حرب إلكترونية على "العربي الجديد" بعد هجوم السيسي

25 اغسطس 2014
تمكّن الفريق التقني من إغلاق "نقاط العبور" إلى الموقع
+ الخط -

تعرّض موقع "العربي الجديد" لمحاولة قرصنة، وتعطيل ليلة أمس بعد مهاجمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للموقع خلال لقائه رؤساء التحرير المصريين.
ولكن قبل محاولة القرصنة، شهد الموقع نسبة دخول مرتفعة جداً، وصلت إلى أربعة أضعاف المعدّل اليومي، وهو ما بدا طبيعياً نتيجة الجدل الذي أثاره كلام السيسي وارتداداته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان السيسي قد حذر، في لقائه الأحد مع الصحفيين، من "عدة جهات إعلامية وصفها بأنها ممولة من قطر وتركيا والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، تسعى لزعزعة الاستقرار في مصر"، كاشفا عن عدد من المواقع، منها، موقع «العربي الجديد» وقناة «مصر الآن»، التي لم تبدأ بثها بعد، وموقع "Culture".

وبعد نحو 24 ساعة من خطابه، ومع إعلان السيسي عن تلك الجهات، قام المصريون بالبحث بشكل مكثف على تردد قناة "مصر الآن" الذي تصدر قائمة الأكثر بحثًا على محرك البحث Google، تلاه موقع «العربي الجديد».

وقرابة الساعة 4:20 صباحاً بتوقيت القدس المحتلة، بدأت آثار الهجوم على الموقع تظهر، فتعطّل، وأصبح الدخول إليه صعباً. وتمكّن الفريق التقني في الموقع من تحديد نوع الهجوم، وهو من نوع Attack DDOS والذي يُغرق فيه المهاجم البنية التحتية للموقع بعدد كبير من الزيارات الوهمية فلا يعود قادراً على تحملها، وبالتالي يتعطّل.

وبعد ثلاث ساعات من محاولة الاختراق، تمكّن الفريق التقني من اكتشاف مصدر الهجوم، والذي تبين أنه يستخدم عنوان مصدر(IP) تملكه إحدى الشركات الكبرى في واشنطن.

وتولى فريق العمل مهمة منع القراصنة من الوصول إلى البنية التحتية للموقع، كما عمل على إغلاق كل "نقاط العبور" المحتملة والتي يمكن أن يستخدمها المهاجم لتكرار هجومه. واستغرقت هذه العملية نحو خمس ساعات، كان خلالها الموقع يعمل أحياناً ويتوقف في أحيان أخرى.

وعند الساعة 9:40 بتوقيت القدس المحتلة، انتهى الفريق التقني من إغلاق معظم "نقاط العبور" وعاد الموقع للعمل كالمعتاد. واللافت في الموضوع أن هذا النوع من الهجمات يحتاج إلى مصدر إنترنت فائق السرعة وذي نطاق ضخم، لذلك قام المهاجم باستخدام مكتب الشركة الأميركية في واشنطن.

ومن المرجح أن يكون المهاجم قد استخدم بنية هذه الشركة من دون علم الشركة. بل قد يكون استطاع اختراق أحد خوادمها واستخدامه في الهجوم، أو قد يكون أحد موظفي الشركة متواطئاً معه، وفي هذا الصدد طلبت إدارة "العربي الجديد" من الشركة المستضيفة متابعة الأمر قضائياً.
وكان الرئيس المصري قد شن هجوماً عنيفاً على "العربي الجديد" ومنابر إعلامية أخرى أثناء لقائه رؤساء تحرير وإعلاميين مصريين، طالبهم بتشكيل جبهة للتصدي لما أسماها "مؤامرة لإسقاط مصر" بسلاح الإعلام.
وعقب اللقاء قادت صحف ومواقع مصرية حملة تشهير وتحريض على العاملين في "العربي الجديد" انبنت على أكاذيب ومعلومات مغلوطة.

المساهمون