ظنّ اللبنانيون أن العاصفة "يوهان" ضلّت طريقها إليهم، بعدما تأخرت عن موعدها الذي حددته الأرصاد الجوية (يوم الإثنين الماضي). لكنها وصلت ليل أول من أمس، مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح قوية، وأدت إلى تساقط الثلوج بكثافة على المرتفعات. وعلى الرغم من تحذير فوج إطفاء بيروت المواطنين من التجول أثناء العاصفة، وعدم الاقتراب من الواجهة البحرية بسبب الأمواج العالية، يبدو أنه كان لهذين الرجلين رأي آخر. أحدهما أراد الاستمتاع بالعاصفة عن قرب. أما الآخر، فوجد نفسه مضطراً للالتزام بدوام عمله. كان عليه البحث عن النفايات المرمية على الأرض، علماً أن الرياح القوية لم تبق له شيئاً. لكنها لقمة العيش.
وأدت الرياح الشديدة إلى تطاير عدد من القوارب وارتطامها بالكورنيش البحري في منطقة المنارة في العاصمة بيروت. كذلك، اضطر مرفآ صيدا (جنوب) وطرابلس (شمال) إلى تعليق الملاحة. واقتلعت الرياح عدداً من اللوحات الإعلانية والأشجار.
وعمدت قوى الأمن الداخلي إلى منع السير على الطريق البحرية من جونية (شرق بيروت) باتجاه العاصمة بسبب الأمواج العالية. أما في المرتفعات الجبلية، فقد تساقطت الثلوج بكثافة، وبدا لونها مائلاً إلى الأحمر، لأن العاصفة جاءت محملة بالأتربة والغبار.
وقبل يوهان، كانت العاصفة زينة قد ضربت لبنان وعددا من بلدان الشرق الأوسط في يناير/كانون الثاني الماضي، ولامست الثلوج المناطق الساحلية، وأغلقت المدارس أبوابها.