جميلات فرنسا لإنعاش السياحة في منتجعات الجنوب التونسي

18 يونيو 2015
استقبال خمس مرشحات إلى مسابقة ملكة جمال فرنسا(العربي الجديد)
+ الخط -



خيّمت أحداث العنف والعمليات الإرهابية بظلالها السوداء على القطاع السياحي، وهو واحد من أكثر القطاعات الاقتصادية حيوية في تونس. وكان الاعتداء الإرهابي على متحف باردو بالعاصمة التونسية في مارس/آذار الماضي، الضربة الأكثر إيلاماً، التي تلقتها السياحة التونسية وأرسلت صورة سيئة للأوضاع الأمنية في تونس نحو أرجاء العالم أجمع.

إزاء هذه الوضعية، تسعى الجهات التونسية المتدخلة في القطاع السياحي إلى الترويج للسياحة التونسية، والتأكيد على أن ما حدث ما هو إلا سحابة عابرة، وأن الأوضاع في تونس آمنة، خاصة بالمناطق السياحية التي تحظى برعاية أمنية خاصة، توفرها وزارة الداخلية بالتعاون مع مهنيي القطاع.

ومن أحدث عمليات الترويج هذه، استقبال المنتجع السياحي الساحلي في جربة وجرجيس، من محافظة مدنين بالجنوب الشرقي التونسي، لوفد سياحي فرنسي يضمّ خمس مرشحات إلى مسابقة ملكة جمال فرنسا للسنة الحالية، برفقة وفد إعلامي وسياحي فرنسي مختص، وذلك بهدف الترويج لهذه الوجهة السياحية في السوق الفرنسية والأوروبية عموماً.

وأوضح توفيق القايد، مدير إدارة السياحة بمحافظة مدنين لـ"العربي الجديد"، "إن الهدف من هذه البادرة، إبراز المنتج السياحي الشاطئي والترفيهي الذي توفره منتجعات الجنوب الشرقي التونسي السياحية، وإطلاع الوفد الفرنسي على حقيقة الوضع الآمن والمستقر في هذه المنطقة".

وأعدت إدارة السياحة برنامجاً ترفيهياً للوفد يتواصل حتى يوم الجمعة المقبل، للتعرف على خصوصيات هذه المنطقة السياحية. يتضمن زيارات إلى الأسواق التقليدية والوحدات السياحية بجزيرة جربة ومدينة جرجيس، بهدف الاطلاع عن قرب على واقع القطاع السياحي في الجهة، والترويج له في السوق الفرنسية، التي تعد أولى المصدرين للسياح نحو جزيرة جربة.



مبادرة هامة لكن غير كافية

"مثل هذه المبادرات قد تساهم في إعطاء أفكار جديدة عن واقع القطاع السياحي في منتجعات الجنوب الشرقي، وتحد من تأثيرات أعمال العنف والإرهاب في تونس، لكنها غير كافية لإنعاش القطاع السياحي المتهالك"، على حد قول جلال الهنشيري، رئيس جامعة الفنادق والنزل في الجنوب التونسي لـ "العربي الجديد".

ووصف الهنشيري واقع القطاع السياحي في جربة وجرجيس بالكارثي، إذ اضطرت عدة وحدات سياحية إلى غلق أبوابها، ومن جملة نحو 100 فندق موزعة بين جزيرة جربة ومدينة جرجيس مازالت نحو 60 مفتوحاً، ويعمل أصحابها جاهدين لإنقاذ الموسم بتخفيض الأسعار والسعي لاستقطاب السياح التونسيين، لتعويض الأجانب.

وأكد الهنشيري في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه حتى هذا الشهر لم تتوفر الحجوزات اللازمة عن طريق وكالات السفر، ويحجم الوكلاء الأوروبيون على وضع تونس في برامجهم السياحية، للتبعات التي ترتبت على جريمة باردو، التي لم تقتل 23 سائحاً فحسب، بل قتلت معهم نحو 250 ألف تونسي يشتغلون في القطاع السياحي على حد تعبيره.

وطالب جلال الهنشيري رئيس جامعة الفنادق والنزل في الجنوب التونسي، بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ووضع استراتيجيات مناسبة لتجديد القطاع السياحي التونسي، وإعادة هيكلته بما يضمن صموده أمام الهزات الكبرى.
المساهمون