جان فونتان.. نصف قرن بصحبة الأدب التونسي

02 ديسمبر 2019
جان فونتان
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثاني من كانون الأول/ ديسمبر، يوم ميلاد الناقد الأدبي الفرنسي المختص بالأدب التونسي جان فونتان (1936).


في 1956، وهي نفس سنة استقلال تونس من الاستعمار الفرنسي، حلّ شاب فرنسي عشريني في تونس لدراسة الثيولوجيا في أحد مدنها. بدا كمن يتخذ الاتجاه المعاكس لمواطنيه الذين كانوا وقتها يغادرون تونس إلى فرنسا أو الجزائر. وإلى اليوم لا يزال جان فونتان، الذي تحلّ اليوم ذكرى ميلاده الثمانين، في تونس بعد أن قرّر أن يدرس العربية في ستينيات القرن الماضي، بدأها من تعلّم الأبجدية وصولاً إلى نبل الدكتوراه عن رسالة حول أدب توفيق الحكيم نُشرت لاحقاً بعنوان "الموت-الانبعاث: قراءة في أدب توفيق الحكيم" (1978).

أما أبزر ما يحسب لفونتان هو أنه اتخذ من الأدب التونسي مادة للتأريخ، وهو ما لا نجد أثره لدى النقّاد التونسيين إلا بشكل مجتزأ وطارئ. ففي 1977، نشر أول أعماله في هذا السياق؛ "عشرون عاماً من الأدب التونسي (1956 - 1976)"، ثم أصدر في 1985 كتاباً بعنوان "ملامح من الأدب التونسي (1976 -1983)، وكأنه بذلك كان يتابع بشكل مباشر مستجدات الإنتاج الأدبي في تونس، ليفضي هذا المسار إلى نشره لعمل موسوعي بعنوان "تاريخ الأدب التونسي من خلال النصوص" في ثلاثة أجزاء اكتملت سنة 1999.

لم يقف فونتان عند التأريخ للأدب التونسي في مجمله، حيث التفت إلى تفاصيل عدّة، ومن ذلك تخصيصه لعمل حول "الكاتبات التونسيات"، وآخر حول "صورة بورقيبة في الأدب التونسي"، و"الأدب التونسي باللغة الفرنسية".

هذا التنويع في زوايا التأريخ للكتابة في تونس كان نتيجة طبيعية نظراً لاحتكاك فونتان بالبيئة الثقافية في تونس، وهو ما أتاحه له إشرافه على بعض المكتبات وعلاقته المتينة بالحياة الجامعية، وخصوصاً إشرافه على مدى أكثر من عقدين (1977 - 1999) على مجلة "إبلا" (مجلة معهد الآداب العربية) التي مثّلت أحد أنشط الفضاءات لمناقشة المسائل الفكرية والأدبية.

المساهمون