جامعة أبها تفصل 4 طلاب بتهمة تشويه صورتها

03 نوفمبر 2015
أحد أبنية جامعة الملك خالد (العربي الجديد)
+ الخط -
أثار قرار جامعة الملك خالد في أبها بحرمان أربعة من طلابها، طالب وثلاث طالبات، من إكمال دراسة الفصل الحالي، ومنعهم من الاختبارات واعتبارهم راسبين فيه جدلاً واسعاً في السعودية، بعد أن بررت الجامعة قرارها القاسي، أنه جاء نتيجة نشر الطلاب شكوى عن سوء خدماتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما اعتبرته الجامعة تشويهاً لصورتها، كما هددت بإيقاع المزيد من العقوبات على الطلاب لاحقاً، بعد مراجعة القوانين.


من جانبها، اعتبرت متحدثة باسم الطلاب في الجامعة، طلبت عدم الإفصاح عن اسمها، خوفاً من تعرضها للفصل هي الأخرى، إن العقوبة بالغة القسوة وبلا مبرر نظامي. وقالت للتلفزيون السعودي الرسمي: "بعد مطالبتنا بوسم معاناة طالبات السامر وتحديداً الكليات الصحية، زار مدير الجامعة الكلية وأطلع على شكوانا وما تحتاج له الكلية من إصلاحات وشاهد كل شيء بنفسه، وتفاءلنا خيراً بذلك، ولكن، قبل أسبوع وقبل الاختبارات الشهرية، فوجئنا بقرار معلق في كل أماكن الجامعة، بترسيب أربعة طلاب دون غيرهم".

وتساءلت "بأي حق أصدر هذا القرار ولماذا أربعة طلاب فقط دون البقية، ولم يوضحوا أسباب الترسيب"، مبدية استغرابها من إصدار العقوبة القاسية دون سماع وجهة نظر الطرف الآخر. وتضيف "الجامعة تقول إنه كان هناك سب وقذف من هؤلاء الطلاب تجاهها، ولكن لماذا سمعت اللجنة من طرف دون طرف آخر، لماذا لم تحقق معهم بشكل واضح، فقط سألوهم عن الحسابات التي نسبت لهم، كما أن اللجنة شكلت فقط من عميد كل قسم لا أكثر، فلا توجد لجنة ولا نقاش ولا تحقيق حقيقي، وحتى لو أخطأ الطلاب فمن يحتويه ويمتص غضبه ويدله على الطريق الصحيح إذا لم يكن هذا دور الجامعة".

اقرأ أيضاً: سعوديون في الخارج للتغيير في الداخل.. والانفتاح على العالم

واعتبر أكاديميون قرار الجامعة متعسفاً، ويهدد مستقبل الطلاب، وأن العقوبة التي وقعت عليهم لم تكن تتوازى مع الجرم المتهمين به، خصوصاً وأنها صدرت دون تحقيق فعلي. ويؤكد الأستاذ الجامعي في جامعة الملك سعود، الدكتور سعود المصيليخ، أن العقوبة مبالغ فيها، ويقول لـ "العربي الجديد" : "لو كان القرار تعليق دراسة الطلاب لفصل دراسي واحد لكان مقبولاً ولو أنه قرار قاسي، ولكن أن تقوم بترسيب الطلاب فصلاً دراسياً كاملاً فهذا يؤثر على المعدل التراكمي للطلاب، وبالتأكيد لن يستطيعوا أن يتجاوزه، ما سيؤثر على فرصتهم في إكمال دراستهم، لهذا أعتقد أن الجامعة ارتكبت خطأ كبيراً، وتعاملت مع طلابها بقسوة مبالغ فيها، ومدمرة".

من ناحيته، يؤكد أستاذ الإعلام، صالح الجحلان، أن مشاركة الطلاب في مواقع التواصل الاجتماعي وانتقادهم جامعتهم حق من حقوقهم، فلا يمكن أن تحجر الجامعة على أفكار الطلاب، وتلزمهم الصمت، خصوصاً وأنها اعترفت بالتقصير في بياناتها الصحافية، أو من خلال زيارة مدير الجامعة للكلية المتضررة".

ويضيف: "كان على الجامعة أن تكون أكثر تعاطفاً مع الطلاب، خصوصاً وأنهم لم يتجاوزا العشرين من عمرهم، وبدلاً من أن تحتويهم، تعاقبهم بقرار سيكون له تأثير كبير على مستقبلهم الدراسي، فهم يدرسون في كليات صعبة وتحتاج لكثير من الجهد، وفي تصوري هذا الأمر مبالغ فيه، ولا بد أن يتظلم الطلاب عند جهات أعلى".

وكان المتحدث الرسمي للجامعة، فهد بن نومه، أكد في بيان أن عدداً من مسؤولي الجامعة عقدوا اجتماعاً مطولاً مع مئات الطالبات بمجمع السامر. واستمعت اللجنة لمطالب جميع الطالبات، والتي اتضح أنها محقة، غير أن مواقع التواصل الاجتماعي أحالت القضية إلى منحنى آخر بعد أن قام أحد المغردين بنشر تغريدات مسيئة للطالبات وأهاليهن باستخدامه عبارات غير لائقة في الوصف محاولاً فيها نشر الفتنة والنعرات القبلية إضافة إلى الإساءة للطالبات"، ولم يعلق بن نومه على قرار ترسيب الطالبات لفصل دراسي كامل.

اقرأ أيضاً: التعليم السعودية تلغي شرط الابتعاث الخارجي للمعيدات

دلالات
المساهمون