حرائق السيارات الكهربائية عصيّة على الإطفاء

31 مارس 2019
تسلا موديل إس من النماذج الكهربائية الرائدة (Getty)
+ الخط -
برزت مشكلة كبيرة في عالم السيارات الكهربائية المتطوّرة، إذ تبيّن أنها معرّضة للاحتراق، شأنها في ذلك، طبعاً، شأن المركبات العاملة بالمحروقات، إلا أن التحدي الكبير يكمن في عدم إمكانية إطفائها بالأساليب التقليدية نظراً لطبيعة المواد الكيماوية الداخلة في تركيبة بطارياتها.

هذه السيارات ليست أكثر عرضة للحوادث أو الحرائق من السيارات التي تعمل بالبنزين الديزل، وقد تكون أقل تعرّضاً، وفقاً لتقرير صدر عام 2017 عن "الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة" NHTSA في الولايات المتحدة.

لكن هذا التقرير يشير أيضاً إلى أن تقنية البطاريات ما زالت قيد التطوير، من دون إحراز توافق في الآراء بشأن تصميم نظام السلامة.

ولا تزال السيارات الكهربائية أقلية ضئيلة في الولايات المتحدة، حيث تشكل مبيعاتها 1.2% فقط من إجمالي السيارات الجديدة التي تم تسليمها في الولايات المتحدة عام 2018، وفقاً لبيانات من "إدموندز" Edmunds أوردتها "بلومبيرغ بيزنس ويك" هذا الأسبوع.

لكن توقعات تشير إلى ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بقوّة خلال السنوات الخمس المقبلة، تجعل من الأهمية بمكان تثقيف المستجيبين الأوائل للحوادث وتطوير معايير جديدة تجعل تحديد الهوية واستكشاف الأخطاء وإصلاحها أسهل بالنسبة للشرطة ورجال الإطفاء.


وحتى الآن، خضع للتدريب على مثل هذه الحوادث حوالي 250 ألف رجل إطفاء من أصل نحو 1.1 مليون في الولايات المتحدة، وفقاً لتقديرات "الجمعية الوطنية للحماية من الحرائق" NFPA.

وإضافة إلى الحرائق، يواجه رجال حالات الطوارئ الذين يتعاملون مع المركبات الكهربائية مخاطر أخرى مصدرها الكابلات عالية الجُهد والمحرّكات الصامتة.

وبوجود أكثر من 760 ألف مركبة كهربائية على طرق الولايات المتحدة، وفقاً لـ"وكالة الطاقة الدولية" IEA، يُحقّق "المجلس القومي لسلامة النقل في الولايات المتحدة" USNTSB حالياً في حوادث متعددة تتعلق بحرائق البطاريات والمشكلات التي يواجهها عناصر الطوارئ، وهو يخطط لإصدار مجموعة توصيات بناءً على 4 حالات مرجعية بحلول أواخر الصيف أو أوائل الخريف.



واحتدم النقاش أكثر حول هذه القضية بعد سلسلة من الحوادث كان أحدثها خروج سيارة "تسلا موديل إس" Tesla Model S عن السيطرة أواخر فبراير/ شباط الماضي في فلوريدا، حيث هُرعت الشرطة وحاولت عبثاً إخماد الحريق باستخدام مطفأة حريق معتمدة من الإدارة، إذ استمرت السيارة في الاحتراق بعد الحادث الذي أدى إلى مقتل السائق.

فرجال الشرطة لم يكونوا على علم بأن بطاريات أيونات الليثيوم الموجودة داخل السيارات الكهربائية لا يمكن إخمادها، بمجرّد أن تشتعل، باستخدام المواد الكيميائية الموجودة في مطفأة الحريق التقليدية.


فحرائق بطاريات الليثيوم عُرضة لتفاعل سلسلة تدمير ذاتي تُعرَف باسم "الطريد الحراري"، ما يتسبّب بحلقة ارتدادية من ارتفاع درجات الحرارة. فقد أخمد رجال الأطفاء بنهاية المطاف، نيران سيارة تسلا بالماء، وبدا أن الطريقة نجحت، لكن السيارة المحطمة عادت واشتعلت مرّتين بعدما سُحبت من مكان الحادث.
دلالات
المساهمون