تستأنف مفاوضات الملف النووي الايراني، اليوم الأربعاء، في لوزان، وسط تفاؤل روسي وايراني حول إحراز تقدم، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق، وحذر أميركي من عدم حل جميع المسائل، في حين غادر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس المدينة السويسرية.
وأشار وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف إلى "تحقيق تقدم جيد في المحادثات، وقررنا استئنافها، ونأمل اختتامها اليوم، وبعدها نبدأ بصياغة الاتفاق النهائي الذي يفترض أن يكون جاهزاً بحلول نهاية حزيران/ يونيو"، لافتاً إلى أن "حلولاً وضعت لمعظم المسائل"، وفقاً لوكالة (فرانس برس)
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات للصحافة الروسية، "يمكن القول بثقة نسبية إننا توصلنا إلى اتفاق مبدئي حول كل النواحي الأساسية من تسوية لهذا الملف. وسيبدأ تحريرها على الورق خلال الساعات المقبلة".
وأضاف لافروف، أن الإعلان عن "اتفاق مبدئي سيصدره ظريف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني".
لكن دبلوماسياً أميركياً خالف تفاؤل لافروف، مؤكداً أنه "لم تتم تسوية جميع المسائل"، فيما أكد مصدر غربي آخر أنه "لم يتم بعد" التوصل إلى اتفاق مبدئي.
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فعاد إلى باريس "للمشاركة في مجلس الوزراء وسيعود حين يصبح ذلك مفيدا"، على ما أوضح مكتبه بدون إضافة المزيد من التفاصيل.
أوباما يلتقي مجلس الأمن القومي
في موازاة ذلك، عقد الرئيس الأميركي، باراك أوباما في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء اجتماعا طارئاً في البيت الأبيض لأعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي شارك فيه وزير خارجيته جون كيري من لوزان عبر دائرة فيديو مغلقة وآمنة.
كما شارك في الاجتماع نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع جون آشكروفت وخمسة عشر عضوا آخر من كبار المسؤولين في إدارة أوباما.
وأكدت مصادر أميركية لـ"العربي الجديد" أن "الاجتماع تم بطلب من وزير الخارجية الأميركية الذي يقود الجانب الأميركي في المفاوضات، وذلك للحصول على تفويض من مجلس الأمن القومي بتقديم المزيد من التنازلات أو التشاور معهم حول الخيارات الممكن للمفاوضين الأميركيين اتخاذها".
وقالت المصادر ذاتها إن "نقاط الخلاف الرئيسية التي مازالت عالقة بين الغرب وإيران لإبرام اتفاق أولي تتمحور حول المقابل الذي ستحصل عليه إيران لتجميد الجانب الحربي من مشروعها النووي لمدة خمسة عشر عاما".
ويردد أكثر من مصدر مطلع أن "الدول الغربية عرضت على إيران تعليق الحصار الدولي المفروض عليها وليس رفعه نهائيا كما تريد إيران".
ويعلل الغربيون ذلك بأن "التعليق يعني عودة الحصار تلقائيا في حال إخلال إيران بشروط الاتفاق، في حين أن إيران تطالب برفع نهائي منذ اليوم الأول للتوقيع بحيث يصبح من الصعب توفير إجماع بين أعضاء مجلس الأمن على إصدار قرارات جديدة تفرض الحصار عليها مجددا".
ومن النقاط الخلافية أيضاً، حسب المصادر ذاتها، ما يتعلق بفترة الخمس السنوات الأخيرة من مدة الاتفاق وماذا يمكن لإيران أن تفعل فيها لتنشيط أبحاث برنامجها النووي، حيث تطالب طهران برفع كافة القيود فيما تحاول الدول الغربية إبقاء الشروط المتفق عليها في السنوات العشر الأولى كما هي.
ورجحت المصادر عدم انتظار الولايات المتحدة حتى انتهاء المهلة النهائية المحددة مسبقاً بنهاية حزيران/ يونيو المقبل للانسحاب من المفاوضات، في حال فشل المفاوضين في التوصل إلى حلول وسط.