بلير كشف عن المهمة الجديدة، في مقال له نشرته صحيفة "التايمز"، أبرز من خلاله الدوافع التي جعلته يقبل لعب دور رئيس المجلس الأوروبي للتسامح والمناصفة، وهو المجلس الذي ينظّم حملات الحشد والتعبئة داخل البلدان الأوروبية، من أجل حظر إنكار المحرقة اليهودية "الهولوكوست"، ودفع الحكومات إلى توفير الموارد المالية، لحماية الكُنَس والمدارس اليهودية.
"التلغراف" أوضحت في المقابل، أنّ الخطوة التي أقدم عليها توني بلير، تأتي في وقتٍ تتصاعد فيه معاداة السامية في بريطانيا وعدد من بلدان العالم، بيد أنها ستثير الكثير من الانتقادات لدى الفلسطينيين، الذين سيعتبرون بأنه كان يحابي إسرائيل على حسابهم أثناء قيامه بدور مبعوث السلام للرباعية الدولية، التي تضم كلاً من الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا.
وجاء في مقاله الموقع مع موشي كانتور، رجل أعمال يهودي ولد في روسيا، "إننا نعتقد وبشكل راسخ بأن الدين أو المعتقد ليس ما يقف وراء النزاعات أو يعمل على إذكاء نيرانها، إنه سوء استغلال الدين الذي يتحول إلى قناع يختفي خلفه في غالب الأوقات، أولئك الذين يسعون إلى القتل والدمار".
واعتبرا في نفس المقال بأنه "حان الوقت لمواجهة العنصرية والتمييز بناءً على الدين، من خلال قوانين جديدة أشد صرامة". ونقلت صحيفة "التايمز" أن توني بلير لن يحصل على أي مقابل مالي نظير مهمته الجديدة، بيد أن مؤسسته الدينية ستحصل على تبرعات مالية سنوية، لم تكشف الصحيفة عن قيمتها الحقيقية.
وقد أثار دور بلير كمبعوث للسلام الكثير من التساؤلات، حول الإنجازات التي حققها أثناء ممارسته للمهمة طيلة ثمانية أعوام، لاسيما بعدما فشل في تعزيز فرص التوصل لحل الدولتين، وعدم تمكنه من دفع الجانب الإسرائيلي لبذل المزيد من الجهود لإحلال السلام، فضلاً عن عدم تحقيق أي تنمية اقتصادية حقيقية في الأراضي الفلسطينية، وهي كلها من أبرز الأدوار التي قبل ممارستها أثناء تنصيبه مبعوثاً للسلام. هذا الفشل إذا رُبط بالمهمة الجديدة المتمثلة في مطاردة المعادين لليهود، سيفتح الباب أمام التأويلات كون بلير مارس دوره لصالح الجانب الإسرائيلي، على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: روبرت فيسك: إسرائيل وحدها ستفتقد توني بلير بعد رحيله
اقرأ أيضاً: بلير ينسحب من "الرباعية" ويتمدّد شرقاً
اقرأ أيضاً: توني بلير: 8 سنوات من الخداع ونشر الخراب