جهود لتعزيز الجيش السوري الحرّ بـ7 آلاف مقاتل كردي

21 أكتوبر 2015
قوة من البشمركة تحارب "داعش" في كركوك(مكرّم غريب/الأناضول)
+ الخط -
يكشف قيادي كردي سوري يزور إقليم كردستان العراق حالياً، لـ"العربي الجديد"، عن تحركات لوفد من"الائتلاف السوري المعارض" تجاه أطراف كردية سورية، لإقناعها بضم قوة من البشمركة، قوامها نحو 7 آلاف عنصر إلى فصائل من "الجيش السوري الحر"، مبيناً أنّ هناك تقدماً في المحادثات وعلامات دعم إيجابية من قبل واشنطن في هذا الاتجاه.

ويوضح القيادي الذي يتولّى عملية التنسيق العسكري بين كردستان والمناطق الكردية في سورية، أنّ "محادثات تجري على قدم وساق منذ أيام، بين وفد كردي سوري وممثلين عن الائتلاف السوري المعارض بوجود شخصيات غربية، لم يسمّها، في فندق روتانا أحد أفخم فنادق العاصمة أربيل"، مشيراً إلى أنّ هناك تقدماً في المحادثات بعد إزالة الكثير من المخاوف الكردية السورية في انضمامهم للجيش السوري الحر، أو لانضوائهم تحت مظلّته". ويلفت القيادي نفسه، إلى أنّ حكومة إقليم كردستان ترعى تلك المفاوضات التي تحظى بدعم أميركي، من خلال محاولة إقناع زعيم حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، صالح مسلم المتهم بالتنسيق مع النظام السوري حدّ التحالف، وهو الذي كان السبب الرئيسي وراء إعاقة مشروع مشاركة قوات كردية "روج آفا" في المعارك ضد الجيش السوري النظامي منذ العام 2012.

في هذا السياق، يؤكد السياسي الكردي السوري، عضو الهيئة السياسية لـ"الائتلاف"، فؤاد عليكو، أنّ وفداً من "الائتلاف" زار إقليم كردستان العراق والتقى قيادات كردية سورية معارضة للنظام السوري تقيم في الإقليم، بهدف الاتفاق على ضم وحدات من مقاتلي البشمركة من الأكراد السوريين إلى فصائل من الجيش الحر، كما يتم بحث تشكيل تمثيل الأكراد في مجلس عسكري تابع للائتلاف. ويعرب عليكو عن ارتياحه بشأن نتائج زيارة الوفد، قائلاً، إن "المحادثات بين الوفد وبين أحزاب كردية سورية تبعث على الارتياح".

وتأتي هذه التحركات عقب فشل الأحزاب السياسية الكردية السورية في الاتفاق مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي يسيطر على الوضع الميداني في المناطق الكردية السورية، للسماح بانضمام نحو 7 آلاف من قوات البيشمركة ممن جرى إعدادهم وتدريبهم في كردستان العراق، وهم من أفراد الأُسر السورية التي لجأت إلى الإقليم مع بداية الثورة السورية عام 2011، إلى فصائل المعارضة السورية لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إذ طالب "الاتحاد الديمقراطي" بدمج المقاتلين البشمركة بوحدات تابعة له، وهي "حماية الشعب" الكردية، وأن تكون قيادة القوات كافة له، وهو ما ترفضه الأحزاب الأخرى.

اقرأ أيضاً "هيئة التحرير الوطنية": جسم سياسي عسكري جديد للمعارضة السورية

كما أنّ هناك خلافات بين معظم الأحزاب السياسية الكردية السورية من جهة، وحزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي يقيم علاقة وثيقة بنظام الأسد وإيران، في المشاركة بالعملية السياسية والعسكرية في المناطق الكردية في سورية، من جهة أخرى. والحزب المذكور متهم بإقصاء الأطراف الأخرى حتى ولو كانت كردية، ما دامت ترفض العمل تحت قيادته، وقد أدى الخلاف إلى منع "الاتحاد" باقي الأحزاب من إرسال مقاتليها إلى الجبهة لقتال تنظيم "داعش" والدفاع عن المناطق الكردية.

وسبق أن قام رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني بالتوسط بين الأحزاب الكردية السورية بهدف حلّ خلافاتها والعمل معاً على إدارة الأوضاع في المناطق الكردية السورية والدفاع عنها بصورة مشتركة من تهديدات الجماعات المسلحة، إلّا أنّ تلك الجهود لم تحقّق تقدماً على الأرض، بعدما أصرّ "الاتحاد الديمقراطي" على تولّي دور القيادة سياسياً وعسكرياً.

ونتيجة لتلك الخلافات، شكّلت الأحزاب المختلفة مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، "المجلس الوطني الكردي"، وانضمت من خلال "المجلس" إلى "الائتلاف السوري المعارض.

ويرى كثيرون أن الاتفاق المسبق مع صالح مسلم حول خطوة كهذه، أي انضمام مقاتلين أكراد إلى فصائل من الجيش السوري الحرّ، يبقى شرطاً ضرورياً، نظراً إلى حصول اشتباكات متفرقة بين قوات الحماية الكردية وبعض الفصائل السورية المعارضة، خصوصاً في المناطق التي يعتبرها ممثلو أكراد سورية بمثابة "كانتونات" لهم، تحديداً في ريفي حلب وتدمر.

اقرأ أيضاً: تنافس أميركي روسي على أكراد سورية