جدران عمّان الأولى: حوارية المعماري والجيولوجي

06 اغسطس 2018
(تجهيز "نحن نسكن تراكم الزمن"، عمّار خمّاش)
+ الخط -

تنظّم "دارة الفنون" في عمّان حوارية بين المعماري والفنان عمّار خمّاش وعالم المتحجرات عبد القادر عابد، عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الثلاثاء.

الحوارية تتناول بناء جدران بيوت عمان الأولى، والتي استخدمت فيها الصخور الفوسفاتية المحتفظة بعظام وأسنان حيوانات من الماضي السحيق.

حيث أن هذه الصخور هي نتيجة تراكم مواد خلفتها الحيوانات أو النباتات، ومعروف أن أغلب النباتات والحيوانات مكونة من مواد صبة وأخرى رخوة، فإذا ماتت هذه الأحياء تعرضت الأجزاء الرخوة إلى التحلل والفناء بينما تبقى المواد الصلبة- إذا تراكمت تحت عوامل مناسبة- كرواسب قد تتحوّل فيما بعد إلى صخور.

تأتي مشاركة خماش في الندوة متزامنة مع عرض تجهيزه "نحن نسكن تراكم الزمن" في الدارة، والذي ينطلق فيه من واجهات "دارة الفنون" لمعاينة هذا الماضي ومرور الزمن على قطع عظام حيوانات عاشت هنا قبل 85 مليون عاماً.

يهتمّ خمّاش بشكل خاص بجيولوجيا الأردن وتشكّلها، وكيف تكوّنت كل هذه التضاريس وما عمرها الجيولوجي، وفي تقصيه لتاريخ تكونها، يتتبع ترسبات الصخور في مناطق ضانا وغرب عين لحظة وشلالات العبر.

بالنسبة إلى ترسبات صخور الأردن، فإنها قد تراكمت أفقياً تحت مياه بحر التيثس (ُTethys Sea) الذي كان يغمر معظم الأردن، ويقدر الجيولوجيون زمن الترسب بـ 100 مليون سنة. وهذه تفاصيل أساسية لفهم الاستيطان البشري في وسط الأردن وجنوبه، وهي أحد المواضيع التي ينهمك الفنان بالاشتغال عليها.

يذكر أن عبد القادر عابد، أستاذ الجيولوجيا في "الجامعة الأردنية"، أصدر سلسلة مؤلفات لافتة في هذا المجال من بينها "جيولوجيا الأردن وبيئته ومياهه"، و"جيولوجيا البحر الميت ونشأته ومياهه وأملاحه وقناة البحرين"، و"جيولوجيا فلسطين" و"فلسطين الموضع والموقع" وغيرها.

بينما يعود المعماري خمّاش دائماً إلى الأرض، إذ أن منهجيته ونطاق عمله يجمع بين مرجعيات مختلفة مثل التاريخ والجيولوجيا وعلم الآثار وعلوم البيئة والإنثوغرافيا وعلوم التشريح والنبات وعلم الاقتصاد الاجتماعي، حيث يسعى إلى إعادة قراءة الطبيعة بوسائل حديثة وتقديم فهم أكثر عمقاً لتاريخها وتعقيداتها.

المساهمون