وشمال غربي سورية، مخلفاً مئات القتلى والجرحى. زلزال توقعه حساب على "تويتر" قبل أيام من حدوثه، ويتوقع تسونامي قد يضرب المنطقة خلال هذا العام.  
الصورة

مجتمع

ارتفعت حصيلة ثوران بركان سيميرو في إندونيسيا إلى 14 قتيلاً، بحسب ما أعلنت وكالة إدارة الكوارث الأحد، فيما يواصل رجال الإنقاذ البحث في المنطقة.
الصورة

مجتمع

يعيش السودان مآسي جديدة سببتها أمطار خريف هذا العام وما رافقها من سيول وفيضانات، خلفت دماراً كبيراً في 16 ولاية من جملة 18 ولاية سودانية، وتأثر بها نحو نصف مليون نسمة، طبقاً للتقارير الرسمية
المساهمون