جزائريون يرفضون استخراج الغاز الصخري

24 يونيو 2014
من أحد التحركات الرافضة لاستخراج الغاز الصخري (العربي الجديد)
+ الخط -

يواجه قرار الحكومة الجزائرية بدء التنقيب عن الغاز الصخري في الجزائر، والذي صادق عليه البرلمان مؤخراً، معارضة سياسية وشعبية كبيرة، حيث ينظم ناشطون في مدينة ورقلة جنوب الجزائر التجمعات الشعبية ويجوبون الشوارع بقوافل من السيارات رافعين شعارات ضد قرار الحكومة استخراج الغاز الصخري، الذي يؤدي بحسب المعارضين إلى انعكاسات سيئة على البيئة وصحة السكان، ويحوّل الجزائريين إلى "فئران تجارب" للدول الكبرى، وفق تعبيرهم.

ويتزامن ذلك مع إعلان الحكومة الجزائرية  عدم توقيع أيّ اتفاقٍ مع شركات فرنسية لاستغلال الغاز الصخري، واعتبار قرارها الذي يثير جدلاً سياسياً كبيراً، يدخل من ضمن الأمن الطاقوي للجزائر.  

 

وزير الطاقة يدافع

وقال وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي للصحفيين إن "هذه المعلومات (التعاقد مع شركات فرنسية) لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد تلاعب وتدخل في إطار محاولات ضرب استقرار البلاد، عبر المعارضة الموجهة ضد استغلال الغاز الصخري الذي قررته الحكومة " .

وشرح وزير الطاقة أنّ "الجزائر تواجه محاولات ضرب استقرارها لمنعها من استغلال مواردها الطاقوية، ومن المهم والضروري أنّ يدرك الذين ينيرون الرأي العام أين تكمن مصلحة الجزائر وأين تكمن محاولات ضرب استقرارها".

وأضاف  الوزير يوسفي أنّ "بعض معارضي استغلال هذا الغاز غير التقليدي، مخلص ومواقفه نابعة من خوفه من كل ما هو جديد" ، لكنّ محاولات "التخويف المفرط من الغاز الصخري تستهدف بالأساس الدول المنتجة لهذه الطاقة والتي تتبنى الوطنية الطاقوية لبسط سيادتها على مواردها الطبيعية".

واعتبر  الوزير  يوسفي أنّ "الترخيص باستغلال الغاز الصخري ، يهدف إلى ضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المدى البعيد على غرار الولايات المتحدة ودول اخرى مثل روسيا و كندا وأستراليا".

 

مطالب بإلغاء القرار

وتجمع العشرات من المحتجين ضد القرار الحكومي وسط مدينة ورقلة، رافعين شعارات تطالب بإلغاء القرار، وتحذر من مخاطر استغلال الغاز الصخري على البيئة وصحة السكان.

وقال الناشط في "التنسيقية الوطنية للبطالين" الطاهر بلعباس لـ "العربي الجديد" إن عدداً من الدول حظر استخراج الغاز الصخري واستغلاله، ومن هذه الدول فرنسا، بسبب المخاطر الوخيمة التي يتسبب بها على البيئة وحياة السكان"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية جربت استغلال هذه الطاقة واكتشفت عيوبها الكبيرة". 

ونظم الناشطون قافلة سيارات كتب عليها  شعار "لا للغاز الصخري"، وجابت شوارع المدينة. ونظمت جمعيات في عدة مدن جزائرية أنشطة وتجمعات للمطالبة بمنع استخراج الغاز الصخري.

 ونظمت "حركة بركات"، التي تقود منذ فبراير الماضي حركة احتجاجية ضد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة، محاضرة شعبية وسط العاصمة الجزائرية في حضور خبراء ومختصين تطرقت إلى مخاطر استغلال الغاز الصخري.

وقال القيادي في الحركة عبد الوكيل بلام لـ" العربي الجديد" إنّه " تسعى الحركة إلى التعبئة الشعبية ضد قرار الحكومة، بعدما صادق البرلمان قبل أسبوعين على قانون يتيح للحكومة  البدء في استخراج الغاز الصخري، وتعهد رئيس الحكومة باتخاذ الاحتياطات اللازمة والتدابير الوقائية  خلال عمليات استغلال هذه الطاقة  المثيرة للجدل".

 

تحذير من المخاطر

وحذرت أطراف سياسية وخبراء من مخاطر استخراج الغاز الصخري على البيئة والمياه الجوفية.

وقال رئيس كتلة جبهة العدالة والتنمية في البرلمان لخضر بن خلاف ان "عزم الحكومة  التوجه نحو استغلال الغاز الصخري هو  خيار غير صائب، لكون العديد من الدول رفضت استغلاله عندها، ولكن بعضها يريد أن يجعل من الشعب الجزائري فئران تجارب".

وأكدّ بن خلاف " أنّ استغلال هذا النوع من الغاز سيجعل من الجزائريين يعيشون على قنابل كيماوية موقوتة، وسيحوّل الآبار المحفورة إلى مفاعلات نووية خطيرة تنفجر في أيّ لحظة".

 

 

 

 

المساهمون