حزب دنماركي يسحب ترشيح فلسطيني للبرلمان

07 ابريل 2016
الحزب يقول إن المرشح لم يستوف الشروط (العربي الجديد)
+ الخط -
تراجع حزب "البديل" ذو الميول اليسارية، عن ترشيح الشاب الفلسطيني الأصل، محمد صباح أحمد (25 سنة)، للانتخابات البرلمانية الدنماركية، بذريعة اشتغاله كـ"متحدث رسمي بمسجد غريمهوي لثلاثة أيام"، بحسب ما كشف منتقدون لترشيحه.

وكان ترشح الشاب الفلسطيني قد أثار جدلا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية الدنماركية، وتدخل وزراء وبرلمانيون للضغط على الحزب لسحب ترشيحه.

وبحسب بيان وصل "العربي الجديد"، فإن ترشيح محمد، جاء من قبل دائرة شرق غوتلاند، حيث تقع مدينة آرهوس، "بما يتعارض والنظام الداخلي للحزب، والذي يشترط في المرشح أن يكون عضوا في الحزب لثلاثة أشهر على الأقل".

ونفت مصادر حزبية من "البديل" لـ"العربي الجديد"، أن يكون الحزب خضع للضغوط التي مورست سياسيا وإعلاميا، مبررا قراره بأن محمد صباح "لم يستوف الشروط".

من جهتها اعتذرت بيرغيت هايناير، مسؤولة فرع الحزب في دائرة شرق غوتلاند، عما تعرض له الشاب الفلسطيني الأصل والمرشحون قائلة: "أقدم اعتذاري لجميع الأعضاء الذين حضروا اجتماع اختيار المرشحين لقائمة الحزب".

وكان الترشيح قد أثار زوبعة سياسية وإعلامية وصلت حد توجيه انتقادات لاذعة لحزب البديل، الذي يحتل المرتبة الرابعة في البرلمان، ويعتبر من المعارضة اليسارية لحكومة أقلية يمينية.

وقد ذهبت وزيرة "الدمج والأجانب"، إنغا ستويبرغ، التي لا تحظى بشعبية كبيرة بين المهاجرين وخصوصا الجيلين الثاني والثالث بسبب تشددها، إلى وصف حزب البديل بأنه "ساذج حتى العمق".

وفي الأوساط العربية المهاجرة، التي تصوت في أغلبها لليسار، لا يستوعب من تحدثوا لـ"العربي الجديد" ما وصفوه بـ"التشهير بشاب أراد أن يمارس حقه في الاندماج بالسياسة بسبب أنه اختير قبل سنتين (في 2014) متحدثا مؤقتا لإجادته اللغة باسم مسجد في مدينته".

 

وتقول شابة فلسطينية، ناشطة في حزب دنماركي آخر: "من غير المفهوم كيف تخرج وزيرة دمج لتقول إن اختيار الشاب محمد سذاجة، فهل هي فعلا مع الدمج؟ أم لأنه من أصل فلسطيني وعربي، وبالتالي يجب ألا يكون له دور نسبة لأحكام مسبقة ساهمت بترسيخها وسائل إعلام يمينية".

وكان محمد قد ساهم في الإعداد لأول تظاهرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من قبل شباب مسلمين، ما أثار أيضا حينها معارضة من قبل مسلمين آخرين في مدينته.

وتمسك الحزب بترشيح محمد لعضوية البرلمان خلال الأيام الماضية، بالرغم من العاصفة الإعلامية والسياسية. ودافع أعضاء برلمان عن ترشحه بانتقاد لاذع، وعبر عنه عضو البرلمان، راسموس نوردكفيست: "رد الفعل الآلي على ترشح محمد متوقع، حيث يريد البعض أن يبقى العرض مستمرا بالكلام لا بالأفعال عن الديمقراطية والمشاركة ومكافحة التشدد. فالضم معاكس للعزل، وشرط أساسي لبناء الجسور في أيامنا التي نعيشها. نحن كحزب نؤمن أنه يجب أن يكون للأقلية المسلمة مكان في العملية الديمقراطية حين تجري انتخابات في دوائر كبرى كتلك التي يقيم فيها محمد".

ويستبعد متابعون أن يؤثر ما جرى في "سياسة وتوجهات الحزب المؤيد لانخراط الجيلين الثاني والثالث في تقرير مصير البلاد كمواطنين على قدم المساواة مع آخرين"، وهذا ما تؤكده مرشحة برلمانية عن الحزب لـ"العربي الجديد"، قائلة: "حزبنا سيبقى مؤيدا للقضية الفلسطينية، ليس للحصول على أصوات بل لأننا نؤمن بعدالة القضية. مثلما نؤمن تماما أن المواطنة تتطلب الانفتاح الكامل على المشاركة من قبل الدنماركيين الجدد".

ويعتقد بعض الشباب العرب ممن استطلع "العربي الجديد" رأيهم فيما يجري من نقاش، أن معارضة ترشح شاب من أصل فلسطيني "ليست بريئة ولا هي بسبب ما كان عليه قبل سنتين".

تقول "سمر"، إن "اليمين الحاكم، ومعه المتطرف كحزب الشعب، يريد بقاء الصورة كما هي، انعزال المهاجرين وتحوّلهم إلى مادة انتخابية وليسوا صناعا ومشاركين في الحدث. وهذا ما لن نقبل به. فهناك غير محمد سيترشح أيضا، وعلى الأحزاب السياسية أن تعي أن هذا الفزع والإرهاب يجب أن يتوقف إن كانوا بالفعل جادين في تطبيق الدمج والمواطنة كاملة".

 

المساهمون